
وصل وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون الى البلاد أمس ، في مستهل جولة خليجية ستشمل كما هو مرجح كلا من السعودية وقطر وسلطنة عمان .
ويتابع تيلرسون الذي يتخذ من الكويت منطلقا ومقر إقامة له ، جهود الوساطة الكويتية ، ويعقد لقاءات مع كبار المسؤولين الكويتيين ، لمواصلة مناقشة جهود حل الخلاف الخليجي ، وهو المسؤول الغربي الثالث الذي يزور الكويت بعد زيارة نظيريه الألماني زاغمار غابرييل والبريطاني بوريس جونسون ، بالاضافة الى نائب الأمين العام للأمم المتحدة جيفري فيلتمان الذي زار الكويت الاسبوع الماضي.
في هذا السياق أعلن مستشار وزير الخارجية الأميركي آر.سي. هاموند إن الوزير سيستعرض خلال زيارته الى الكويت ودول خليجية ، سبل كسر جمود الموقف ، بعد رفض قطر 13 مطلبا وضعتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر كشروط لرفع العقوبات.
أضاف أن زيارة السعودية وقطر تتعلق بفن الممكن ، قائلا إن المطالب الثلاثة عشر «انتهت... لا تستحق العودة إليها بشكل مجمل.. هناك أمور يمكن أن تنجح من بينها» .
وأكدت مصادر مطلعة أن أفكار تيلرسون لن تكون بمنأى عن مساعيالكويت في هذا الصدد بقيادة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ، مشيرة إلى أن اختيار تيلرسون للكويت، أي دولة الوساطة، مقراً ليبيت فيه لياليَ ثلاثاً، وينطلق منها إلى الرياض ثم الدوحة، ويعود إليها، يوجه رسالة واضحة إلى أطراف الأزمة مفادها أن رئيس الدبلوماسية الأميركية شديد الحياد بين الطرفين، وأنه لا يرغب أن يُحسب عليه أنه بات ليلة واحدة في إحدى الدول المعنية مباشرة بالأزمة .
وكان البيان المقتضب الصادر عن وزارة الخارجية الأميركية حول جدول أعمال جولة تيلرسون «المكوكية»، قد اكتفى بالقول إنها «تسعى لتخفيف التوترات المتأججة»، مع حرص البيان على القول إن الوزير «سيستخدم الكويت كقاعدة لإقامته». ولم يوضح البيان، ولا التسريبات التي خرجت من لقاء الوزير الأميركي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إسطنبول، ما إذا كان مرور الرجل في الأراضي التركية، آتياً من أوكرانيا، مساء الأحد، يتعلق بالملف الخليجي أو أنه يتصل بعناوين خلافية كثيرة بين واشنطن وأنقرة، خصوصاً حول سورية والمليشيات الكردية هناك. لكن لمجرد انتقال تيلرسون من إسطنبول إلى الكويت، التي يزورها أردوغان قريباً، من ضمن جولة خليجية شاملة أيضاً، كل ذلك يجعل من ارتباط الملفات أمراً حتمياً، ويعزّز من فرضية أن الحملة ضد قطر تتجه إلى التجميد أو إلى التفاوض أو إلى التعليق، مؤقتاً على الأقل.
في سياق متصل أعربت السعودية عن الشكر والتقدير لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ، على مساعيه وجهوده لحل الأزمة مع الحكومة القطرية.
وذكرت وكالة الانباء السعودية ان مجلس الوزراء السعودي الذي انعقد أمس ، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ، اعرب عن الشكر لسمو الامير الشيخ صباح الاحمد ، لحرصه على وحدة الصف الخليجي والعربي.
ياتي هذا في وقت اعربت فيه دول عربية واجنبية عدة عن دعمها للوساطة ، التي يقودها صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد.
من جهته أعرب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عن تأييده لجهود الوساطة التي تبذلها دولة الكويت ، من اجل حل الازمة الخليجية.
جاء ذلك في تصريح صحفي نشرته صحيفة «حرييت ديلي نيوز» التركية على موقعها الالكتروني ، مساء يوم أمس الأول الاحد ، لدى عودة اردوغان من مدينة هامبورغ الألمانية ، عقب حضوره اجتماعات قمة مجموعة العشرين «جي 20» .
ونقلت الصحيفة عن اردوغان القول ان الكويت تلعب دور الوسيط في هذه المسألة ، مشيرا الى انه سيقوم بجولة خليجية ، للمساهمة في اعادة الحوار بين الطرفين.
أضاف «نخطط لزيارة قطر والكويت والسعودية على وجه التحديد في جولة دبلوماسية ، خاصة بعد 15 يوليو» ، والتي تصادف الذكرى الاولى لمحاولة الانقلاب الفاشل.
واوضح انه بحث الازمة الخليجية مع نظيريه الامريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين ، وأكد لجميع القادة الذين التقاهم على هامش قمة مجموعة العشرين ، الحاجة الى ايجاد حل للازمة عن طريق الحوار.
من جهة أخرى بحث نائب وزير الخارجية خالد الجارالله ، مع القائم بأعمال سفارة روسيا الاتحادية لدى الكويت حيدر حمزاتوف أمس ، تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية ، إضافة إلى استعراض أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين .