![](/media/cache/e4/9a/e49a0fce802cca3fd87ec8e4f2c329c0.jpg)
وسط أجواء الترقب لصدور مرسوم التكليف بتشكيل حكومة جديدة ، استقبل صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد بقصر بيان صباح أمس ، سمو الشيخ ناصر المحمد رئيس مجلس الوزراء السابق ، وذلك في إطار المشاورات التقليدية الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة ، فيما رفع رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم جلسة المجلس العادية امس الثلاثاء ، إلى حين تشكيل الحكومة الجديدة ، كما دعا عدد كبير من النواب ، إلى تشكيل حكومة تلبي تطلعات الشعب ، وتحقق التعاون مع المجلس ، لدفع عجلة التنمية وتحقيق الإنجازات التي تصب في الصالح العام ، مؤكدين أهمية التركيز على عنصري الكفاءة والقدرة على العمل الجماعي ، في اختيار العناصر الوزارية ، والابتعاد عن سياسة التوازنات والمحاصصة في عملية الاختيار .
الرئيس الغانم قال في بداية جلسة الأمس : إنه « نظرا إلى استقالة الحكومة ، وصدور الأمر الأميري بقبول هذه الاستقالة ، ونظرا إلى عدم وجود الحكومة وعدم اكتمال النصاب ، وكذلك لعلمي بعدم حضور الحكومة لأي جلسات مقبلة ، ترفع الجلسة إلى حين تشكيل الحكومة الجديدة».
على صعيد المواقف النيابية من التشكيلة الحكومية المرتقبة ، طالب النائب محمد الدلال سمو رئيس مجلس الوزراء بإعادة النظر بمنهجية اختيار الوزراء في الحكومة المرتقبة ، والاعتماد على معايير القوة والكفاءة والقدرة على العمل الجماعي والإدارة الرشيدة لتحقيق التعاون بين السلطتين.
وقال الدلال : «حسنا فعلت الحكومة بتقديم استقالتها لسمو الأمير ، فنحن أمام مرحلة جديدة تتطلب التعامل معها بكل جدية ، وأن تتعلم الحكومة من تجاربها وأخطائها السابقة»، مبينا أن المنهجية التي شكلت بها الحكومات في السنوات السابقة لم تأت بنتيجة.
وأكد ضرورة أن تضع الحكومة الجديدة ضمن أولوياتها للمرحلة المقبلة ، الاستعداد للمخاطر والتحديات الأمنية التي تناولها خطاب صاحب السمو في افتتاح دور الانعقاد ، مشيرا إلى أن المراوحة في الحالة السياسية نفسها ليس في صالح البلد.
من جانبه اعتبر النائب ماجد المطيري أن التشكيل الوزاري المرتقب سيكون علامة فارقة في تاريخ الكويت، مطالبا بحكومة تراعي متطلبات الشعب الكويتي.
ودعا المطيري إلى الإسراع في الاعلان عن التشكيل الحكومي الجديد ، حتى تنطلق عجلة التنمية والانجاز ويتحقق التعاون المنشود بين السلطتين.
واكد على أن التشكيل المرتقب يأتي بعد الخطاب التاريخي لسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ، في افتتاح دور الانعقاد الحالي.
ولفت إلى ان سمو الأمير شخص الأوضاع والأخطار التي تحيط ببلدنا ، وطالب بمتغيرات دستورية ويقظة حكومية وشعبية تساهمان في عبور سفينة الكويت إلى بر الأمان وتجاوز المرحلة السياسية الحالية.
وطالب المطيري بوزراء قادرين على التعامل مع الملفات المحلية والإقليمية ، ويضع في اعتباره خطورة المرحلة الراهنة ، والتأهب لأي أحداث طارئة ومتغيرات اقليمية.
وأعرب عن ثقته في عدم استجابة رئيس الوزراء إلى الطامحين لتحقيق مكاسب شخصية على حساب مصلحة الوطن والمواطن ، مطالبا باختيار وزراء لا تلاحقهم الشبهات ولم يتورطوا في ملفات الفساد.
بدوره حذر النائب خالد العتيبي من أن تأتي التوازنات السياسية للحكومة القادمة على حساب الكفاءات، مؤكدا أن الفريق الوزاري السابق أثبت تعاونه مع المجلس في العديد من القضايا.
