
مع اقتراب موعد قمة دول مجلس التعاون الخليجي المزمع عقدها في الكويت أواخر ديسمبر المقبل، استأنف صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، مساعيه الدبلوماسية أمس، بهدف الوصول إلى حل للأزمة الخليجية الحالية، وعقد القمة في موعدها، والأهم إعادة العلاقات بين دول مجلس التعاون، إلى سابق عهدها من التعاون والألفة والتقارب .
فقد زار سموه أمس العاصمة السعودية الرياض، والتقى أخاه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حيث تم خلال اللقاء استعراض العلاقات الاخوية الوثيقه بين البلدين والشعبين الشقيقين، ومجمل الاحداث في المنطقة، كما تم بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك.
حضر المباحثات النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، وكبار المسؤولين من الوفد الرسمي المرافق لسموه.
كما حضر المباحثات من الجانب السعودي صاحب السمو الامير خالد بن فهد بن خالد، وصاحب السمو الملكي الامير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض، وصاحب السمو الملكي الامير منصور بن سعود بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الامير خالد بن سعد بن فهد، وصاحب السمو الملكي الامير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار خادم الحرمين الشريفين، وصاحب السمو الملكي الامير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني، واصحاب السمو الملكي الامراء.
وقد بعث صاحب السمو الأمير ببرقية شكر إلى أخيه خادم الحرمين الشريفين، أعرب فيها سموه عن بالغ شكره وتقديره، على ما حظي به سموه والوفد الرسمي المرافق من كرم الضيافة وحسن الوفادة، خلال الزيارة الأخوية التي قام بها سموه للمملكة العربية السعودية الشقيقة، معبرا سموه عن بالغ سروره باللقاء الأخوي الذي جمعه بأخيه خادم الحرمين الشريفين، وما ساده من روح الأخوة والمودة وتبادل الرأي حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، في اطار ما يجمع البلدين والشعبين الشقيقين من علاقات تاريخية متميزة، وروابط أخوية حميمة، والحرص المشترك على دعم مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية .
وذكر محللون سياسيون خليجيون أن الكويت ترفض انعقد القمة الخليجية، من دون مشاركة دولة قطر، كونه يؤدي إلى تفكك دول منظومة مجلس التعاون الخليجي، التي ساهمت الكويت في تأسيسها مطلع ثمانينيات القرن الماضي، كحائط صد في وجه الثورة الإيرانية.
وأشاروا إلى أنه برغم التصريحات الدبلوماسية المتفائلة التي خرجت من كبار الدبلوماسيين الكويتيين، وعلى رأسهم السفير الكويتي في البحرين، الشيخ عزام الصباح، ونائب وزير الخارجية، خالد الجار الله، بأن القمة ستعقد في موعدها، وأن التأخر في توجيه الدعوات للدول عائد إلى إجراءات اعتيادية، يسري اعتقاد كبير داخل أروقة الخارجية الكويتية بأن الأزمة ستطول لما بعد ديسمبر، خصوصاً وأن وساطة أمير الكويت ومساعيه نحو التهدئة الإعلامية كأول شرط للحل لم تلق أي صدى إيجابي.
أضافوا أن لدى الكويت سيناريوهين؛ الأول يكمن في تسريع الحوار والتنازل عن بعض الشروط الـ13 التي تمس السيادة، والثاني يكمن في تأجيل عقد المؤتمر مع إبقائه في الكويت، وعدم عقد أي مؤتمر موازٍ له، مع عودة الاجتماعات التنسيقية فيما يخص المشاريع الخليجية القائمة، وعلى رأسها ضريبة القيمة المضافة ورفع أسعار الوقود وسياسات السوق المفتوحة برعاية أميركية.
وبحسب تصريحات الجار الله، فإن اللجان العاملة في منظومة دول مجلس التعاون الخليجية غير فاعلة وشبه متوقفة بعد بدء الأزمة، نظراً لانشغال الفرق الدبلوماسية لدى كل الدول حتى المحايدة منها بمواضيع الأزمة الخليجية والبحث عن مخرج منها.
من جانبه، قال موظف رفيع المستوى في الخارجية الكويتية لجريدة «العربي الجديد» إن موظفي الوزارة لم يتلقوا أي أوامر، حتى الآن، بالاستعداد للقمة الخليجية التي لم يتبق عليها سوى شهرين حسب موعدها المحدد سلفاً.
في المقابل، طرحت القيادة السعودية أمام الدول الخليجية ثلاثة سيناريوهات لحل مأزق القمة الخليجية التي وإن لم تعقد في الكويت بموعدها الاعتيادي، فإن فرص تفكك مجلس التعاون قد تصبح وشيكة.
وتأتي صورة السيناريو الأول في أن تعقد القمة في الكويت بدون حضور قطري، وهو ما ترفضه الكويت وعمان؛ بينما يتمثل السيناريو الثاني في أن تعقد القمة في كامب ديفيد برعاية أميركية، وهو ما ترفضه الكويت أيضاً. ويأتي السيناريو الثالث وهو أن تُعقد قمة خليجية مصغرة بين الدول الخليجية الثلاث السعودية والإمارات والبحرين، الإمارات والسعودية والبحرين في الرياض، ينتج عنها تأسيس مجلس تعاون خليجي جديد أو اتحاد كونفدرالي بين الدول الثلاث.
وأشارمراسل قناة «الجزيرة» في الكويت إلى أن زيارة سمو الأمير للسعودية تؤكد استمرار الكويت في وساطتها لحل الأزمة الخليجي، وتؤكد الكويت على ضرورة الجلوس على طاولة الحوار لمناقشة جميع الاتهامات التي توجهها السعودية والإمارات والبحرين ومصر لقطر، شريطة ألا تمس بأمور سيادتها.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر سعودي، قوله إن المحادثات بين صاحب السمو الأمير والملك سلمان بن عبد العزيز ستتركز على مناقشة الأزمة ومعالجة الخلافات على طاولة المفاوضات، والبحث عن حلول من شأنها معالجة الأزمة جذريا .