أكدت الكويت أهمية مواصلة مسيرة مجلس التعاون الخليجي ، حتى يتم تحقيق طموحات وآمال شعوب المجلس ، مشددة في الوقت نفسه ، على أنها لن تتخلى عن دورها ازاء الازمة الخليجية وسعيها إلى موقف خليجي موحد، ومواصلة جهودها لاحتواء « الخلاف الحالي بين الأشقاء».
جاء ذلك على ألسنة عدد من كبار المسؤولين الكويتيين ، خلال احتفالية أقامتها السفارة السعودية في الكويت ، مساء أمس الأول ، بمناسبة اليوم الوطني الـ87 ، حيث أوضحوا أن الثقة كبيرة جدا في أشقائنا في دول مجلس التعاون الخليجي ومصر ، لطي صفحة هذا الخلاف ، وفتح صفحة جديدة للعلاقات ، ما يمكنهم من التفرغ لمواجهة تحديات عديدة ومتصاعدة في هذه المرحلة.
وأكد رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم أن العلاقات التي تربط بين دولة الكويت والمملكة العربية السعودية ، علاقات تاريخية وعريقة وقديمة على كل المستويات.
وقال الغانم ان العلاقة بين البلدين الشقيقين «هي علاقة اختلطت بها الدماء على هذه الارض الطاهرة ، وترجع جذورها الى بداية تأسيس الدولتين ، وتؤكدها وترسخها المواقف المختلفة من الطرفين في كافة الازمنة».
أضاف ان هذه العلاقة تأتي ابتداء من علاقة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ، وصولا الى العلاقة التي تربط الشعبين الشقيقين ، مستذكرا مقولة خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك فهد بن عبدالعزيز ، عندما تعرضت الكويت للغزو العراقي الغاشم عام 1990 ، حينما قال «اما ان تبقى الكويت والسعودية ، وإما ان تنتهي الكويت والسعودية».
من جهته هنأ سمو الشيخ ناصر المحمد السعودية قيادة وشعبا بمناسبة اليوم الوطني السابع والثمانين، مؤكدا أن المملكة تعد منارة للعالم الاسلامي ووسام فخر للأمة العربية.
وأكد المحمد ان هذا اليوم مناسبة تاريخية، ليس للسعوديين فقط بل للخليجيين والعرب جميعاً ، لافتا إلى عمق العلاقات الثنائية التي تربط بين المملكة والكويت قيادة وشعباً ، ومنوها سموه بحكمة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ، مع إخوانهما قادة دول المجلس في العمل الخليجي المشترك والعربي والإسلامي، وعلى جهودهم الطيبة التي يبذلونها لدعم استقرار وأمن دول المجلس ورعاية مصالح أبنائه .
من جانبه أكد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد أن العلاقات الكويتية - السعودية متميزة ، وتضرب جذورها في أعماق التاريخ «والأيام تشهد اننا نزداد صلابة وقوة في السراء والضراء».
وقال الخالد أن «الكل يشهد بتبجيل واحترام ، على ما تم تحقيقه في المملكة الشقيقة من إنجازات في كل المجالات».
من جهته قال وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ووزير الاعلام بالوكالة الشيخ محمد العبدالله أن اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية ، مناسبة «تحتفل بها جميع شعوب دول الخليج العربي بنفس الوتيرة».
وأكد العبدالله أن «هذه المشاعر التي تحملها الشعوب المحبة لهذا البلد تدل على المكانة الكبيرة والعظيمة ، التي تمتلكها المملكة في قلوب ووجدان الشعب الخليجي والعربي والإسلامي».
بدوره أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الكويت الدكتور عبدالعزيز الفايز أن العلاقات «الوثيقة» بين المملكة العربية السعودية ودولة الكويت ، أصبحت نموذجا يحتذى به في العلاقات بين الدول.
وقال الفايز أن استمرار التواصل بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد ، وكافة مسؤولي البلدين انعكس على العلاقات المتميزة بينهما.
