
بعد أن أغلق باب الترشيح لانتخابات مجلس 2016 ، أمس الأول الجمعة ، بدأت تباشير معركة انتخابية شرسة ، في ظل ما أفرزته الأيام العشرة لتسجيل المرشحين ، وعودة معظم المقاطعين من نواب المجالس السابقة ، اقتناعا منهم بأهمية خوض الانتخابات المقبلة ، وأن أي إصلاح سياسي أو اقتصادي لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال قبة البرلمان .
وقد واصل المرشحون أمس طرح ملامح برامجهم الانتخابية ، وتوجهاتهم المزمعة في حال وصولهم إلى قبة البرلمان ، حيث شدد مرشح الدائرة الخامسة النائب السابق حمدان العازمي على ضرورة التصدي للتجاوزات والمخالفات المستمرة في وزارات الدولة ، والهدر الكبير للمصروفات من المال العام ، في الوقت الذي تتحدث فيه الحكومة عن الترشيد ورفع الدعوم عن المواطن محدود ومتوسط الدخل، لافتا الى أن الحكومة عجزت عن وضع استراتيجية ثابتة لمعالجة عجز الموازنة، كما أن وثيقة الإصلاح الاقتصادي المزعومة ارتكزت على ستة محاور رئيسية لسد هذا العجز ، إلا أنها بدأت بالبند المتعلق بالمواطن.
وقال حمدان العازمي إن الحكومة فشلت في معالجة الاختلالات الاقتصادية وتنويع مصادر الدخل ، وعجزت عن إعادة هيكلة الميزانية العامة تحسبا لاستمرار التراجع في أسعار النفط، لافتاً إلى أن كل هذه العناصر تحتاج إلى رؤية وخطط وإجراءات فاعلة لتنفيذ المشروعات التنموية المعطلة ، وتطبيق للقوانين الاقتصادية التي صدرت في السنوات الأخيرة، ، إلا أنها ذهبت للحل الأسهل بالنسبة لها وهو رفع أسعار الخدمات والمساس بمحدودي ومتوسطي الدخل وتحميلهما أعباء إضافية.
وشدد على ضرورة إعادة النظر في كل القوانين التي تعتبر بمثابة أداة هدم لمكتسبات المواطن الكويتي ، من الحريات العامة والمساواة التي كفلها له الدستور الكويتي، وإقرار العديد من القوانين التي تسهم في إقرار المزيد من الحريات ، وأن تبتعد عن جيب المواطن الذي سئم أن يكون كبش فداء لفشل حكومي استمر لسنوات.
من جهته أكد النائب السابق ومرشح الدائرة الثانية خليل الصالح إن مواجهة التحديات الاقتصادية المستقبلية تستلزم خطة متماسكة محددة المعالم توازن بين مصلحة المواطن ومتطلبات استقرار الوطن ، مشددا على ان شعار حملته الانتخابية « أمانة وطن .. مستقبل مواطن « ينطلق من هذه الرؤية التيسنعمل على ترجمتها لحزمة تشريعات خلال المجلس المقبل .
وقال الصالح « إن الإجراءات العشوائية الإرتجالية التياتخذتها الحكومة وفي مقدمتها قرار رفع اسعار البنزين خلقت حالة من الاستياء والتخوف لدى المواطنين « ، مؤكدا إن من واجبنا التصدي لمثل هذه القرارات بكل الوسائل المتاحة .
وأوضح أنه يعكف على إعداد حزمة من التشريعات التي تصب في رفع المستوى المعيشي للمواطن وتحافظ على مكتسباته منوها أن ملفات الصحة والتعليم والإسكان ، ستكون حاضرة بقوة على رأس أولوياته .
وشدد على « أننا لن نقبل الحلول الترقيعية للمشكلات المزمنة التي تعاني منها الكويت لا سيما في ظل التحديات الإقليمية والأمنية والإقتصادية « ، مبينا أن سقف طموحات النواب في المجلس المقبل يجب أن ترتقي إلى مستوى تلك التحديات وأن تتشكل جبهة لتصويب المسارات الحكومية وحماية مستقبل المواطن.
من جهته أكد مرشح الدائرة الأولى الدكتور علي القطان على ضرورة تفعيل دور الأمانة العامة للمجلس الأعلى للتخطيط ، وإعطائه الصلاحيات اللازمة للتخطيط لمرحلة قادمة وصفها بالعصيبة على الكويت والمنطقة برمتها، مشددا على ضرورة وضع الرجل المناسب في المكان المناسب بعيدا عن مبدأ المحاصصة ، فالكويت تقاد بالمحسوبيات وهذا أمر خطير يجب وقفه بحزم وبشكل فوري وإلا فالنتائج ستكون وخيمة على بلدنا.
