إسطنبول – «كونا» : أكد سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، أن قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس بشكل أحادي ، وتداعياته وما يمثله من تحد صارخ لكل أتباع الديانات السماوية في العالم ، يعد دليلا ساطعا على حجم أزمة القيم والأخلاق التي نعايشها.
وقال سمو الأمير في كلمته أمام القمة الاستثنائية الطارئة لمنظمة التعاون الإسلامي في مدينة إسطنبول التركية ، مساء أمس الأول الجمعة ، إن العديد من بقاع العالم تشهد امتهانا لحقوق الإنسان ومعاناة إنسانية طاحنة ، وهناك قرارات في مجلس الأمن وفي إطار الشرعية الدولية لا ترى طريقها إلى التنفيذ ، تتضاعف معها حالة الإحباط واليأس التي نعيشها جراء ذلك.
أضاف «اننا لا نزال نعيش أزمة في قيمنا ومبادئنا عندما نواجه أحداثا مأساوية في العديد من بقاع العالم ، لاسيما في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي سوريا وميانمار وغيرها من بقاع الأرض تعتصر معها قلوبنا ألما ، مما يدعونا إلى التفكير في مراجعة آليات عملنا وعلى كل المستويات لتجاوز ما نعانيه من أزمة حقيقية في القيم والمبادئ»
وأكد سمو أمير البلاد أن القرار الأمريكي بافتتاح سفارة الولايات المتحدة في القدس ، يشكل خرقا صارخا لقرارات مجلس الأمن الدولي ، وتقويضا لعملية السلام في الشرق الأوسط.
وقال سمو الأمير إن مدينة القدس لا يمكن ضمها بالقوة بقرارات أحادية ، وإنما تخضع للتفاوض بين الأطراف المعنية.
ودان سموه استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي المتعمد للقوة المفرطة ، ضد أبناء الشعب الفلسطيني ، في الأيام الماضية ، وراح ضحيتها العشرات من القتلى وآلاف الجرحى ، لافتا إلى أن هذه الأحداث تزامنت مع مراسم افتتاح السفارة الأمريكية في مدينة القدس الشريف ، في قرار أحادي يطمس الهوية الفلسطينية لتغيير الوضع التاريخي القائم ، ويستهدف تهويد المدينة المقدسة ، والإخلال بتركيبتها السكانية ، وتغيير هويتها الدينية والتاريخية ، باعتبارها مدينة لكل الأديان السماوية.
وإزاء هذه التطورات المأساوية وجه سموه تساؤلا للعالم أجمع مفاده : لماذا تستمر معاناة الشعب الفلسطيني ؟ ولماذا نتجاهل ولا ننفذ قرارات مجلس الأمن التي اتخذت ؟ ولماذا يقف المجتمع الدولي عاجزا عن حل هذه القضية ؟ ولماذا يبقى الضحية قاتلا في عرف إسرائيل ؟ ولماذا تتمكن إسرائيل دائما من الإفلات من العقاب ؟
كما تساءل سموه : لماذا كل هذه الأرواح تزهق وهذه الدماء تسال أمام الصمت المطبق للضمير العالمي ؟ مخاطبا العالم أيضا بقوله : «إننا عندما نثير هذه التساؤلات فذلك لأننا ندرك أن عواقب ذلك وخيمة وستقود لبؤر للتوتر وبيئة حاضنة للعنف والتهديد وعدم الاستقرار»
وقال سمو أمير البلاد : إن دولة الكويت سعت من خلال عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن ، إلى إصدار بيان يدين الانتهاكات الإسرائيلية ومحاسبة مرتكبيها ، لكن المجلس فشل بكل أسف في إصداره.
أضاف أنه تجري حاليا المشاورات حول مشروع قرار تقدمت به دولة الكويت بشأن الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، ينص على توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
وأوضح سمو الأمير أنه في وقت يقف أعضاء مجلس الأمن ، حدادا على أرواح الشهداء ، تعبيرا عن إحساسهم بحجم المأساة وعمق المعاناة ، فإن المجلس في الوقت نفسه يقف عاجزا عن تقديم العون للمدنيين العزل ، في بيان شجب أو قرار إدانة ، مما يجسد خيبة الأمل والإحباط في تحقيق ما نتطلع له من دور فاعل ومؤثر لمجلس الأمن.
وأكد سموه أن الكويت على الرغم من ذلك ، ستواصل مساعيها للخروج بقرار ينص في مجمله على توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الشقيق ، من الممارسات القمعية التي يتعرض لها في تعبيره السلمي لمطالبه.
وأشار إلى أن الكويت ستواصل أيضا مساعيها الداعمة للأشقاء الفلسطينيين ، في تقرير حقهم المشروع بإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية بموجب ما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية ومبدأ حل الدولتين .
