
نيويورك – «وكالات» : في هزيمة قاسية لأمريكا وإسرائيل ، وفي انتصار جديد للقضية الفلسطنية في المحافل الدولية ، صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 128 صوتا ، ومعارضة 9 أصوات ، وامتناع 35 ، ضد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس.
ويلزم القرار كل مؤسسات الأمم المتحدة، بإدانة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وذلك استناداً على بند الاتحاد من أجل السلم.
ويشير القرار أن الأمم المتحدة تعبر عن أسفها العميق للقرارات الأخيرة التي صدرت بشأن وضع القدس، وتؤكد أن أي قرار أو عملية تغير من طابع أو وضع أو ديمغرافية المدينة القدس، يعتبر غير ساري المفعول، ويجب أن يلغى بموجب قرارات سابقة لمجلس الأمن.
كما يطالب القرار الدول الأعضاء بالامتثال لقرارات مجلس الأمن بشأن القدس، وعدم الاعتراف بأي خطوة أو عملية تتناقض مع تلك القرارات. وأن القدس تدخل ضمن الحل الدائم الذي سيتم التوصل إليه عن طريق المفاوضات وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وشهدت المداولات التي سبقت التصويت على القرار المذكور ، مواجهة قوية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل من جهة، وبين عدد من الدول الداعمة للقضية الفلسطينية.
وتقدم اليمن وتركيا بطلب باسم كتلة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، لعقد الجلسة في الجمعية العامة التي تضم 193 دولة لا تحظى أي منها بحق النقض، خلافا لمجلس الأمن.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد انتقد الدول «التي تتلقى ملايين وربما مليارات الدولارات من الولايات المتحدة ، ثم تعتزم التصويت ضدها، ملمحا إلى وقف الدعم المقدم لها» .
وقد أكد وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، إن مشروع القرار الذي صوتت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس ، والخاص برفض اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بالقدس عاصمة لإسرائيل ، لا يعني العداء للولايات المتحدة.
وقال المالكي من على منصة الأمم المتحدة : إن القرار هو «إعلاء لصوت المجتمع الدولي الذي جسدته ردود فعل الشعوب ومواقف الحكومات في جميع أنحاء العالم» ، وهو ما اتفقت معه كلمات كثير من ممثلي دول العالم المختلفة في كلماتهم خلال الاجتماع .
أضاف: «أشكر المجموعة العربية ودول التعاون الإسلامي ودول عدم الانحياز لدعوتها لعقد هذه الجلسة الطارئة»، بعد الفيتو الأميركي في مجلس الأمن ضد قرار مصري يدعو الرئيس الأميركي دونالد ترمب للتراجع عن اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.
واعتبر المالكي أن القرار الأميركي حول القدس يؤجج المشاعر الدينية ويخدم مصالح إسرائيل.
وأكد أن «القدس مهد الديانات عصية على التزوير لذلك كان القانون والإجماع الدوليين واضحاً بشأنها وبشأن الوضع التاريخي القائم في المدينة المقدسة».
وقال: «أضاعت الولايات المتحدة فرصة للعدول عن قرارها. تجاهلت دعوات المجتمع الدولي لها باحترام الشرعية الدولية».
وأوضح الوزير الفلسطيني أننا «نعتمد على القانون الدولي. نتعجب من أن إسرائيل لم تدرك بعد أن الدول تمثل شعوباً عانت من العدوان وتميز جيداً النوايا الاستعمارية».
من جهة أخرى وقبل ساعات قليلة من تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي جرى أمس ، حول القرار الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ، ناشد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ، «بألا تبيع ارادتها الديمقراطية» مقابل «دولارات تافهة» ، وذلك في تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي جرى أمس ، حول القرار الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل.
ودعا الرئيس التركي في كلمة متلفزة بثت من أنقرة ، العالم الى تجاهل التهديد الذي وجهه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الأول ، بقطع المساعدات المالية التي تقدمها بلاده عن الدول التي تصوت ضد الموقف الأمريكي في الجمعية العامة.
وقال الرئيس أردوغان إنه يأمل ويتوقع أن «تلقن دول العالم الأمريكيين درسا بليغا» ، في التصويت .
أضاف الرئيس التركي في كلمته أن الولايات المتحدة لا تستطيع شراء دعم تركيا لموقفها ازاء القدس.
وقال، «أيها السيد ترامب، لا يمكنك شراء ارادة تركيا الديمقراطية بدولاراتك.»
يذكر ان القرار الذي أعلنته ادارة ترامب في السادس من الشهر الحالي ، باعتبار القدس عاصمة لاسرائيل خالف الوفاق الدولي حول وضع المدينة ، وأدى الى اندلاع احتجاجات واسعة النطاق في العالمين العربي والاسلامي.
وكانت الولايات المتحدة استخدمت حق النقض «الفيتو» في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ، ضد مشروع قرار بهذا الصدد صوتت لصالحه كل الدول الـ 14 الأعضاء الأخرى في المجلس.
وقال الرئيس أردوغان في كلمته : «ما الذي يصفون به أمريكا ؟ مهد الديمقراطية ؟ مهد الديمقراطية هذا يسعى الى شراء دول العالم بالدولارات.»