
الرياض – «وكالات» : أكدت المملكة العربية السعودية أنها اتخذت الاجراءات اللازمة لاستجلاء الحقيقة ، في موضوع الصحافي والإعلامي الراحل جمال خاشقجي ، مشددة في الوقت نفسه على محاسبة المتورطين ، في الموضوع الذي أثار اهتمام المملكة على أعلى المستويات ، للملابسات التي أحاطت باختفائه».
وأصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أوامر ملكية بإعفاء نائب رئيس الاستخبارات العامة أحمد عسيري ، والمستشار بالديوان الملكي سعود القحطاني من منصبيهما ، كما أمر بتشكيل لجنة وزارية برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لإعادة هيكلة رئاسة الاستخبارات العامة وتحديث نظامها ولوائحها وتحديد صلاحياتها بشكل دقيق.
من جهة أخرى أمر الملك سلمان بن عبدالعزيز بتشكيل لجنة وزارية برئاسة ولي العهد رئيس مجلس الشؤون السياسية والأمنية السعودي لإعادة هيكلة رئاسة الاستخبارات العامة وتحديث نظامها ولوائحها وتحديد صلاحياتها بشكل دقيق.
وبحسب ما اوردته وكالة الأنباء السعودية (واس) اليوم الجمعة فإن ذلك جاء بناء على ما رفعه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى خادم الحرمين الشريفين عن الحاجة الماسة والملحة لإعادة هيكلة رئاسة الاستخبارات العامة وتحديث نظامها ولوائحها وتحديد صلاحياتها بشكل دقيق وتقييم الإجراءات والأساليب والصلاحيات المنظمة لعملها وكذلك التسلسل الإداري والهرمي بما يكفل حسن سير العمل وتحديد المسؤوليات وأن المصلحة العامة تقتضي ضرورة تشكيل لجنة للقيام بذلك.
وتأتي اللجنة برئاسة ولي العهد الامير محمد بن سلمان وعضوية عدد من أعضاء المجلس وزير الداخلية الامير عبدالعزيز بن سعود بن نايف والدكتور مساعد العيبان والدكتور إبراهيم العساف ورئيس الديوان الملكي وزير الخارجية ورئيس الاستخبارات العامة ورئيس أمن الدولة وأن ترفع اللجنة نتائج أعمالهما خلال شهر من تاريخه.
وكانت النيابة العامة السعودية قد أعلنت فجر أمس السبت، أن خاشقجي توفي في قنصلية المملكة باسطنبول بعد وقوع شجار واشتباك بالأيدي مع عدد من الأشخاص داخلها.
وذكر مصدر سعودي أن أشخاصاً قابلوا خاشقجي في القنصلية ، بعد ظهور مؤشرات تدل على إمكانية عودته للبلاد، مضيفاً أنه تم توقيف 18 سعودياً على ذمة القضية . ووفق ما تجلى من التحقيقات الأولية السعودية فقد حاول المتهمون التكتم على وفاة خاشقجي داخل القنصلية بعد شجار وقع أثناء مهمة لهم لإقناعه بالعودة إلى بلاده.
وقال اتلمدصر إنه بعدها حاول هؤلاء التعتيم على القضية، وأنكروا وجود خاشقجي داخل القنصلية. وأعلموا السلطات السعودية في الرياض بأن الرجل غادر سالماً ليحموا أنفسهم من تبعات ما جرى، وتحمل المسؤولية.
كما كشفت نتائج التحقيقات الأولية أن المناقشات التي تمت مع خاشقجي أثناء تواجده في قنصلية المملكة في اسطنبول من قبل المشتبه بهم لم تسر بالشكل المطلوب وتطورت بشكل سلبي أدى إلى حدوث شجار واشتباك بالأيدي بين بعضهم وبين خاشقجي، وتفاقم الأمر مما أدى إلى وفاته ومحاولتهم التكتم على ما حدث والتغطية على ذلك.
أضاف المصدر أنه «في الوقت الذي لا تزال فيه التحقيقات في هذه القضية مستمرة مع الموقوفين على ذمتها والبالغ عددهم 18 شخصاً من الجنسية السعودية، فإن المملكة تعرب عن بالغ أسفها لما آلت إليه الأمور من تطورات مؤلمة، وتؤكد على التزام السلطات في المملكة إبراز الحقائق للرأي العام، ومحاسبة جميع المتورطين وتقديمهم للعدالة بإحالتهم إلى المحاكم المختصة بالمملكة العربية السعودية».
إلى ذلك أكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية إن التوجيهات والقرارات التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين على أثر الحدث المؤسف والأليم الذي أودى بحياة المواطن جمال خاشقجي تأتي استمرارا لنهج الدولة في ترسيخ أسس العدل وفق شريعتنا السمحاء.
وأكد المصدر في تصريح أوردته وكالة الأنباء السعودية (واس) ، ان توجيهات وقرارات خادم الحرمين شملت توجيه النائب العام بالقيام بتحقيق لكشف ملابسات اختفاء المواطن جمال خاشقجي وما تبع ذلك من التحفظ على المشتبه فيهم لاستكمال التحقيقات وتشكيل لجنة لمراجعة الإجراءات المتبعة في هذا الشأن وما تضمنته هذه الخطوات من إعفاءات لعدد من المسؤولين في الجهاز المعني.
أضاف ان التوجيهات تأتي ايضا باستمرار نهج الدولة بمحاسبة أي مقصر كائنا من كان والتعامل مع أي تقصير أو خطأ خاصة إذا كان يمس ابنا من ابناء الوطن بشكل شامل وحازم مهما كانت الظروف وبغض النظر عن أي اعتبارات حيث أن هذه الإجراءات تعكس حرص القيادة على أمن وسلامة جميع أبناء هذا الوطن.
واشار الى ان ذلك يعكس عزم القيادة على ألا تقف هذه الإجراءات عند محاسبة المقصرين والمسؤولين المباشرين لتشمل الإجراءات التصحيحية الكفيلة بمنع حصول مثل هذا الخطأ الجسيم مستقبلا.
وشدد المصدر على ان حكومة المملكة تثمن التعاون المميز الذي أبدته حكومة تركيا بقيادة الرئيس رجب طيب أرودغان والتي ساهمت جهودها وتعاونها بشكل هام في مسار التحقيقات بشأن مقتل المواطن جمال خاشقجي.
ولفت الى ان المملكة تثمن المواقف الحكيمة للدول التي آثرت التروي وانتظار نتائج التحقيقات والابتعاد عن التكهنات والمزاعم.