
تسلمت الكويت أمس رفات أسرى ومفقودين كويتيين من السلطات العراقية تمهيدا لإجراء عمليات المطابقة ثم الاستعراف وتحديد هوياتها.
وتمت عملية التسليم عبر منفذ العبدلي الحدودي مع العراق بحضور مسؤولين معنيين من الجانبين الكويتي والعراقي.
وذكرت وسائل إعلام عراقية رسمية أن العراق سلم للكويت رفات 48 مواطنا كويتيا فقدوا خلال حرب الخليج 1991.
كانت السلطات العراقية قد عثرت على الرفات في وقت سابق من العام في مقبرة جماعية قرب مدينة السماوة جنوب العراق .
في سياق متصل تلقى نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد ، إتصالا هاتفيا من وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم ، بمناسبة تسلم دولة الكويت صباح أمس الخميس ، عددا من رفات الأسرى والمفقودين الكويتيين من السلطات العراقية ، عبر منفذ العبدلي ، وذلك في إطار إستكمال عمليات الفحص الجيني والمطابقة والإستعراف على هويات هذه الرفات.
وأعرب الشيخ صباح الخالد خلال الاتصال عن تقديره للجهود الحثيثة التي بذلت في هذه القضية الإنسانية المهمة من قبل السلطات العراقية واللجنة الدولية للصليب الأحمر وأعضاء اللجنة الثلاثية وأعضاء اللجنة الفنية ، متطلعا إلى مزيد من النتائج الإيجابية في هذا الملف الإنساني الهام.
وجدد حرصه على مواصلة مسيرة التعاون الوثيق القائم بين البلدين الشقيقين في هذا الإطار.
من جهته أكد رئيس وفد الكويت في اللجنة الثلاثية والفرعية الدوليتين مسؤول متابعة ملف الأسرى والمفقودين في وزارة الخارجية ربيع العدساني ، أن تسلم الكويت أمس رفات أسرى ومفقودين كويتيين من السلطات العراقية ، لاستكمال عمليات المطابقة والاستعراف ، يأتي نتيجة لما أعلنه المختبر الكويتي سابقا بموجب عينات تم جلبها من الطب العدلي في بغداد وأعطت نتائج إيجابية.
وقال العدساني لـ"كونا" إنه في ضوء تلك النتائج الإيجابية تقدمت الكويت بطلب رسمي للسلطات العراقية ، لنقل تلك الرفات إلى البلاد ، لاستكمال عمليات الفحص لها في الإدارة العامة للأدلة الجنائية بوزارة الداخلية الكويتية - التي تتوفر لديها قاعدة البيانات الجينية للأسرى - لإجراء عمليات المطابقة ثم الاستعراف وتحديد هويات هؤلاء الأشخاص.
وأوضح أن عمليات استخلاص الحمض النووي (DNA) والمطابقة التي تجريها الإدارة العامة للأدلة الجنائية الكويتية ، عمليات فنية معقدة تحتاج إلى وقت لاستكمالها.
وأعرب عن الشكر للسلطات العراقية ممثلة بوزارة الدفاع واللجنة الدولية للصليب الأحمر وبعثة الأمم المتحدة وأعضاء اللجنة الفنية ممثلين بالمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة والجمهورية الفرنسية ، على تعاونهم وجهودهم المثمرة التي ادت إلى هذه النتائج الإيجابية.
وكانت اللجنة الثلاثية المعنية بحل قضية أسرى ومرتهني الكويت التابعة للصليب الأحمر الدولي ، أعلنت في شهر يونيو الماضي اكتشاف رفات بشرية في المثنى قضاء السماوة جنوبي العراق ، يظن أنها تعود لمواطنين كويتيين من المدنيين وأسرى الحرب.
وحينها قالت اللجنة في بيان مشترك إن تلك الرفات استخرجت بشكل كامل ، وأودعت لدى دائرة الطب العدلي في بغداد حينها لغرض استخراج الخريطة الجينية (DNA) لمطابقتها لاحقا مع البصمة الوراثية لعوائل المفقودين في تلك الفترة.
وذكرت اللجنة التي تضم ممثلين عن الكويت والسعودية والولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وفرنسا من جانب والعراق من جانب آخر ، أن هذا الاكتشاف لرفات عدد من الأشخاص دفنوا في موقعين يظن أنهم فقدوا جراء النزاع يعطي الأمل بإعطاء بعض الأجوبة عن هذه القضية.
وكانت السلطات العراقية سلمت الكويت في وقت سابق سمات وراثية لرفات 32 شخصا ، علما أن مطابقة السمات الوراثية لهذه الرفات ال 32 بقاعدة بيانات أسرى الكويت ، تتطلب مزيدا من الفحوصات للتيقن من هوية أصحابها.
يذكر أن المرة الأخيرة التي تم فيها العثور على رفات مواطنين كويتيين عام 2005 ، ولا تزال اللجنة الثلاثية تعمل على الكشف عن مكان وجود الأشخاص الذين لا يزالون مفقودين في كلا البلدين ، منذ حرب تحرير الكويت "1990 – 1991" .