من ناحيته أعرب نائب وزير الخارجية خالد الجارالله ، عن الاعتزاز بالعلاقة «الحميمة» و»المتميزة» بين المملكة العربية السعودية والكويت ، مؤكدا أهمية مواصلة مسيرة مجلس التعاون الخليجي برعاية واهتمام المملكة وجميع دول المجلس.
وأكد الجارالله أن الكويت لن تتخلى عن دورها ازاء الازمة الخليجية وتطلعها إلى موقف خليجي موحد، لافتا إلى إعلان الكويت في كل مناسبة عن مواصلة جهودها لاحتواء «هذا الخلاف المؤسف بين الأشقاء» .
وقال إن جهود الكويت ستستمر إلى أن ترى هذا الخلاف قد طويت صفحته.
أضاف : ثقتنا كبيرة جدا في أشقائنا في دول مجلس التعاون الخليجي وأشقائنا في مصر أيضا ، بأن يتجاوزوا هذا الخلاف ، وأن يبدأوا بفتح صفحة جديدة للعلاقات ، ما يمكنهم من التفرغ لمواجهة تحديات عديدة ومتصاعدة في هذه المرحلة.
وتابع : «نحن لم نفقد الأمل ودائما متفائلون في الوصول إلى ما يعزز لحمة ووحدة وصلابة الموقف الخليجي» ، مؤكدا: أن الوساطة الكويتية لم تفشل وهناك محاولات واجتهادات من الولايات المتحدة والرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنرى حلا سريعا لهذه الأزمة.
وردا على سؤال حول الدعم الذي حظيت به وساطة دولة الكويت بين الجارالله ، إن هذه الوساطة حظيت بدعم وتأييد دولي غير مسبوق نتيجة مصداقية السياسة الخارجية الكويتية ، وللمكانة المرموقة لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد .
وأعرب عن تقدير دولة الكويت للدعم والتأييد الدولي الذي حظيت به هذه الوساطة والتي أصبحت استحقاقا دوليا وليس كويتيا.
ودعا إلى التهدئة الاعلامية بشأن الازمة الخليجية معربا عن التطلع الى أن نرى إعلاما متزنا وواقعيا وذا مصداقية ، ولدينا كل الثقة بإعلامنا للوصول إلى هذه المرحلة وأن يحقق لنا هذا الطموح والأمل.
وردا على سؤال حول وجود معوقات تحول دون استضافة دولة الكويت للقمة الخليجية في ديسمبر المقبل ، في ضوء الأزمة الحالية ، قال الجارالله: نحن نتمنى أن يأتي الوقت المحدد للقمة وأن تنعقد في وقتها، معربا عن الأمل أن يلتئم الموقف الخليجي ، وأن نتمكن من رأب الصدع في هذا الموقف ونحن متفائلون بأن يتحقق هذا الشيء.
وحول موقف «الخارجية» الكويتية ، من تداول بعض التغريدات المسيئة لدولة الكويت وقياداتها ورموزها عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، قال الجارالله: لا نقبل بهذه التغريدات ونرفضها تماما ، ونحن نراقب ونتابع هذه التغريدات، مضيفا: نسعى لاتخاذ ما يلزم لردع مثل هذه التغريدات ، فمثل هؤلاء الأشخاص يسيئون إلى دولة الكويت وسمعتها ومكانتها.
وعن عضوية الكويت في مجلس الأمن ، أكد الجارالله أن الكويت تسعى من خلال عضويتها المرتقبة في مجلس الأمن الدولي ، إلى تمكين الدول العربية من ممارسة دور أكبر يتفق مع ثقلها ووزنها وامكاناتها في المجلس.
وأكد الجارالله ان موقف دولة الكويت دائما مع العراق الموحد باستقلاله وسيادته وأمنه واستقراره ، معربا عن التمنيات بأن يجري استفتاء استقلال إقليم كردستان العراق ، في إطار الدستور ووحدة العراق وبالتفاهم بين الأشقاء في بغداد وأربيل.