
لدى زيارته إلى الكويت ، التي كانت المحطة الثالثة في جولته الخليجية ، بعد زيارته إلى كل من قطر والسعودية ، حصل وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، على تزكية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد لجهوده من أجل حل الأزمة الخليجية ، انطلاقا من المبادرة الكويتية ، أو ما بات يعرف «خارطة الطريق الكويتية للحل».
جاء ذلك خلال استقبال صاحب السمو الأمير أمس للوزير الفرنسي ، بحضور رئيس مجلس الوزراء بالإنابة ووزير الخارجية ، الشيخ صباح الخالد والمستشار في الديوان الأميري محمد ضيف الله شرار ، ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ووزير الإعلام بالوكالة، الشيخ محمد العبدالله المبارك .
من جهته بحث رئيس مجلس الوزراء بالإنابة وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد ، بحضور وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الاعلام بالوكالة الشيخ محمد عبدالله المبارك ، مع وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان ، أوجه العلاقات الثنائية المميزة والوطيدة بين البلدين ، وسبل تعزيزها في كل المجالات ومختلف الأصعدة ، كما تم استعراض مجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وكان لودريان قد أكد مساء أمس الأول السبت موقف بلاده الداعم للتهدئة والتشاور لحل أزمة الخليج، الناتجة عن حملة دول الحصار على قطر، ، مضيفاً : «نطمح لتسهيل حلّ الأزمة، ودعم المبادرة الكويتية».
وأوضح وزير الخارجية الفرنسي ، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السعودي عادل الجبير، في جدة، محطته الثانية بعد قطر، أن باريس على اتصال مع الجهات المعنية بالأزمة في الخليج ، موجّهاً نداءات لـ»الحوار والتهدئة» بين دول المقاطعة الأربع وقطر.
وأكد سعي بلاده إلى خفض التوتر بغية إيجاد بيئة مريحة للحوار، مضيفا : «نأمل ألا تؤدي الإجراءات ضد قطر إلى التأثير على المدنيين» ، في إشارة إلى آلاف الأسر التي تضررت من جراء ترحيل المقيمين القطريين في دول الحصار، وحظر سفر مواطني تلك الدول إلى قطر، بالتزامن مع فرض حصار بري وبحري وجوي عليها.
وكان الوزير الفرنسي قد شدد عقب لقاء نظيره القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة، على أهمية إيجاد حل سريع للأزمة الخليجية الناتجة عن الحملة على قطر، مؤكداً دعم فرنسا للوساطة الكويتية.
وقال إن فرنسا ترى اقتراحات وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، لحلّ الأزمة مناسبة، مشدداً على وجوب «رفع التدابير التي تؤثر على المدنيين».
وقد شكلت زيارة وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان ، إلى الدوحة واللقاءات التي أجراها مع كبار المسؤولين القطريين ، بدءاً من أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس الوزراء عبدالله بن ناصر آل ثاني ، ووزير الخارجية محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، محطة إضافية في سلسلة التحركات الدولية الداعمة للوساطة الكويتية وخارطة الطريق التي تعمل عليها الولايات المتحدة ، عبر وزير الخارجية ريكس تيلرسون ، في الوقت الذي حضرت فيه الأزمة الخليجية مجدداً ، في اتصال هاتفي بين الرئيس دونالد ترامب والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ، يوم الجمعة تخلله بحث الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة.
كما شكلت زيارة وزير الخارجية الفرنسي، الذي حذر من أن الأزمة تضر بمصالح كل دول الخليج، فرصة جديدة لإعادة تأكيد قطر على مواقفها تجاه الحملة المفتعلة ضدها وسبل معالجتها.
ورجحت مصادر مطلعة أن تتواصل المساعي الإقليمية والدولية ، فيما تتزايد الآمال بانفراجة قريبة ، في ظل تراجع نغمة التشدد وخفوت حدة الاحتقان بين أطراف الأزمة .