
نيويورك – «كونا» : أبدت الكويت استعدادها لتوفير دعم لوجيستي لضمان مشاركة الأطراف اليمنية ، في جولة مشاورات من المنتظر اقامتها في ستوكهولم ، مؤكدة دعمها للجهود التي يبذلها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث في هذا الشأن.
جاء ذلك خلال كلمة الكويت في جلسة لمجلس الأمن حول اليمن امس الجمعة ، ألقاها مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي.
واكد العتيبي ايمان الكويت بأنه لا حل للأزمة في اليمن إلا الحل السياسي ، معربا عن دعم العملية السياسية الكفيلة بإنهاء معاناة الشعب اليمني ، مع أهمية ارتكاز الجهود الرامية لإنهاء الأزمة على المرجعيات السياسية الثلاث ، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الامن ذات الصلة.
وأشار الى أهمية الالتزام بقرار مجلس الامن رقم 2216 ، بما يضمن سيادة اليمن واستقلاله ووحدة أراضيه وعدم التدخل في شؤونه الداخلية.
ورحب العتيبي بإعلان عودة استئناف المشاورات السياسية في ستوكهولم ، معربا عن شكره للسويد على استعدادها لاستضافة هذه المشاورات.
واعرب عن الامل في ان تلتزم الأطراف اليمنية بحضور هذه الجولة من المشاورات والانخراط فيها بحسن نية ودون شروط مسبقة وبصورة تبدد مشاعر القلق من تكرار سيناريو جولة مشاورات جنيف في شهر سبتمبر الماضي والتي شهدت دعما مطلقا من مجلس الامن والمجتمع الدولي وبالأخص دول تحالف دعم الشرعية في اليمن.
وأضاف العتيبي ان دول تحالف دعم الشرعية عمدت الى وقف عملياتها العسكرية آنذاك وقدمت جميع التسهيلات الضامنة لمشاركة ميسرة ودون أي عوائق لوفد جماعة الحوثي «الا أنه للأسف تخلف وفد جماعة الحوثي عن المشاركة فيها».
وأشار الى ان عدم مشاركة وفد جماعة الحوثي ترتب عليه توابع سلبية الأثر على مسار الازمة ، معمقة بذلك آثارها الكارثية على مختلف الأصعدة الإنسانية والاقتصادية والسياسية في اليمن.
وذكر العتيبي إن الإعلان عن جولة المشاورات المزمع عقدها في ستوكهولم ، أتى نتيجة حرص دول تحالف دعم الشرعية في اليمن على دعم العملية السياسية في سبيل ضمان أمن واستقرار ووحدة وسيادة اليمن ، وذلك على الرغم من التحديات الأمنية الكبيرة التي تعرض لها عدد من دول التحالف من قبل جماعة الحوثي.
وأفاد بان ذلك تمثل في تهديد امن وسلامة دولة الامارات العربية المتحدة واستهداف أراضي المملكة العربية السعودية ب 206 صواريخ باليستية وأكثر من 68 ألف مقذوف متفجر ما أدى إلى مقتل 112 مدنيا وإصابة مئات آخرين.
وفيما يتعلق بالأحداث العسكرية الأخيرة في مدينة الحديدة، استذكر العتيبي القرار 2216 الذي نص على ضرورة انسحاب الحوثيين من المدن التي استولوا عليها وعدم القيام بأي اعمال تندرج ضمن نطاق سلطة الحكومة الشرعية.
واعرب عن الامل في ذات الوقت أن تسفر جولة المشاورات القادمة في التوصل إلى حل سياسي مرتكز على المرجعيات الثلاث المتفق عليها ، وبما يكفل وقف هذه الأزمة ويعيد اليمن مجددا إلى سابق عهده كدولة مستقرة تنعم بالأمن والسلام.
كما اعرب عن بالغ القلق حيال الأوضاع الإنسانية في اليمن ، التي تنذر بقرب وقوع خطر انعدام الامن الغذائي وقابلية وقوع أكثر من 14 مليون نسمة في دائرة ذلك الخطر المحيق بالشعب اليمني.
وبين العتيبي ان ذلك يأتي نتيجة لعدم تنفيذ قرارات مجلس الامن ذات الصلة واستمرار النزاع المسلح الذي خلق اقتصاد حرب تعثرت معه عمليات دفع المرتبات للمواطنين وتراجعت خلاله القوة الشرائية للعملة الوطنية نتيجة الانهيار غير المسبوق لسعر صرف الريال اليمني أمام العملات الأجنبية.
وأضاف ان المجتمع الدولي بات أمام مسؤولية كبيرة لتقديم المساعدة المطلوبة للحكومة اليمنية لضمان نجاح سياستها الهادفة لوقف نزيف العملة الوطنية ولدفع الرواتب للمواطنين في جميع أرجاء اليمن.
وأشاد العتيبي في هذا الصدد بالدور الكبير والمتواصل الذي قامت به المملكة العربية السعودية وعلى فترات متعددة بضخ الودائع المالية في البنك المركزي اليمني حيث بلغ إجمالي ما أودعته حوالي 2ر3 مليار دولار.
وأشار العتيبي الى استمرار أوجه المعاناة الإنسانية التي تواجه الشعب اليمني رغم كل ما بذله المجتمع الدولي من تقديم الدعم المالي والعيني الكبير والذي كان آخره مؤتمر المانحين لليمن الذي عقد في جنيف أبريل الماضي.
وأوضح ان الكويت تبرعت خلال ذلك المؤتمر ب 250 مليون دولار لوكالات الأمم المتحدة والمنظمات العاملة في الميدان إضافة للدور المرن والمتعاون للقيادة المشتركة لدول تحالف دعم الشرعية في تيسير مسار المساعدات الإنسانية.