
على الرغم من انتهاء جلسة الاستجوابات الماراثونية التي استمرت نحو 24 ساعة، ناقش خلالها المجلس مساءلات رئيس الوزراء، ووزيري النفط والشؤون ، إلا أن صداها في الشارع السياسي والنيابي والشعبي مازال يتردد بقوة .
فقد تساءل نواب وسياسيون ومواطنون عن الجدوى الحقيقية على أرض الواقع ، لسيل الاستجوابات المقدمة ، وفي كل الاتجاهات ، في وقت تبدو فيه الأجواء المحيطة في المنطقة غير مستقرة ومضطربة ، وهناك عدة تكهنات بأن المنطقة على صفيح ساخن .
وقال نواب : إن بعض ممثلي الأمة داخل قاعة عبدالله السالم يبحث فقط عن «البهرجة» الإعلامية ، والتكسب الشعبي ، وإلهاب حماس الناخبين ، ضارباً عرض الحائط بكل الحسابات السياسية التي يفترض أن تكون هي الترموميتر الحقيقي للقياس .
وأكد هؤلاء لـ «الصباح» أن الكويت هي أكثر الدول المحيطة استقراراً بفضل الله ، في ظل أوضاع محيطة ملتهبة وتتسارع صعوداً ، وتوقعات حتى بمناوشات في المنطقة المحيطة ، وصولاً إلى تكهنات بوقوع مواجهات فعلية ، مضيفين أنه كان من الأولى ببعض النواب اللجوء إلى التهدئة السياسية ، والترابط من أجل تقوية الجبهة الداخلية ، والوحدة الوطنية بدلاً من اللجوء إلى «استجوابات ماراثونية» لا فائدة منها سوى تضييع وقت المجلس فيما لا طائل من ورائه ، واصفين بعض الاستجوابات الأخيرة بأنها «جعجة بلا طحين «.
وأضافوا أن استجواب سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك ، والذي انتهى بتجديد الثقة بسموه ، كان فرصة لسموه ليبين كم الإنجازات التي قام بها ، مؤكدين أنه يستحق بالفعل ثقة صاحب السمو الأمير ، وثقة الأمة كذلك ، واصفين سموه بأنه الرجل الأقدر على قيادة الحكومة في هذه المرحلة التاريخية .
وشددوا على أن المطلوب الآن هو دعم سمو رئيس مجلس الوزراء وحكومته ، من أجل مواجهة استحقاقات واحدة من أخطر المراحل التاريخية التي تجتازها الكويت والمنطقة ، والحفاظ على أمن واستقرار البلاد ، وسط تلك العواصف الهوجاء التي أطاحت دولا ، ومزقت شعوبا ، وتهدد بإشعال النار في إقليمنا العربي كله .
على صعيد متصل حذر سياسيون من التلاعب بأداة مغلظة مثل أداة الاستجواب ، مؤكدين أن ما يحدث خرج من كونه رقابة صارمة على أداء الحكومة إلى تلاعب بهذه الأداة المهمة جداً ، والتي يجب أن تخرج عند حدوث الأمور الجسيمة ، والتي تتطلب تدخلاً حاسماً ، واصفين ما يحدث في بعض الاستجوابات بـ»التضليل السياسي» .
وقال هؤلاء لـ»الصباح» إنهم لا يطالبون بتحجيم الأداة التي أباحها الدستور بيد النائب ، إلا أنهم يرون أن المسؤولية يقع جانب كبير منها على عاتق الناخب الذي أوصل بعض النواب إلى المجلس .
وأكدوا أن سمو الشيخ جابر المبارك لم يتأخر يوماً عن صعود المنصة ، وتفنيد بنود أي استجواب قدم له ، حتى عندما رأي أن بنود الاستجواب في غير اختصاص سموه ، لكنه قبل بالرد وهو أعرف بدوافعه ، مضيفين أن سموه فعلاً جدير بثقة القيادة والشعب .
من جهتهم قال مواطنون : نشعر بالملل الشديد بسبب عدم وضوح الرؤية ، والضبابية التي أحاط بها بعض النواب مجلس الأمة ، مؤكدين أن بعض النواب تدثر بثياب المدافع عن حق الأمة ، وهو في الحقيقة متزمل بثياب الأضواء والشهرة ، وحب الظهور إعلامياً .
وقال هؤلاء لـ»الصباح» إن سمو الشيخ جابر المبارك هو أول رئيس وزراء في تاريخ الكويت يواجه هذا الكم من الاستجوابات ، ورغم ذلك يصعد المنصة في كل مرة مفنداً بنود الاستجواب ، وهو ما سيتوقف عنده التاريخ طويلاً ، متمنين أن يلتفت النواب لمصلحة البلاد العامة ، وأن يعيروا المواطن البسيط اهتماماً ، ويهتموا بقضاياه البسيطة التي لا تتطلب سيلا من الاستجوابات بقدر ما تتطلب تشريعات تنم عن فهم لما يحتاجه المواطن .