الأراضي المحتلة - نيويورك - «وكالات» : عرقلت أمريكا دعوة أممية من أجل إجراء تحقيق مستقل في الأحداث الدامية التي شهدتها فلسطين. وقال دبلوماسيون إن الولايات المتحدة منعت تبني بيان لمجلس الأمن الدولي ، أعدته الكويت ، يدعو إلى إجراء تحقيق مستقل في أعمال العنف الدموية على الحدود بين إسرائيل وغزة التي اندلعت في الوقت الذي افتتحت فيه السفارة الأمريكية الجديدة في القدس.
وجاء في مسودة البيان «أن مجلس الأمن يعرب عن غضبه
وأسفه لمقتل المدنيين الفلسطينيين الذين يمارسون حقهم في الاحتجاج السلمي». وأضافت «أن مجلس الأمن يدعو إلى إجراء تحقيق مستقل وشفاف لضمان محاسبة» المسؤولين.
كما قالت «يعبّر مجلس الأمن عن قلقه البالغ إزاء التطورات الأخيرة في الأراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، بما في ذلك القدس الشرقية، لاسيما في سياق الاحتجاجات السلمية في قطاع غزة والخسائر المأسوية في أرواح المدنيين».
أضافت المسودة «يدعو مجلس الأمن جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس من أجل تجنب المزيد من التصعيد و(بهدف) إرساء الهدوء». وتابعت «يدعو مجلس الأمن جميع الدول إلى عدم اتخاذ أي خطوات تزيد من تفاقم الوضع، بما في ذلك أي تدابير أحادية وغير قانونية تقوض احتمالات السلام».
إلى ذلك، جاء في المسودة أيضا أن أي قرارات وأفعال «من شأنها أن تؤدي إلى تغيير طابع أو وضع أو التركيبة الديموغرافية لمدينة القدس المقدسة، ليس لها أي أثر قانوني»، في إشارة إلى قرار الولايات المتحدة بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وقد عقد مجلس الأمن الدولي جلسة أمس الثلاثاء ، لبحث التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة.
ووقف أعضاء مجلس الأمن في البداية دقيقة حداداً على أرواح الضحايا الفلسطينيين في غزة.
ودعا نيكولاي ملادينوف، المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، إلى التنديد باستخدام إسرائيل القوة المميتة ضد الفلسطينيين، ، مؤكدا أن قتل الفلسطينيين في غزة أمس الأول لا مبرر له.
وقال إن سكان غزة يتظاهرون منذ 6 أسابيع من أجل إسماع أصواتهم، وهم يعيشون فيما يشبه السجن، وواجبنا الاستماع إلى معاناتهم، وعاشوا الكثير من ندوب الحرب.
وأكد ضرورة الإسراع في تنفيذ المشروعات لحل أزمة الطاقة والعلاج في قطاع غزة ، مشيرا كذلك إلى أن التظاهرات ثارت في عدة مناطق فلسطينية، الاثنين، احتجاجاً على نقل السفارة الأميركية إلى القدس.
ودعا المنسق المجتمع الدولي إلى التدخل بسرعة لمنع اندلاع الحرب في المنطقة.
وذكر أن أكثر من 100 بينهم 13 طفلاً قتلوا في غزة خلال الأسابيع الأخيرة.
وأكد ملادينوف أن مستشفى الشفاء في غزة يعاني من نقص الخدمات، مشيراً إلى مقتل عامل صحي الاثنين في غزة.
وطالب بمنع أي إجراءات أحادية من كافة أطراف العملية السياسية في الشرق الأوسط.
من جانبه، قال مندوب الكويت في مجلس الأمن إنه يدين الجرائم الإسرائيلية التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة الاثنين.
وأعرب عن أسفه لعدم تمكن مجلس الأمن من عدم اعتماد مسودة البيان الذي طرحته الكويت الاثنين، ويدعو إلى التحقيق الدولي في الجرئم المرتكبة ضد الفلسطينيين.
وأكد أن الكويت تطالب بقرارارت دولية تحمي الشعب الفلسطيني الأعزل، منوهاً إلى أن الأمر سيعرض على الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأشار إلى أن إسرائيل تسعى إلى تغيير الحقائق على الأرض، مديناً الإجراءات أحادية الجانب التي تثير التوتر مثل نقل بعثات دبلوماسية إلى القدس.
وفي كلمتها، قال مندوبة أميركا، نيكي هيلي، إن مجلس الأمن يتعامل بمعايير مزدوجة ، منوهة إلى الهجوم الصاروخي الإيراني على مواقع إسرائيلية في الجولان.
وقالت إن أميركا ترحب بمناقشة العنف في الشرق الأوسط، مشيرة إلى دور إيران في دعم الإرهاب في سوريا وغزة.
وذكرت أن ارتكاب العنف في غزة بسبب نقل السفارة لا يمكن تبريره، مؤكدة أن نقل السفارة لا يقوض فرص السلام في المنطقة، وأن موقع السفارة الحالي لا يؤثر على مفاوضات الوضع النهائي الخاصة بالقدس.
واتهمت حماس بالعمل على محاولة ترويج العنف في المنطقة، وحث المتظاهرين على اجتياز السياج الأمني بين غزة وإسرائيل، وإطلاق الطائرات الورقية المشتعلة على إسرائيل.
وشددت على أن نقل السفارة الأميركية للقدس «يعكس حقنا السيادي الأميركي في اختيار موقع السفارة، وأن افتتاح السفارة كان أمراً صائباً».
إلى ذلك، قالت كارين بيرس، مندوبة بريطانيا في الأمم المتحدة، إن تراكم القتلى في غزة منذ الاثنين أمر محبط، مشيرة إلى أن استمرار العنف لن يولد إلا العنف.
وشددت على حق الفلسطينيين في التظاهر من أجل حقوقهم، داعية إلى تحقيق مفتوح وشفاف في أحداث الاثنين والأيام التي سبقتها لتحديد المسؤولين عن ما حدث.
وعن القدس، أكدت أن وضع المدينة يجب أن يكون موضع تفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهي عاصمة مشتركة لدولتين إسرائيلية وفلسطينية
من جهة أخرى وفي تطور جديد، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ، أمس الثلاثاء ، عن مقتل فلسطيني برصاص الاحتلال شرق قطاع غزة، ليرتفع عدد الضحايا الفلسطينيين يومي الاثنين والثلاثاء، إلى 62 قتيلا، وذلك بالتزامن مع إحياء الفلسطينيين الثلاثاء لذكرى النكبة.
وشُيع الشهداء الفلسطينيون، أمس ، بحسب ما أفاد خالد البطش، رئيس اللجنة المنظمة للاحتجاجات، قائلاً: «اليوم سيكون يوم تشييع الجنازات، ولا وجود لخطط لمسيرات حدودية».
وكان مسؤولون صحيون بغزة أفادوا بأن حصيلة المحتجين الفلسطينيين القتلى يوم الاثنين ارتفعت إلى 61، بينهم 57 قتلوا بنيران إسرائيلية حية، وطفل لقي حتفه جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، وآخرون قضوا اليوم الثلاثاء متأثرين بجراحهم .
وقد اندلعت المواجهات قبل أن يقوم مسؤولون إسرائيليون ووفد من البيت الأبيض، بافتتاح السفارة الأميركية رسميا في القدس.
ومن بين القتلى ثمانية أطفال تقل أعمارهم عن 16 عاما، وفقا للمبعوث الفلسطيني لدى الأمم المتحدة.