
الرياض - موسكو –"وكالات" : ازدادت الأزمة السورية استحكاما وتعقيدا ، خلال الأيام الماضية ، ودخلت مرخلة أشد ضبابية وتدهورا ، ما دفع كبير مفاوضي المعارضة السورية نصر الحريري ، إلى شجب ما وصفه بالصمت الأمريكي إزاء هجوم للقوات الحكومية في جنوب غرب سوريا ، حيث اتفقت واشنطن على منطقة "خفض للتصعيد" ، العام الماضي مع الأردن وروسيا حليفة دمشق.
وقال الحريري في الرياض أمس : إن وجود ”صفقة خبيثة“ هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يفسر غياب الرد الأمريكي على هجوم القوات الحكومية المدعومة من روسيا في جنوب غرب سوريا ، بعد أن استخدمت واشنطن القوة العسكرية ضد هجمات على حلفائها في مناطق أخرى بسوريا.
في سياق ذي صلة قتل أكثر من 40 مدنيا في هجمات جوية نفذت جنوبي سوريا، حيث تواصل القوات الحكومية المدعومة من روسيا عملياتها العسكرية لاستعادة السيطرة على مناطق تسيطر عليها المعارضة، حسبما قال ناشطون.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، ومقره بريطانيا، إن من بين القتلى أطفالا .
ووردت تقارير عن سقوط عشرات القتلى من الجانبين منذ بدء الهجمات الحكومية الأسبوع الماضي.
وتصر الحكومة السورية على استعادة منطقة ذات أهمية استراتيجية تقع على الحدود مع الأردن ومرتفعات الجولان المحتلة.
وقال المرصد إن هجمات جوية روسية على مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة جنوبي البلاد الخميس أدت إلى مقتل 22 مدنيا، معظمهم في بلدة واحدة.
أضاف موضحا: "نفذت 35 هجمة جوية روسية على الأقل على بلدة المسيفرة". وقال : "ضربت إحداها قبوا يحتمي فيه الناس من القصف، مما أدى إلى مقتل 17 مدنيا، بينهم خمسة أطفال".
ويقول المرصد إنه يحدد من نفذ الهجوم بناء على نوع الذخيرة والطائرات المستخدمة، وموقع الهجوم، والطريقة المستخدمة في الطيران. وبحسب المرصد فإنه يعتمد على مصادر محلية لنقل أخبار الصراع السوري.
أضاف المرصد أن مستشفى المسيفرة معطل عن العمل بسبب الهجمات الروسية ليل الثلاثاء. وقتل خمسة مدنيين آخرين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في محافظة درعا، جنوبي سوريا.
وشددت الحكومة عملياتها العسكرية على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة جنوبي البلاد منذ 19 يونيو .
وفي يوليو من العام الماضي اتفقت روسيا والولايات المتحدة والأردن على مناطق تهدئة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة جنوبي سوريا.
وإثر ذلك، توقفت الطائرات الروسية، التي تشن هجمات في سوريا منذ عام 2015، عن قصف مواقع المعارضة في الجنوب.
من جهة أخرى أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده سحبت 1140 عسكريا و13 طائرة حربية من سوريا في الأيام القليلة الماضية.
وقال بوتين في حفل أقيم لخريجي الكلية العسكرية في الكرملين أمس : "كما تعلمون بدأنا سحب قواتنا خلال زيارتي لقاعدة حميميم. الانسحاب مستمر الآن:" .
أضاف "في الأيام القليلة الماضية جرى سحب 13 طائرة حربية و14 طائرة هليكوبتر و1140 عسكريا" .