
رام الله - عمان – «وكالات» : اختتم العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، بعد ظهر أمس الإثنين، زيارته لمدينة رام الله المحتلة، والتي استغرقت ساعتين فقط، قبل أن تقله مروحيتان عسكريتان أردنيتان إلى المملكة الأردنية الهاشمية.
وعقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس لقاء ثنائيا مغلقا مع الملك عبد الله، تبعه اجتماع موسع بين الوفدين الفلسطيني والأردني، دون أن يعقب ذلك أي تصريحات للصحافيين.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، في تصريحات له نشرتها وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية «وفا» عقب اجتماع عباس بالملك، إن «هذه الزيارة المهمة ، تأتي استمراراً لسياسة التنسيق والتشاور المستمر بين السيد الرئيس محمود عباس، وشقيقه جلالة الملك عبد الله الثاني، لمواجهة التحديات كافة في العديد من القضايا التي تهم البلدين على قاعدة العمل العربي المشترك الذي تجسد في القمة العربية الأخيرة التي عقدت في البحر الميت».
وأشار أبو ردينة، إلى أن الأردن أكد دعمه الكامل للشعب الفلسطيني وقيادته برئاسة الرئيس محمود عباس.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة، إن «عباس ثمن الجهود الكبيرة التي يقوم بها جلالة الملك عبد الله في خدمة القضية الفلسطينية، سواء في المسجد الأقصى المبارك، أو طرح القضية الفلسطينية والدفاع عنها في المحافل الدولية كافة».
وقال وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، في حديث لوسائل الإعلام، عقب مغادرة الملك، إن «الرئيس محمود عباس، بحث مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، المحاولات الإسرائيلية لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى بمدينة القدس».وأضاف: «تم إجراء تقييم مشترك لما جرى في مدينة القدس من محاولة إسرائيلية خطيرة لتغيير الوضع القائم في مدينة القدس والمسجد الأقصى، والتحضير لمرحلة قادمة متوقعة من الحكومة الإسرائيلية تجاه المقدسات».
ولفت المالكي إلى أن الزعيمين تباحثا حول «العملية السياسية وضرورة وقف النشاط الاستيطاني الإسرائيلي الذي من شأنه منع إقامة دولة فلسطينية»، فيما جرى النقاش في كافة القضايا المشتركة بين البلدين، وتطوير التنسيق على كافة المستويات من أجل مواجهة التحديات بشكل مشترك.
وتوقع المالكي قدوم فريق من الولايات المتحدة للمنطقة، لبحث عملية السلام خلال الأيام أو الأسابيع القادمة.
من جهته، قال الديوان الملكي الأردني في بيان، إن الملك جدد التأكيد على أهمية العمل مع الإدارة الأميركية لتحريك عملية السلام وإعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، استنادا إلى حل الدولتين. وقال خلال المباحثات إن «المطلوب تكثيف الجهود لتحقيق تقدم ملموس خلال الفترة القادمة».
وواصل الملك رهانه على التزام الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بتحقيق السلام، حيث نقل عنه البيان قوله إن «الرئيس الأميركي دونالد ترامب ملتزم بالعمل على تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين».
وشدد على «دعم الأردن الكامل للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، ومساندتهم في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية»، مؤكداً أهمية إدامة التشاور والتنسيق وتوحيد المواقف بين الأردن الفلسطينيين.
وأكد الملك والرئيس عباس، حسب البيان، على ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس الشريف، وعدم المساس به، محذرين من أن المساس به سيكون له تبعات سلبية على المنطقة برمتها.
وهذه هي الزيارة الخامسة للملك الأردني إلى الأراضي الفلسطينية، وتعود آخر زيارة له إلى العام 2012، حيث التقى الرئيس محمود عباس أبو مازن في رام الله حينها.
على صعيد آخر اقتحمت مجموعات من المستوطنين صباح أمس، باحات المسجد الأقصى المبارك بحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي، فيما سبق ذلك اقتحام مجموعات كبيرة من المستوطنين فجر أمس ، منطقة قبر يوسف شرق مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، بحماية من قوات الاحتلال.
وذكرت مراكز إعلامية مقدسية أن قوات الاحتلال فتحت باب المغاربة الذي تسيطر عليه إسرائيل منذ احتلالها للقدس عام 1967، وانتشرت في باحات الأقصى، ومن ثم بدأت مجموعات من المستوطنين باقتحام المسجد، حيث يقدر عددهم بالعشرات.
من جانب آخر اقتحمت مجموعات كبيرة من المستوطنين منطقة قبر النبي يوسف شرق نابلس بحماية من قوات الاحتلال، بعدما جاؤوا بحافلات للمكان، فيما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن عدد المستوطنين المقتحمين لقبر يوسف يقدر بنحو ألف مستوطن.