
أنقرة – كونا : أكد رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم أن موقف الكويت وسمو أمير البلاد ، في مساعدة دول الجوار الاقليمي ، والعمل على خلق مناخات استقرار وأمن وسلم تكون من صالح الجميع ، هو ركن اساسي في العقيدة السياسية الكويتية.
وأعرب الغانم في كلمة ألقاها أمس امام الاجتماع الثالث لرؤساء البرلمانات الآسيوية - الاوروبية المنعقد في مدينة انطاليا جنوبي تركيا ، عن الرفض القاطع لكل صيغ الحروب الاقتصادية وسياسات التجويع.
وتساءل «أي صيغة بائسة للصراع هذه ؟ هل هناك من لا يزال يريد تركيع الآخر وتجويعه ؟ وهل هذا هو السبيل الوحيد لتصفية الحسابات ؟».
أضاف : «من منا يريد مجاورة فقير ومعدم وذي حاجة ؟ من منكم يريد ان يكون قريبا من بركان قد يثور في أي لحظة؟» . واشار الغانم في كلمته الى مقاربة تلك التساؤلات بالموقف الكويتي المبدئي ، قائلا : «هذه الأسئلة هي التي طرحها سمو أمير دولة الكويت ، عندما سئل من قبل عدد من الضيوف عن المغزى من تبني الكويت مؤتمرا دوليا لإعادة اعمار العراق ، وكيف يمكن أن تعمر بلدا غزاك في يوم من الأيام ، وتسبب في سقوط أبنائنا شهداء وأسرى وتشريد مئات الآلاف وفي تخريب وتدمير بنيتنا التحتية».
وأوضح «ان موقف الكويت وسمو الأمير كان هذا أن تساعد جيرانك في الإقليم ، وأن تتمنى الرخاء لكل دولة ، وأن تساهم في خلق مناخات استقرار وأمن وسلم تكون من صالح الجميع ، وهذه هي العقيدة السياسية التي نؤمن بها في الكويت».
ولفت الغانم الى التطورات الاخيرة المتعلقة بالحالة المالية والاقتصادية التركية ، قائلا : «اليوم وعلى سبيل المثال لا الحصر يتحدثون عن أزمة اقتصادية في تركيا ، ولا مشكلة هنا فكل الدول تمر بمخاضات لكن هناك من يتحدث علانية عن استهداف لتركيا ورغبة في فرض شروط محددة عليها».
أضاف : «نقول لمن يبشر بحرب اقتصادية ضد تركيا أو يتمنى حدوث انهيارات مالية لن تنجحوا فتركيا ليست جمهورية موز ، بل هي دولة تقف على ارث من العراقة والتقاليد ، وهنا يعيش شعب حي وخلاق وتواق للحياة حاله حال كل شعوب الأرض» ، معربا عن ثقته بقدرة القيادة التركية والشعب التركي على تجاوز اي عارض اقتصادي عابر.
وأكد الغانم ضرورة التعاون الآسيوي - الاوروبي في كافة المجالات ، استنادا على حقائق الجغرافيا قائلا : «ان هناك طريقا واحدا للرخاء والتقدم وشرط ديمومته انها وصفة التعاون وصيغة التفاعل ومنهج التوافق ، وأن يخرج الطرفان مستفيدين ورابحين وراضيين ، لأنه لا منتصر في الحروب بما فيها الحروب الاقتصادية».
وقال : «واجبنا كبرلمانيين ونمثل صوت الشعوب أن نبشر بالتكامل ، واجبنا أن نراكم الأصدقاء لا ان نصنع الأعداء واجبنا في التعرف على الآخر ، وهو تعرف يفضي دائما الى تفاهم».
وأكد الغانم اهمية الاجتماع الاوروبي - الآسيوي قائلا «نجتمع هنا لأن البطالة في أوروبا وآسيا معا ، والتضخم في أوروبا وآسيا معا والانفجار السكاني في كل القارتين».
أضاف «نجتمع هنا لأن قضايا التجارة والبيئة والاحتباس الحراري وهجرة الريف الى المدن ، وآفاق التعليم والامراض والاوبئة الجديدة ، هي ليست قضايا حصرية ومقتصرة على إقليم دون آخر».
ودعا الغانم مجددا الى تفعيل التعاون الآسيوي - الاوروبي ، مبينا أنه تفاعل الناس عبر التاريخ وهو تفاعل لم تنجح الاسوار والحدود والجيوش في وقفه أو منع تدفقه عبر التاريخ.