
أعلن وزير الخارجية الإسباني جوسيب بوريل، أمس، أن الولايات المتحدة هي التي طلبت اعتراض ناقلة النفط الإيرانية ، التي يشتبه بأنها كانت تنقل نفطا إلى سوريا رغم العقوبات المفروضة على هذا البلد.
وقال الوزير الإسباني: "نحن بصدد درس الظروف التي رافقت هذه المسألة، لقد كان هناك طلب وجهته الولايات المتحدة إلى المملكة المتحدة" لاعتراض ناقلة النفط.
وكانت سلطات جبل طارق جنوب إسبانيا اعترضت ناقلة النفط، في ساعة مبكرة أمس الخميس، بينما كانت على بعد نحو 4 كيلومترات جنوب جبل طارق الخاضع للسلطات البريطانية.
أضاف الوزير الإسباني: "بالطبع كنا على علم بهذه العملية، وقد قامت سفن دورية تابعة للحرس الوطني الإسباني بتأمين المنطقة"، مضيفا "لكننا ندرس إذا كان ما حدث يمس سيادتنا لأن الاعتراض وقع في مياه نعتبرها إسبانية".
وكانت حكومة منطقة جبل طارق أعلنت عن احتجاز ناقلة نفط عملاقة كانت متجهة إلى سوريا، ويعتقد أنها خالفت قوانين الاتحاد الأوروبي.
وقالت إن أفرادا من البحرية البريطانية شاركوا في العملية، إلى جانب مسؤولي الجمارك والشرطة المحلية.
وأوضحت حكومة جبل طارق أن هناك ما يدعو للاعتقاد بأن السفينة، التي تحمل اسم "غريس 1"، كانت تنقل النفط الخام إلى مصفاة بانياس السورية.
وتقع المصفاة المذكورة تحت حظر أوروبي على الصادرات إلى سوريا، كما قال رئيس حكومة جبل طارق فابيان بيكاردو.
وأثنى بيكاردو على شجاعة العسكريين الذين احتجزوا الناقلة.
وقال في معرض الشكر الذي وجهه للشرطة ومسؤولي الجمارك وسلطات الميناء: "تأكدوا أن جبل طارق منطقة آمنة وملتزمة بالنظام والقوانين الدولية".
وقد احتجزت سلطات الميناء ناقلة النفط الضخمة مع حمولتها صباح الأربعاء بمساعدة مشاة البحرية البريطانية.
وقال بيكاردو إنه كتب لرئيس المفوضية الأوروبية والمجلس الأوروبي لإعطاء تفاصيل حول العملية.
ويشمل نظام الحظر المطبق ضد سوريا منذ عام 2011 إجراءات مالية وتجارية، وأخرى تتعلق بالمواصلات.
وفرضت الإجراءات على سوريا بسبب قمع المدنيين عقب اندلاع المظاهرات ضد الرئيس السوري بشار الأسد.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية إنها ترحب بالخطوة الحازمة التي اتخذتها سلطات جبل طارق.
وتعتبر سلطات جبل طارق مياهها جزءا من المياه الإقليمية البريطانية، الأمر الذي ترفضه إسبانيا التي تطالب بالسيادة على هذه المنطقة.
وتم اعتراض ناقلة النفط "غريس 1" التي ترفع علم بنما للاشتباه بنقلها حمولة من النفط إلى سوريا في خرق للعقوبات الدولية المفروضة على هذا البلد.
ولم تكشف سلطات جبل طارق مصدر النفط، لكن نشرة "لويدز ليست" المتخصصة بالنقل البحري كشفت أن الناقلة تحمل نفطا من إيران.