عواصم - «وكالات» : تعيش فرنسا هذه الأيام تحت وطأة الإرهاب بينما تستعد للمضي قدما في امضاء «الاستحقاق الانتخابي» في المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية.
وفيما لاتزال الشرطة الفرنسية تحقق في إطلاق مسلح النار على الشرطة في شارع الشانزليزيه،أمس الأول مما أسفر عن مقتل شرطي وجرح اثنان آخران، أوقفت الشرطة أمس رجلاً يحمل سكينا في محطة بشمال باريس من دون أن يبدي مقاومة بعدما أثار حالة هلع بعد يومين فقط من اعتداء باريس، وفق ما أفادت مصادر في الشرطة.
وقال أحد هذه المصادر إن «شخصا يحمل سكينا دخل المحطة وعلمت بامره دورية للشرطة فعملت فورا على توقيفه،ولم تعرف حتى الآن دوافع المشتبه به.
وأوضح مصدر آخر أن «مسافرين» شاهدوا الشاب، وهو مالي في العشرين من عمره مجهول لدى أجهزة الشرطة، «يحمل سكينا في يده داخل المحطة»، فأبلغوا قوات الأمن التي تدخلت لتوقيفه.
وأغلقت المحطة لوقت قصير وأعيد فتحها عقب ذلك وفق مصدر في الشرطة.
وتم تعزيز التدابير الأمنية بـ 57 ألف عنصر أمني في كل أنحاء فرنسا عشية الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية.
هذا وواصلت فرنسا أمس التحقيق حول الاعتداء الذي أدى إلى مقتل شرطي على جادة الشانزيليزيه في باريس.
ووتر هذا الاعتداء الأجواء في أشهر جادات العاصمة الفرنسية نهاية الحملة الانتخابية، حين قام الفرنسي كريم شرفي «39 عاماً» مساء الخميس بقتل شرطي بدم بارد وإصابة اثنين آخرين وسائحة ألمانية قبل أن يقتله شرطيون.
وسارع تنظيم داعش إلى تبني الاعتداء.
وعلى الإثر، ألغى العديد من المرشحين بعض لقاءاتهم ودعا مرشحا اليمين واليمين المتطرف إلى سياسة أمنية أكثر شدة.
وقدمت رئيسة حزب الجبهة الوطنية مارين لوبن نفسها على أنها أفضل حصن ضد الإرهاب في بلد شهد قبل هجوم الشانزيليزيه سلسلة اعتداءات أوقعت 238 قتيلاً منذ 2015، وقالت منددة «منذ عشر سنوات، في ظل الحكومات اليمينية واليسارية على السواء، تم القيام بكل ما هو ممكن حتى نخسر الحرب المعلنة علينا».
من جهته، أبدى مرشح اليمين فرنسوا فيون تصميمه على التصدي للإرهاب «بقبضة من حديد» وقال «يبدو لي أن البعض لم يدرك تماماً بعد حجم الشر الذي يهاجمنا».
ودعا المرشح الوسطي إيمانويل ماكرون إلى «عدم الرضوخ إطلاقاً للذعر» فيما حض مرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون على «تفادي السجالات الفظة والسوقية».
وكانت لوبن التي بدأت تسجل تراجعاً طفيفاً في استطلاعات الرأي قبل أيام من الاستحقاق الانتخابي، عمدت قبل وقوع الاعتداء إلى تشديد خطابها حول موضوعي الهجرة والأمن، سعياً منها لتعبئة مؤيديها من جديد.
وأعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن ثقته بأن الهجوم سيكون له أثر كبير على الانتخابات وأنه «سيساعد على الأرجح» رئيسة الجبهة الوطنية.
تشير استطلاعات الرأي الأخيرة التي نشرت نتائجها الجمعة غير أنها جرت في جزء منها قبل الاعتداء، إلى تقدم طفيف جداً لإيمانويل ماكرون «23 إلى 24,5 في المئة»، متقدماً على مارين لوبن «22 إلى 23 في المئة»، وفرنسوا فيون «19 إلى 21 في المئة» وجان لوك ميلانشون «18 إلى 19,5 في المئة».
غير أن الفارق الضعيف بين المرشحين الأربعة يجعل من المستحيل التكهن بالمرشحين اللذين سينتقلان إلى الدورة الثانية في 7 مايو، ولا سيما مع عنصر المقاطعة الذي لا يزال مجهولاً وتردد عدد كبير من الناخبين.
وانتهت الحملة الرسمية عند منتصف ليل أمس الأول،ما يحظر على وسائل الإعلام نشر استطلاعات للرأي أو تصريحات للمرشحين قبل إعلان النتائج الأولية الأحد.
ولمنفذ الاعتداء سجل قضائي حافل، يتضمن خصوصاً إدانة بمحاولة قتل، غير أنه لم يكن مدرجاً على قوائم المشتبه بهم أمنياً الذين يعتبرون خطراً على أمن الدولة، على ما أفاد مدعي عام باريس فرنسوا مولانس الجمعة.
وأوضح مولانس أن كريم شرفي لم يظهر خلال الفترة التي قضاها في السجن والتي امتدت حوالي 14 عاماً «مؤشرات تطرف أو مؤشرات ترويج» للتطرف الديني.
وأوقف في فبراير بعد أن قال لقريب له انه يريد «قتل شرطيين انتقاماً لما يجري في سوريا»، لكن أفرج عنه لعدم كفاية الأدلة.
ووقع الهجوم بعد أيام على توقيف رجلين في مرسيليا بجنوب فرنسا للاشتباه بتخطيطهما لتنفيذ اعتداء.
كما يلي اعتداء الشانزيليزيه عدة اعتداءات شهدتها أوروبا في الأسابيع الأخيرة وأوقعت خمسة قتلى في لندن و15 قتيلاً في سانت بطرسبرغ و7 قتلى في ستوكهولم.
وأكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أنه سيتم اتخاذ كل التدابير الضرورية لضمان الأمن خلال الانتخابات اليوم الأحد، مع نشر خمسين ألف شرطي ودركي وسبعة آلاف عسكري.