
اسطنبول – «كونا» : دعت الدورة الاستثنائية لمؤتمر القمة الاسلامية لمنظمة التعاون الاسلامي حول القدس ، جميع دول العالم الى الاعتراف بالقدس الشرقية المحتلة عاصمة لدولة فلسطين.
وأكد البيان الختامي الصادر عن القمة ، التي انعقدت أمس في اسطنبول، وترأس وفد دولة الكويت فيها سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، اعتراف منظمة التعاون الاسلامي بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية ، مشددا على رفض وادانة الدول الأعضاء بالمنظمة بأشد العبارات لقرار الولايات المتحدة ، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها ، ووصف هذا القرار ب «غير القانوني» ، مشيرا الى أنه «في حال عدم تحرك مجلس الأمن الدولي بشأن القدس فإننا مستعدون لطرح المسألة على الجمعية العامة للأمم المتحدة».
في السياق نفسه أكد سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد أن الجميع مطالبون اليوم بأن يهبوا لنصرة القدس الشريف ، والحفاظ على هويتها الإنسانية والتاريخية والقانونية ، ومواجهة القرار الجائر باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي ، ونقل سفارتها إليها ، باعتباره قرارا أحاديا يشكل انتهاكا صارخا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
ودعا سمو الأمير في كلمته أمام الدورة الطارئة لمؤتمر القمة لمنظمة التعاون الإسلامي ، التي انطلقت في مدينة اسطنبول التركية أمس ، إلى الضغط على الولايات المتحدة ، للتراجع عن قرارها الأحادي بالاعتراف بالقدس الشريف عاصمة لإسرائيل ، الذي يمس كافة الأديان السماوية ، ويشكل إضرارا بعملية السلام وإخلالا بعملية التفاوض المتوازنة.
وقال سموه : إنه إذا كان الحريق الذي اندلع في المسجد الأقصى ، منذ ما يقارب الخمسة عقود ، قد تنادت على أثره دولنا الإسلامية إلى إنشاء منظمة التعاون الإسلامي ، فإننا مطالبون اليوم بأن نهب لنصرة القدس الشريف ، والحفاظ على الهوية الإنسانية والتاريخية والقانونية ، ومواجهة هذا القرار الجائر باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي ، ونقل سفارتها إليها باعتباره قرارا أحاديا يشكل انتهاكا صارخا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
أضاف : إننا نعيش في منطقة يتعرض فيها الأمن والاستقرار إلى تهديد مباشر ومتواصل ، كما أن التنظيمات الإرهابية تعبث بأمننا ، ونرى اليوم بأن القرار الأمريكي الأخير بشأن القدس ، يعد تراجعا وتعطيلا لجهودنا جميعا وتغذية لبؤر التوتر في منطقتنا وتحفيزا للارهاب.
وشدد سموه على أنه لابد لنا من الإشارة بالتقدير للموقف الدولي الرافض للقرار الأمريكي ، والذي تم التعبير عنه في جلسة مجلس الأمن الأخيرة ، واجتماع مجلس جامعة الدول العربية ، ولم يقتصر ذلك الموقف على المستوى الرسمي ، بل تعداه إلى مواقف العديد من شعوب الأرض ، والتي نددت بذلك القرار وهنا لابد لنا من الإشارة بأنه إذا كان الموقف الدولي بكافة هيئاته الرسمية والشعبية قد اتخذ هذا الموقف ، فأين الصواب في الموقف الأمريكي الأحادي ؟
وقال سموه : إن علينا التحرك وبالتعاون مع التكتلات الآسيوية والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي واتحاد دول أمريكا اللاتينية والكاريبي والتكتلات الإقليمية الأخرى للضغط على الولايات المتحدة الأمريكية للتراجع عن هذا القرار الأحادي الذي يمس كافة الأديان السماوية ، ويشكل إضرارا بعملية السلام ، وإخلالا بعملية التفاوض المتوازنة ، وتأتي مطالبنا هذه للولايات المتحدة الأمريكية انطلاقا من ثقتنا بحرصها على عملية السلام ، وتمسكها بها باعتبارها راعيا أساسيا لهذه العملية ، كما أننا ندعو الولايات المتحدة الأمريكية بالعمل مع المجتمع الدولي على إلزام إسرائيل بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ، وإنهاء احتلالها لجميع الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة منذ الرابع من يونيو 1967 ، من خلال حل سلمي يحقق قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
واختتم سمو الأمير كلمته بالقول : إن دولة الكويت وهي تستعد لشغل مقعدها غير الدائم في مجلس الأمن خلال الأيام القادمة ، لتؤكد بأنها ستعمل جاهدة على التنسيق والتعاون مع الدول الاسلامية الأعضاء في مجلس الأمن ، لضمان تنفيذ ما يتم التوصل إليه من قرارات خلال هذه القمة.