
الخرطوم – "وكالات" : أعلن وزير الداخلية السوداني إن سبعة أشخاص على الأقل قتلوا السبت والأحد خلال الاعتصام المتواصل منذ ثلاثة أيام خارج مقر قيادة الجيش في العاصمة الخرطوم وشخص واحد قتل في دارفور.
وأضاف بشارة جمعة في بيان أن 15 مدنيا و 42 من قوات الأمن أصيبوا خلال التظاهرات كما ألقي القبض على 2.496 متظاهرا في الخرطوم.
في غضون ذلك، أكد معتصمون سودانيون تطويقهم بالكامل من جانب قوات الأمن بعد أن تحدوا حظرا فرضته الحكومة على الاعتصام.
وأفاد موقع سودان تريبيون بمقتل جندي ومتظاهر خلال اشتباكات بين قوات الأمن والمحتجين.
وبحسب الموقع، فإن الجندى القتيل و يدعى سامي شيخ الدين قتل بطلق ناري خلال محاولته حماية المتظاهرين من حملة شنتها قوات الأمن لتفريق اعتصامهم خلال الساعات الأولى من صباح أمس الاثنين.والقتيل الأخر هو أستاذ جامعي يبلغ من العمر 55 عاما قتل أيضا إثر إطلاق النار عليه من جانب قوات الأمن جنوب الخرطوم، بحسب سودان تريبيون.
يأتى هذا بينما يواصل الآلاف اعتصامهم - لليوم الثالث على التوالي - خارج مقر قيادة الجيش الواقع بالقرب من المجمع السكني الذى يعيش فيه الرئيس عمر البشير.
ويطالب المعتصمون بتنحي البشير الذى يحكم البلاد منذ نحو 30 عاما.
وكان الجيش قد أرسل تعزيزات عسكرية إضافية إلى مقر قيادته في الخرطوم صباح أمس الاثنين حيث نصبت المتاريس في الشوارع المحيطة.
ويدعو المتظاهرون الجيش إلى دعم مطالبهم، وحمايتهم ممن وصفوهم بعناصر "الشرطة السرية" وشرطة مكافحة الشغب.
وأشار شهود عيان إلى أن وحدات من القوات البحرية والجوية قد تدخلت لحماية المتظاهرين بعد أن استخدمت عناصر أمنية أخرى الغاز المسيل للدموع والذخيرة الحية لتفريقهم.
وقالت إحدى المعتصمات لبي بي سي إن الجيش كان في البداية محايدا، إلا أن بعض عناصره قامت لاحقا بمطاردة الشاحنات التي كانت تطلق الغاز والذخيرة علي المعتصمين.
وأكد شهود عيان أن بعض المعتصمين فروا للاحتماء بمنشأة تابعة للقوات البحرية مما قد يشير لاحتمال وجود خلافات بين عناصر داخل الجيش السوداني.
أضافت شاهدة عيان لوكالة الأنباء الفرنسية أن مركبات تحمل عناصر من المخابرات ووحدات مكافحة الشغب وصلت في ساعات مبكرة من صباح الاثنين لمقرالاعتصام، وبعدها بدأ إطلاق قنابل الغاز والرصاص، إلا أنه من غير المعروف الجهة التي أطلقته.
ومع ذلك، يقول محللون إنه لا دليل على أن القوات المسلحة تنوي تغيير خريطة ولاءاتها.
ومن جانبه، قال وزير الإعلام السوداني حسن اسماعيل إن قوات الأمن في بلاده تعمل في انسجام تام.
ورفض البشير الاستقالة، قائلا إن على خصومه أن يسعوا للوصول السلطة عن طريق الانتخابات.
من جهته دعا "تحالف الحرية والتغيير" المنظم للاحتجاجات في السودان أمس الإثنين الى "تواصل مباشر" مع قيادة القوات المسلحة من أجل "تيسير عملية الانتقال السلمي للسلطة".
