
الخرطوم – وكالات - ارتفع عدد قتلى الاحتجاجات الشعبية في السودان إلى خمسة عشر شخصا ، بعد وفاة ثلاثة محتجين في منطقة الجزيرة ابا بولاية النيل الابيض أمس ، فيما دعت سفارة دولة الكويت لدى جمهورية السودان المواطنين الكويتيين المتواجدين حاليا هناك الى مغادرتها ، حفاظا على سلامتهم، مهيبة في الوقت ذاته بالكويتيين الى عدم السفر الى السودان في الوقت الراهن.
ولفتت السفارة في بيان صحافي إلى أنه على المواطنين الكويتيين المتواجدين في السودان حاليا ، التقيد بتعليمات الجهات الامنية وعدم الاقتراب من مواقع التجمهر والتجمعات ومناطق المظاهرات.
وأشارت إلى أن عليهم أيضا اتخاذ الحيطة والحذر في كافة مدن السودان التي أعلن فيها حالة الطوارئ ، والامتثال لتعليمات الامن والسلطات المعنية.
وأهابت بالكويتيين المتواجدين هناك كذلك التواصل مع السفارة في حال الطوارئ والحاجة للمساعدة وذلك على رقم الطوارئ (249900202020 +).
في غضون ذلك قال شهود عيان ل "بي بي سي" إن قوات أمنية أطلقت النار على المحتجين بعد تشييع شخصين لقيا حتفهما في احتجاجات يوم الجمعة.
وأفادت مصادر طبية بأن شخصا واحدا على الأقل لقي حتفه أمس ، خلال الاشتباكات التي وقعت بين المحتجين والقوات الأمنية.
بيد أن رئيس حزب الأمة القومي المعارض في السودان، الصادق المهدي، قال إن مجموع عدد قتلى الاحتجاجات وصل إلى 22 شخصا.
وقال المهدي في حديثه للصحفيين في أم درمان على الضفة الغربية لنهر النيل، إن حزبه يدعم الاحتجاجات الشعبية في البلاد، لكنه أكد ان حزبه لن يشارك فيها.
وأشار إلى أن الحماس وحده لا يكفي لتغيير النظام، داعيا الى تشكيل حكومة وفاق جديدة يشارك فيها جميع الأطراف.
واندلعت احتجاجات السودان، يوم الأربعاء، بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية ورفض قرار الحكومة برفع سعر الخبز، من حنية سوداني واحد للرغيف إلى ثلاثة جنيها.
أضاف المهدي في أول مؤتمر صحفي منذ عودته إلى السودان بعد ما يقرب من عام في المنفى، أن حركة الاحتجاج "قانونية وبدأت بسبب التدهور الوضع في السودان". موضحا أنها ستستمر أيضا.
ومع زيادة الاضطرابات، أعلنت السلطات تعليق الدراسة في كل الجامعات وكذلك في مرحلتي الأساسي والثانوي بولاية الخرطوم لأجل غير مسمى.
واندلعت الاحتجاجات لأول مرة في مدينة عطبرة الشرقية قبل أن تنتشرإلى القضارف ، شرقي السودان أيضا، ثم وصلت إلى العاصمة الخرطوم ومدينة أم درمان ومناطق اخرى.
وقد ارتفع سعر الخبز في الآونة الأخيرة، وترددت توقعات بارتفاعه أكثر بسبب رفع الدعم الحكومي المتوقع.
وقال مسؤولون حكوميون يوم الخميس، إن المحتجين حرقوا مكاتب حزب المؤتمر الوطني الحاكم.
وذكر شهود عيان إن المحتجين هتفوا بشعارات تطالب بإسقاط حكومة الرئيس عمر البشير.
وقال شهود إن الشرطة السودانية أطلقت الغاز المسيل للدموع على أكثر من 500 محتج على بعد نحو كيلومتر واحد من قصر الرئاسة في العاصمة الخرطوم الخميس.
وووصف متحدث باسم الحكومة المتظاهرون بأنهم "مندسون"، وحذر من أن السلطات "لن تكون متساهلة "مع أولئك الذين يشعلون النار في منشآت الدولة أو يخربون الممتلكات العامة.