
«كونا» : أعرب سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد ، عن الأمل في تجاوز التطورات الأخيرة «في بيتنا الخليجي» ، ومعالجتها وتهيئة الأجواء لحل الخلافات المؤسفة ، ورأب الصدع بالحوار والتواصل ، من أجل بلوغ ما من شأنه الحفاظ على دولنا الخليجية وشعوبها ، وتجنب كل ما يعكر صفو علاقاتها الوطيدة ويهدد أمنها وسلامتها .
وقال سموه في كلمته التي ألقاها مساء أمس ، بمناسبة العشر الأواخر من رمضان : إننا نتطلع بكل الرجاء والأمل في هذا الشهر الفضيل وفي لياليه المباركة لتجاوز التطورات الأخيرة في بيتنا الخليجي ، ومعالجتها وتهيئة الأجواء لحل الخلافات المؤسفة ، ورأب الصدع بالحوار والتواصل ، في ظل ما يجمع دول مجلس التعاون وشعوبها من روابط تاريخية راسخة ، وعلاقات أسرية حميمة ومصير واحد ومصالح مشتركة ، تحتم علينا العمل وبكل الجهد للحفاظ على هذا الكيان الخليجي ، ليبقى متماسكا ومحققا لآمال وتطلعات أبنائه ، مبتهلين إلى المولى جل وعلا أن تكلل المساعي المبذولة والجهود المخلصة ، للوصول إلى كل ما من شأنه الحفاظ على دولنا الخليجية وشعوبها ، وتجنب كل ما يعكر صفو علاقاتها الوطيدة ويهدد أمنها وسلامتها.
وأكد سموه أن علينا استشعار ما أفاء الله به علينا من نعمه وأفضاله الجليلة التي لا تعد ولا تحصى ، فقد تكرم علينا بسعة الرزق ورغد العيش ، وهيأ لنا أمنا واستقرارا وطمأنينة ، وأشاع بيننا الألفة والمحبة والتواد ، وتلك نعم من الله تستوجب منا الشكر والثناء للمنعم جل وعلا ، وتستدعي المحافظة عليها بالتمسك بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ، وبتوحيد الصفوف ونبذ الفرقة والخلاف ، والتمسك بوحدتنا الوطنية ، التي هي السور الحصين للوطن ، وبدستورنا الذي ارتضيناه ، والذي هو محل فخرنا واعتزازنا ، والمحافظة على ثوابتنا الوطنية وقيمنا السامية التي توارثناها عن الآباء والأجداد ، ولا سيما في ظل الظروف الدقيقة والأوضاع الحرجة التي تعصف بالمنطقة ، وما يشهده العالم بأسره من تنامي ظاهرة الإرهاب الذي امتد وباؤه ، فطال الدول والمجتمعات تحت مختلف المسميات والشعارات المتطرفة ، في ظاهرة غير مسبوقة ، فأصبح يهدد أمنها واستقرارها واستهداف أرواح الأبرياء الأمنين .
أضاف سموه أن دولة الكويت التي تعي خطورة الارهاب ودوافعه الشريرة ، فإنها تقف صفا واحدا متضامنة مع المجتمع الدولي لمحاربته بكافة أشكاله وصوره ، والعمل على تجفيف منابعه ، للقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة ليعم الأمن والاستقرار كافة الدول والشعوب ، وإن ما أشرنا إليه من مخاوف ومخاطر ، يتطلب منا المزيد من الحيطة والحذر والتكاتف والتلاحم ، للحفاظ على أمن وطننا وسلامته.
وأشار سموه إلى ما حققته الدبلوماسية الكويتية من نجاح وإنجاز متميز ، هو محل التقدير والثناء بنيل دولة الكويت ثقة المجتمع الدولي ، وذلك بانتخابها عضوا غير دائم في مجلس الأمن لعامي 2018 و 2019 ، تقديرا للمكانة المرموقة والاحترام الكبير الذي تحظى به على المستويين الدولي والإقليمي ، وللسياسة المعتدلة والمتزنة التي تنتهجها دولة الكويت في سياساتها الخارجية ، والمرتكزة على الالتزام بميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي ، ولدورها الإنساني المشهود ومشاركتها في الجهود الدولية للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين ، وتخفيف حدة التوتر في مناطق الصراع ، وإنني لأجدها فرصة لأتوجه بالتقدير للدور المميز الذي قامت به وزارة الخارجية ، لتحقيق هذا النجاح ، مهنئا شعبنا الكريم بهذا الانجاز التاريخي المستحق الذي يضاف إلى الانجازات الوطنية لوطننا الغالي.
وقال سمو الأمير : يحدونا الأمل في أن نرى المزيد من التعاون المثمر والبناء ، الذي لمسناه بين السلطتين التشريعية والتنفيذية ، من أجل توجيه الجهود والطاقات للنهوض بالوطن العزيز وتنميته ، وتحقيق التطلعات الاقتصادية والتنموية التي ينشدها المواطنون ومعالجة كافة القضايا المطروحة ، بما يخدم مصالح الوطن والمواطنين ، معربين عن سرورنا بما شهده ويشهده وطننا العزيز ، من تدشين وافتتاحٍ للعديد من المشاريع الحيوية والتنموية ، التي تم تنفيذها والتي ستسهم بالارتقاء بمستوى الخدمات العامة في الدولة ، وتقديم الخدمات المنشودة للمواطنين وتخفيف الأعباء عنهم.
أضاف : كما أسلفنا وأكدنا مرارا وتكرارا بأن شبابنا هم ثروة الوطن الحقيقية ، فهم عدته وأمله ومستقبله ، وهم يحظون منا دائما بكل اهتمامنا ، بهم يبنى ويعلو الوطن ، وبسواعدهم ينمو ويزدهر ، وإنه ليتوجب علينا أن نحصنهم من الأفكار الضالة والسلوك المنحرف ، والنأي بهم عن الميل والانجراف وراء من يتربص بهم وبالوطن شرا ، والعمل على غرس روح الولاء والوفاء للوطن في نفوسهم ، وحثهم على التسلح بالعمل والتزود من معارف وعلوم العصر واستغلال طاقاتهم في خدمة الوطن وتنميته ، مؤمنين بقدراتهم الخلاقة ، التي حققوا من خلالها إنجازات ومراكز متقدمة، بالميادين العلمية والطبية والرياضية والاختراعات و، يكفيكم شبابنا فخرا بأن اختيرت دولة الكويت عاصمة للشباب العربي.
وقال صاحب السمو : إنني أدعوكم أبنائي وبناتي للاستفادة مما وفرته الدولة من تسهيلات ودعما ًللمشاريع الصغيرة والمتوسطة ، من خلال الصندوق الوطني لرعاية وتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة لإقامة المشاريع التي تعود عليكم وعلى وطنكم بالخير والنفع.