وتضمن البيان الذي تلاه أحد قادة التحالف عمر الدقير خارج مبنى القيادة العامة للجيش حيث يعتصم متظاهرون يطالبون برحيل الرئيس عمر البشير منذ ثلاثة أيام، "دعوة القوات المسلحة لدعم خيار الشعب السوداني في التغيير والانتقال إلى حكم مدني ديموقراطي"، عبر "التواصل المباشر بين قوى إعلان الحرية والتغيير وقيادة القوات المسلحة لتيسير عملية الانتقال السلمي للسلطة الى حكومة انتقالية".
وأكد البيان "مطلب شعبنا بالتنحي الفوري لرئيس النظام وحكومته دون قيدٍ أو شرط"، مشيرا الى "تكوين مجلس من قوى إعلان الحرية والتغيير وقوى الثورة التي تدعم الإعلان"، يتولى "مهام الاتصال السياسي مع القوات النظامية والقوى الفاعلة محلياً ودولياً من أجل إكمال عملية الانتقال السياسي وتسليم السلطة لحكومة مدنية انتقالية متوافق عليها شعبياً ومعبرة عن قوى الثورة".
ودعا البيان القوات المسلحة الى "سحب يدها عن النظام الحالي الذي فقد أي مشروعية، وقطع الطريق أمام محاولاته البائسة لجر البلاد الى العنف".
ويواصل آلاف المتظاهرين اعتصامهم لليوم الثالث على التوالي في محيط مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم.
ومنذ اندلاع التظاهرات الاحتجاجية ضد نظام الرئيس عمر البشير في ديسمبر، يتعامل عناصر من جهاز الأمن والمخابرات ومن شرطة مكافحة الشغب مع المتظاهرين ويحاولون تفريقهم، إلا أن الجيش لم يتدخل.
من جهته وجه الرئيس السوداني،عمر البشير، لجنة الحوار بتصنيف كل المبادرات والتعامل معها بإيجابية لصناعة التحول، بينما عزى المؤتمر الوطني الحاكم أسر ضحايا الأحداث الأخيرة.
فقد كشفت لجنة متابعة الأزمة عن صدور توجيه من اللجنة التنسيقية العليا بقيادة رئيس الجمهورية لجمع وتصنيف كل المبادرات المطروحة والتعامل معها إيجاباً لصناعة التحول في المستقبل.
إلى ذلك، قدم المؤتمر الوطني التعازي لأسر ضحايا الأحداث الأخيرة متمنياً عاجل الشفاء للجرحى والمصابين. وأكد المكتب القيادي للمؤتمر الوطني في اجتماعه الطارئ برئاسة رئيسه المفوض أحمد هارون أن الحوار السياسي يظل الخيار الغالب والأقل كلفة وأكثر أهمية في تحقيق التحول السياسي.
وأكد المؤتمر الوطني "حزب البشير" أن الحزب كحزب فاعل في الساحة السياسية يؤكد دعمه لكل خيارات الحوار والوفاق السياسي. وقال الحزب إنه ليس في مواجهة أحد وإنما ننفتح على كل القوى السياسية وكل الشرائح المجتمعية للحوار والتداول لدعم مسيرة الاستقرار في بلادنا.
وأشاد بكل اللقاءات السياسية التي تمت في الأيام الماضية والإجراءات الأمنية ، وأكد أهمية المعالجات الجارية لفرض القانون وبسط الأمن والاستقرار ، كما جدد المكتب القيادي الدعوة للحكومة لمزيد من معالجة القضايا التي تهم الناس وتحقيق تطلعات الشباب وتستجيب لطموحاتهم
ميدانياً، انتشرت قوات الجيش السوداني الاثنين في محيط مقر القيادة العامة في الخرطوم، فأغلقت طرقاً عدة مؤدية إلى المجمع المحصّن الذي يعتصم متظاهرون مناهضون للرئيس عمر البشير أمامه منذ ثلاثة أيام، وفق وكالة "فرانس برس".
وقال الشهود إن الجنود نصبوا حواجز في الشوارع القريبة من المجمع الذي يضم وزارة الدفاع ومقر إقامة البشير لمنع السيارات من الاقتراب.