
نيويورك – كونا : حثت الكويت بعثة الامم المتحدة للمساعدة في العراق ، على مواصلة تنفيذ ولايتها فيما يتعلق بمتابعة مسألة الاسرى والمفقودين وإعادة الممتلكات بما فيها المحفوظات الوطنية داعية الى اتباع نهج جديد ومبتكر يكفل الدفع بهذه الملفات الى الأمام.
جاء ذلك في كلمة الكويت خلال جلسة لمجلس الأمن حول العراق ألقاها مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي مساء أمس الأربعاء.
واكد العتيبي أن الكويت تواصل جهودها دون كلل أو ملل في متابعة الكشف عن مصير شهدائها الأبرار ، رغم تضاؤل فرص العثور عليهم أحياء ، مقدرة حرص أعضاء مجلس الامن المتواصل على مدى تلك السنوات على ابقاء هذا الملف الانساني حاضرا على جدول اعماله.
وقدر العتيبي متابعة أعضاء المجلس تنفيذ جميع الالتزامات التي نصت عليها قرارات مجلس الامن ذات الصلة وخاصة تلك المتعلقة بالالتزامات الرئيسية التي مازالت متبقية والتي لم تجد طريقها إلى الحل منذ تحرير الكويت عام 1991.
وأثنى على ما تقوم به البعثة وأسرة الأمم المتحدة في العراق من جهود رامية إلى بناء مستقبل واعد للعراق ، بدءا من تهيئة الظروف المواتية لتحقيق الامن والاستقرار فيه ، مرورا بتلبية الاحتياجات الانسانية وصولا الى توفير مستلزمات تحقيق التنمية المستدامة.
واكد العتيبي استمرار دعم الكويت الكامل وتعاونها مع البعثة والفريق القطري من أجل إنجاز مهامهم على أكمل وجه.
وأضاف "وذلك في الوقت الذي ندرك أن المرحلة القادمة مهمة بالنسبة للعراق ، لتجاوز صعوبة الظروف التي يمر بها خاصة بعد دحره لما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الإرهابي ، والتي تتطلب تكاتف الجهود الدولية لدعمه ومساعدته وتلبية الاحتياجات الانسانية العاجلة للشعب العراقي المتضرر وضمان أمنه".
وأكد العتيبي ان "هذه مسؤولية نتشارك بها نحن كإحدى دول جوار العراق بالدرجة الأولى ، ومعنا الدول الاقليمية والمجتمع الدولي ، حيث لابد من بذل المزيد من الجهود من اجل تحقيق تطلعاتنا لعراق ينعم بالوحدة والأمن والاستقرار وخال من الازمات والانقسامات".
وأشار الى ان الكويت بادرت منذ أن بدأ العراق الشقيق مرحلة البناء ما بعد النظام السابق بدعم جهود إعادة الاعمار والبناء ووقفت الى جانبه للمحافظة على استقلاله وسيادته ووحدة وسلامة أراضيه.
وذكر "ان الكويت رحبت بالحوار الوطني الشامل ، الذي نأمل أن يمكن أطياف المجتمع العراقي من تحقيق المصالحة الوطنية ومكافحة التطرف والإرهاب وتعزيز سيادة القانون ، وتوفير الرفاه والأمن لكافة مكونات نسيجه الاجتماعي بدون اي استثناء متمنين في الوقت نفسه للبلد الجار الشقيق كل التقدم والرخاء".
واكد "ان الكويت قيادة وحكومة وشعبا ومنذ ظهور تنظيم داعش الارهابي في العراق، وادراكا منها لحجم الدمار الذي لحق بالعراق مدت يد العون للشعب العراقي الشقيق ولم تدخر جهدا للوقوف بجانبه".
وأشار العتيبي الى مبادرة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد ، في استضافة مؤتمر الكويت الدولي لإعادة اعمار العراق في فبراير العام الماضي ، لتخفيف معاناة الاشقاء في العراق والانتقال الى مرحلة الاستقرار وإعادة الإعمار متطلعا إلى وفاء الدول بتعهداتها التي اعلنت عنها في المؤتمر.
وأشار الى ان هناك جانبا آخر للالتزامات المتبقية وهي مسألة الممتلكات الكويتية بما فيها المحفوظات الوطنية والتي لا تقل أهمية عن الالتزامات الدولية الأخرى لما تشكله هذه الممتلكات والمحفوظات من ثروة تاريخية وإرث هام للذاكرة الوطنية للكويت وشعبها.
وأعرب عن الأسف بأن مصير المحفوظات لا يزال في حكم المجهول ، منذ تحرير الكويت عام 1991 ، قائلا : "نشاطر الامين العام للأمم المتحدة خيبة الأمل في هذا الصدد".
.
وجدد العتيبي في الوقت ذاته تضامن الكويت مع العراق قيادة وحكومة وشعبا ، في أية خطوة يخطونها لترسيخ الوحدة الوطنية العراقية ودحر الارهاب والحفاظ على سيادته وسلامة أراضيه.