
عواصم – «وكالات» : في الوقت الذي يشهد فيه شرق حلب غارات عنيفة من قبل النظام السوري، لم يستثن آخر مستشفى في المنطقة المحاصرة، دقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر. وحذرت من الوضع الإنساني الصعب، معتبرة أن سكان شرقي المدينة يواجهون لحظة قاتمة جداً.
وحذر مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا، يان ايغلاند، الجمعة من تفاقم هذا الوضع الكارثي.
من جانب آخر أكد فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة الخميس أن مهاجمة المرافق والمستشفيات الطبية في حلب وإدلب شمالي سوريا خلال الأيام الماضية «قد يرقى إلى جريمة حرب» .
ودعا حق في مؤتمر صحفي في نيويورك جميع الأطراف المعنية إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في جميع أنحاء سوريا وليس في حلب فقط، معبراً عن قلق الأمم المتحدة من تكثيف القصف الجوي شرقي حلب وفي ريفها الغربي وإدلب، خلال اليومين الماضيين، الأمر الذي أودى بحياة العشرات ودمر البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المرافق الصحية والمدارس، ومن بينها مرفقين طبيين بحسب قوله.
في سياق متصل أعلنت مديرية الصحة في شرق حلب التابعة للحكومة السورية المؤقتة، الجمعة خروج جميع المستشفيات في حلب المحاصرة عن الخدمة، وذلك بعد تعمد قوات النظام استهداف المراكز الطبية بقذائف المدفعية وراجمات الصواريخ والغارات الجوية من الطيران الحربي.
وأشارت إلى أنه منذ صباح الجمعة شنت الطائرات الحربية عدة غارات جوية استهدفت مستشفى الحكيم في حي الشعار، ما أدى لخروجه عن الخدمة بشكل كامل، فيما عاود الطيران الحربي تحليقه في سماء حي الشعار مستهدفاً مستشفى البيان الجراحي بغارة جوية ألحقت أضراراً كبيرة في مبنى المستشفى أدت أيضاً لخروجه عن الخدمة بشكل تام، فيما شهد يوم الخميس غارات جوية استهدفت مشفى الزرزور في حي المشهد بشكل مباشر ما خلف أضرارا كبيرة.
وهكذا أضحت مدينة حلب الشرقية محاصرة بلا مستشفيات وسط حملة قصف عنيفة، تشنها طائرات النظام الحربية والمروحية فوق أحياء المدينة السكنية.
يذكر أن مستشفيات القدس والزهراء والدقاق والصاخور خرجت برمتها عن الخدمة إبان حملة القصف السابقة لطائرات النظام الحربية والمروحية على أحياء حلب الشرقية، بحسب ما أفاد مركز حلب الإعلامي.
من جهة أخرى اتهم العميد أسعد عوض الزعبي رئيس الوفد المفاوض للمعارضة السورية نظام بشار الأسد باستخدام غاز الكلور 191 مرة في مختلف المناطق، معتبرا أن الأمم المتحدة مقصرة في محاسبته، وفقا لقناة الحدث، السبت.
ويأتي هذا فيما أكد أحمد أوزومجو المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية، أن الوكالة تحقق في أكثر من 20 اتهاما باستخدام أسلحة كيمياوية في سوريا منذ أغسطس الماضي.
وأشار أوزومجو إلى أن تنظيم داعش قد يكون صنع مادة غاز الخردل بنفسه في سوريا والعراق، مؤكدا في الوقت ذاته أن العمل جار لجمع معلومات عن اتهامات استخدام الأسلحة الكيمياوية في سوريا في محاولة لتحديد ما إذا كانت ذات صدقية.
على صعيد آخر، أقر مجلس الأمن ليل الخميس بالإجماع تمديد فترة عمل لجنة التحقق من وقوع هجمات كيمياوية في سوريا لمدة سنة، تنتهي في نوفمبر المقبل 2017.
ومن جهته قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن بعض المؤسسات الصحية لا تزال تقدم بعض الخدمات الأساسية، لكن القصف والغارات المستمرة يمنعان السكان من التوجه إليها للحصول على العلاج.
وتعرضت عدة مراكز علاجية وصحية للدمار على امتداد الأيام الماضية، بسبب القصف الذي استهدف المدينة وبعض المستشفيات بشكل مباشر، وفق مصادر طبية وسكان محليين.
واستأنفت القوات السورية النظامية هجماتها الجمعة على حلب بعد هدنة مؤقتة استمرت بضعة أسابيع، في عاود الطيران الحكومي منذ الثلاثاء غاراته الجوية على أهداف في الأحياء الشرقية المحاصرة.
من ناحية أخرى أعلنت القوات المسلحة التركية، أمس السبت، مقتل 12 عنصراً من عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا «بي واي دي» و8 من تنظيم داعش الإرهابي، في إطار عملية درع الفرات في حلب شمال سوريا.
وقالت القوات المسلحة في بيان إن «عملية درع الفرات التي بدأتها القوات التركية في 24 أغسطس الماضي، لتأمين الحدود وتطهيرها من المنظمات الإرهابية وعلى رأسها داعش، ولدعم قوات التحالف دخلت يومها الـ88».
وأشار البيان إلى أن «قوة المهام الخاصة السابعة في الجيش السوري الحر، وبتغطية نارية من القوات التركية في منطقة قره داغ بحلب، سيطرت على منطقتين مأهولتين بالسكان، وتتابع أعمالها بهدف تطهير المنطقتين من المتفجرات» .
ولفت أن اشتباكات «أدت إلى مقتل 12 من عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، و8 من تنظيم داعش الإرهابي، وإصابة عنصرين من الجيش الحر» .
وأوضح أن عناصر من داعش هاجمت بصاروخين موجهين في منطقة الكفير دبابتين تركيتين، ما أدى إلى إصابتهما بشكل خفيف، فيما لم يسفر الهجوم عن إصابات في صفوف الجنود الأتراك.
من جهة أخرى، أشار البيان إلى أن عدد المناطق المأهولة بالسكان التي سيطر عليها الجيش الحر منذ بدء عملية درع الفرات، وصل إلى 214 منطقة.
وأفاد أن القوات المسلحة دمرت 88 هدفاً لداعش و6 أهداف لحزب الاتحاد الديمقراطي، تضم ملاجئ ومواقع دفاعية ومقرات قيادية، بالإضافة إلى عربات وأسلحة.