
فيما انتهت أمس الأحد مهلة الأيام العشرة التي أمهلتها بعض الدول الخليجية المقاطعة لدولة قطر ، وهي السعودية والإمارات والبحرين ، إضافة إلى مصر ، لتنفيذ المطالب الـ 13 التي قدمت لها ، وبدت المنطقة على حافة خطر كبير ، خصوصا مع توالي الأنباء عن وصول قوات تركية إلى الدوحة ، تتطلع الأنظار إلى الكويت لاستئناف دورها المنشود في إصلاح ذات البين ، وتذليل المعوقات أمام تحقيق المصالحة الخليجية ، خصوصا مع عودة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد ، ، إلى ارض الوطن ظهر أمس ، قادما من الهند ، وذلك بعد زيارة خاصة.
ويتوقع أن تسلم قطر اليوم إلى الكويت ، بصفتها وسيطاً، الردّ الرسمي على لائحة «المطالب»، بحسب ما أعلنته الدوحة منذ تسلمت القائمة من الوسيط الكويتي مرفقة برسالة من أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الصباح.
وفي الوقت الذي لوحت فيه الدول المحاصرة لقطر بفرض عقوبات إضافية ، رفضت الدوحة التراجع عن موقفها ، كما دعت إلى مواصلة الحوار ، مؤكدة في الوقت نفسه استعدادها لأي تداعيات محتملة.
في غضون ذلك جددت الولايات المتحدة وسلطنة عمان الاعراب عن ثقتهما في الجهود التي يقوم بها سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد ، ومساعيه الحميدة لاحتواء الخلاف الخليجي الراهن ودعمهما لها.
وذكرت وكالة الأنباء العمانية ان ذلك جاء خلال اتصال هاتفي تلقاه الوزير العماني المسؤول عن الشؤون الخارجية يوسف بن علوي ، من وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون ، جرى خلاله استعراض تطورات الأوضاع في المنطقة والخلاف الخليجي الراهن.
وأوضحت ان بن علوي وتيلرسون «جددا ثقتهما ودعمها» للجهود التي يقوم بها سمو أمير البلاد ، ومساعيه الحميدة لاحتواء الخلاف الخليجي ، وعبرا عن تطلعهما لأن تحظى تلك الجهود بدعم جميع الأطراف ، بما يحافظ على أمن دول مجلس التعاون الخليجي واستقراره ، وعلى مسيرة العمل الخليجي المشترك ، وبما يخدم مصالح جميع شعوب دول المجلس.
وفي إطار الدعوات الدولية إلى حل الأزمة بالحوار، طالب وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي أنجيلينو ألفانو، أطراف الأزمة الخليجية بـ»عدم تبني إجراءات إضافية من شأنها أن تزيد من تفاقم المشكلة».
وقال ألفانو، عقب لقائه نظيره القطري، في روما، ، بحسب بيان لوزارة الخارجية الإيطالية، إن «الحكومة الإيطالية تتابع بقلق واهتمام بالغ تطورات الأزمة، وتجدد استعدادها للمساهمة في أي مبادرة تهدف في المقام الأول إلى استعادة الحوار وتخفيف حدة التوتر بين الأطراف المعنية».
وأوضح ألفانو أن «إيطاليا على اتصال مع البلدان المعنية بالأزمة، وهي تناشد جميع الأطراف الامتناع عن تبني إجراءات إضافية قد تؤدي إلى تفاقم الوضع».
يذكر أنه في 5 يونيو الماضي ، قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، وفرضت عليها حصاراً برياً وجوياً، إثر حملة افتراءات. قبل أن تقدم ليل 22 ــ 23 من الشهر نفسه، عبر الوسيط الكويتي، إلى قطر، قائمة مطالب تضمنت 13 بنداً تمسّ جوهر سيادة واستقلاليّة الدوحة، من قبيل تسليم تقارير دوريّة في تواريخ محدّدة سلفًا لمدّة عشر سنوات، وإمهال قطر عشرة أيام للتجاوب معها، ما جعلها أشبه بوثيقة لإعلان الاستسلام وفرض الوصاية. وشملت الإملاءات المرفوضة من الدوحة، خفض التمثيل الدبلوماسي مع إيران، وإغلاق القاعدة العسكرية التركية، فضلاً عن إغلاق قنوات الجزيرة، وعدد من وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية الأخرى .