وشدد العتيبي على ضرورة أن تغير الحكومة آليتها في الاختيار ، والابتعاد عن مبدأ الترضيات السياسية والتوسع في اختيار الشخصيات المستقلة الكفؤة.
وأكد أن الكويت زاخرة بالنماذج القادرة على النهوض بالعمل التنفيذي ، إذا اعطيت لهم الصلاحيات كافة.
وأوضح العتيبي أن عدم رضا النواب على عدد من الوزراء في التشكيلة الحكومية المستقيلة ، لا يعني أن كل الوزراء السابقين على هذا النحو، مؤكدا أن الفريق الوزاري السابق ضم وزراء مجتهدين أثبتوا تعاونهم مع المجلس في قضايا عدة.
أضاف أن هؤلاء الوزراء كانوا سباقين في تحديد مكامن الخلل في وزاراتهم والجهات التابعة لهم، ونجحوا بالفعل في محاولة اجتثاث ذلك الخلل أو على الأقل بدأوا في معالجته، متمنيا أن ينال هؤلاء فرصة العودة للمنصب الوزاري لاستكمال ما بدأوه.
بدورها خاطبت النائبة صفاء الهاشم سمو رئيس مجلس الوزراء بقولها : أعتقد انك مستوعب تماما مدى عمق وقلق صاحب السمو والدنا وقائدنا ، فى كلمته التاريخية بالمجلس مخاطباً شعبه ، محذرة من أن «ظروفنا الإقليمية غير مريحة، والتحديات الإقتصادية أصبحت أمامك واضحة وجلية ، ومحد راح يعطى قوة إقتصادية للكويت إلا بمجهودك القادم لاختيار الأكفأ والأقوى ومن يُشهد لهم بنظافة اليد والضمير، لأنه متى ماسويت هالخطوة .. سياسياً سيكون لنا ثقل دامغ ودولة قرار بدل حالة الضياع والتسيب والفساد المستشرى. ثق وآمن بالله سمو الرئيس متى ماسويتها وانجزت كلنا دعم لك ولفريقك»
ومن مكة المكرمة ، كتب النائب د.عادل الدمخي رسالة إلى السلطتين ، بعنوان «أعينوا سمو الأمير» ، قال فيها : «أكتب هذه الكلمات وأنا في جوار بيت الله الحرام ، ناصحا وخائفا على مستقبل بلدي في مرحلة تاريخية خطرة ، نرى أمامنا البيت الخليجي يتصدّع وهو الذي كان لنا الدرع الواقي بعد الله في أحلك الظروف ، وبكل شفافية يحذرنا سمو الأمير ، وهو الذي بذل جهدا ضخما مشكورا لتحقيق المصالحة ورأب الصدع بين الأشقاء ، يحذرنا من تطورات هذه الأزمة في ظل تحديات سياسية واقتصادية لا تخفى على كل مراقب في ظل وضع إقليمي وصل إلى أعلى درجات التوتر.
ووجه الدمخي حديثه إلى رئيس الوزراء القادم قائلا : عليك بالتأني ثم التأني في اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب ، أحسن الإختيار ولو استغرق ذلك وقتا فوق المعتاد ، احذر ثم احذر عناصر التأزيم ومن امتلأت صحائفهم بالمخالفات الإدارية والمالية فالبلد تمر بمرحلة مفصلية ، ليكن الإختيار لرجال دولة أصحاب قرار ، يعملون لمصلحة بلدهم وشعبهم لا لمصالح شخصية أو فئوية ، وزراء يحملون رؤية وخطة واضحة لتطوير وزاراتهم .
وطالب الدمخي رئيس الوزراء بأن يتعامل بنزاهة وحيادية مع مختلف التوجهات داخل مجلس الأمة فجميعهم بلا استثناء يمثلون اختيار الشعب ، ولديهم ملفات بعضها شائك يحتاج إلى تفاهم وتقدير لمصالح ومفاسد لا ينبغي أن تفوت سموك وأنت تضطلع بهذه المهمة.
ولفت الدمخي نظر «إخوانه أعضاء مجلس الأمة ، إلى أنه رغم أهمية الجانب الرقابي ، فإن تأخر الجانب التشريعي في المقابل وتأخر إصلاح الخلل في كثير من القرارات التنفيذية ، وتراجع الرقابة على عدم التنفيذ لكثير من اللوائح والتشريعات السابقة ، أفقد المجلس القدرة على التفاهم مع الحكومة لطي كثير من الملفات التي وعدنا بها الشعب .