أمام محفل دولي كبير ، تعهدت الكويت بمواصلة حربها ضد الفساد ، حتى يمكن اجتثاث جذوره ، وتطهير الأداء الحكومي منه، بهدف تحقيق الانطلاقة المنشودة في التنمية بجميع المجالات ، وتكريس قيم النزاهة والشفافية والعدالة .
جاء ذلك خلال فعاليات افتتاح مؤتمر الكويت الدولي لمكافحة الفساد "النزاهة من أجل التنمية" ، الذي أقيم أمس ، على مسرح قصر بيان ، تحت رعاية وحضور سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد .
وأكد وزير العدل ووزير الدولة لشؤون مجلس الأمة المستشار الدكتور فهد محمد العفاسي ، أن تفضل صاحب السمو الأمير تفضلكم بالحضور والرعاية للمؤتمر ، يأتي حرصا من سموه على العناية والاهتمام بمنظومة إرساء مبدأ الشفافية والنزاهة ، والعمل على مكافحة الفساد ودرء مخاطره وآثاره .
وقال العفاسي : إن الكويت منذ إنشاء "نزاهة" برغبة صادقة من سموكم ، وهي تسير بخطى تنموية ثابتة تشهد مرحلة نوعية بعزم راسخ وارادة حازمة لاجتثاث الفساد وترسيخ قيم الشفافية والنزاهة ، بدءا من التعريف بالهيئة ودورها واختصاصاتها والتحفيز على التعاون معها ، من خلال المبادرة إلى تقديم إقرارات الذمة المالية ، وتقديم البلاغات والشكاوى عن وقائع الفساد التي تتصل بعملهم ، سعيا نحو إدراك الهدف المنشود والمتمثل في تحقيق التنمية المستدامة من خلال خلق بيئة اقتصادية واجتماعية ، خالية من مظاهر الفساد كافة ، وقادرة على محاربة أسبابه والحيلولة دون انتشاره.
أضاف : إن المستقر في عقيدة العالم هو ان الفساد يعد المقوض للدول والمؤسسات والمبدد للثروات والإمكانات والمستنزف الأول للموارد والطاقات ، غير أن الأخطر من كل هذا هو أن يكون الفساد معوقا لكل محاولات التقدم والرقي ، ومقوضا لكل دعائم التنمية ومضعفا لكل خطط النهوض الطويلة والقصيرة ولاشك ان هذه المظاهر الخطيرة ستؤدي حتما إلى مفاسد وعقبات تعاني منها الدولة و المجتمع كهروب الاستثمارات واضعاف الايرادات وتدني الكفاءات وسوء الخدمات ، وفوق ذلك كله ان الفساد يهدم منظومة القيم الاخلاقية ، ويقضي على المبادىء البناءة التي تقوم عليها اية خطط تنموية ، كالعدالة والامانة وتكافؤ الفرص ويؤدي إلى انتشار السلبية والنوايا السيئة والإحساس بالظلم مما يؤدي ذلك إلى حالات من الاحتقان واليأس من الإصلاح.
وشدد على أن "وضوح إرادة سموكم وجديتها في مواجهة الفساد والحد من اثاره ، دفعنا في وزارة العدل من خلال هيئة مكافحة الفساد ، إلى صياغة رؤية حضارية وخطة استراتيجية تتناسب وتطلعات سموكم في التعامل مع ملف الفساد ، تحقيقا لعوامل النهوض وتعزيزا للخطة التنموية للدولة في القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتي أصبحت من خلالها معلما مميزا محليا واقليميا وعالميا ، لذلك رأت الهيئة أن يكون موضوع المؤتمر الدولي "النزاهة من أجل التنمية" لنعرف بجهود دولة الكويت في ظل توجيهاتكم ورعايتكم في مجال النزاهة ومكافحة الفساد والاستفادة من التجارب المقارنة والشبيهة ، بغية تدعيم تلك الجهود وتوفير منصة عالمية لتعزيز الحوار الدولي بشأن مخاطر الفساد وسبل التصدي لها بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة للعام 2035.
كما ألقى رئيس الهيئة العامة لمكافحة الفساد المستشار عبد الرحمن النمشكلمة قال فيها : إننا في "نزاهة" وضعنا نصب أعيننا ترجمة تطلعاتكم ورؤاكم السامية ، التي لطالما اكدتم عليها في كل محفل ومناسبة ودعوتكم لنا جميعا للمحافظة على المال العام ، والعمل على مكافحة الفساد والوقاية منه والتعاون من أجل تحقيق كل ذلك ، كما كان رائدنا ونحن نسعى إلى تحقيق توجيهاتكم السامية ، هو التحقق والتثبت قبل توجيه الاتهام ، منطلقين في ذلك من حرص سموكم على كرامة المواطنين وعدم التشهيرِ بهم.
أضاف : إن ما نحققه من نجاح في التصدي للفاسدين يأتي بتوجيهات مباشرة من سموِ رئيس مجلس الوزراء ، وتأكيده المستمر على ان الحكومة لن تسمح بأن يكون هناك فساد في أروقتها ، وان المسؤولين والقياديين في الجهات الحكومية سيتحملون المسؤولية كاملة في حال وجود فساد ، وهذه الخطوة الإيجابية في الإدارة الحكومية دفعتنا إلى العمل بثقة عالية وخطوات ثابتة من أجل صيانة المال العام وكشف الفساد وملاحقة الفاسدين.