وأضاف أنه من الضروري وضع استراتيجيات حقيقية قابلة للتطبيق، فأغلب الخطط الموضوعة الآن غير قابلة للتطبيق أو خطط وردية لا تطبق على أرض الواقع والمواطن لم ير التنمية ولا التطور .
بدوره أكد مرشح الدائرة الخامسة بدر فارس الخرينج ان أمن الكويت واستقرارها لا يتحققان الا بأيدي وسواعد وعقول أبنائها ، الذين ولدوا على أرضها وعاشوا في خيرها ويدينون بالولاء الكامل لها، موضحاً أن الأمن أساس الحياة ومن دونه تسقط الأمم وتشقى الشعوب.
وقال الخرينج ان الكويت بحاجة ماسة إلى تطبيق التجنيد الإلزامي لأبنائها ، حتى يكون لها جيش قوي يمثّل سيفها ودرعها ، في مواجهة الطامعين الراغبين في الانقضاض عليها لسرقة خيراتها والاستيلاء على مُقدراتها ، مطالبا بمنح المجندين رواتب مجزية تؤمّن لهم المعيشة وتضمن لهم الوفاء باحتياجاتهم ، وبذلك نكون قد وظفنا سواعد الأبناء وعقولهم في حفظ الأمن والزود عن الوطن ، في نفس الوقت نكون اعطيناهم ما يكفي لإنشاء أسرة وبداية حياة آمنة مستقرة .
من ناحيته شدد مرشح الدائرة الثانية أنور جواد بو خمسين على أن المرحلة المقبلة تستدعي بالضرورة وجود خبرات متنوعة في مجلس الأمة ، مؤكدا أن التغيير قادم ودعا الناخبين إلي المشاركة بقوة في الإنتخابات المقبلة و إختيار المرشحين الصادقين الذين يشعرون بأنهم حققوا إنجازات ملموسة ولهم خبرات يمكن تسخيرها لمصلحة الوطن
ووصف بوخمسين وثيقة الإصلاح الإقتصادي بأنها لم تراع التدرج وأغفلت تحديد مدة زمنية لتنفيذها ، وإستهدفت فرض ضرائب وهذا لايجوز في ظل تخفيض الدعوم التي تؤثر علي المواطن البسيط كما أنها لم تنل حظها من النقاش المجتمعي من خلال مؤتمر شعبي أو مؤتمر للشركات لغرفة التجارة علي الأقل
وإستغرب زيادة الجرعة الزائدة في السياسة علي حساب الشأن الإقتصادي وقال: رئيس الإتحاد الأوربي الصناعي السابق سبق وتعجب أن تكون هناك دول قائمة علي إستثمارات الكويت وصناديقها السيادية ، ومع ذلك لايوجد لوبي إقتصادي في برلمانها!
إلي ذلك اقترح بو خمسين استحداث وزارة للاقتصاد في الكويت ، كذلك استحداث لجنة دائمة للشباب بإعتبار أن شأنهم مسؤولية برلمانية في المقام الأول ، وتمني أن يكون هناك عرف يتفق عليه بقصر عضوية مجلس الأمة علي دورتين متتاليتين .
إلى ذلك اعتبر مرشح الدائرة الرابعة المحامي محمد شنيفي الماجدي أنه ليس من المعقول أن يتحمل المواطن الضرائب الناتجة عن فشل وهدر من جهات معينة، فرفع الدعوم لا يجوز أن يمسّ جيب المواطن، منوهاّ أن المرحلة القادمة هي مرحلة فرض الضرائب والرسوم على المواطنين سواء في قطاع الصحة أو الماء أو الكهرباء أو غيرها، ومؤكداّ أن رفع الدعم عن الوقود ما هو إلا خطوة بدائية يتمخض عنها تأهيب المواطن لرسوم وضرائب قادمة .
وشدد الماجدي على ضرورة تنويع مصادر، الدخل وعدم الاعتماد على النفط كمصدر أحادي، ووقف الهدر المالي، مركزاً على أهمية تقنين التبرعات الخارجية فأهل الكويت أولى بأموالهم .
وأعلن مرشح الدائرة الخامسة ناصر سعد الدوسري انه سيتبنى إصلاح القوانين السيئة الصادرة من المجلس المنحل ، والتي قوبلت بالرفض وعدم الرضا من المواطنين الكويتيين.
وقال الدوسري امس انه سيحمل على عاتقه مسؤولية تعديل هذه القوانين وتقديم تشريعات تفيد المواطنين وتخدم الوطن وتساهم في البناء والتنمية التي ينشدها الجميع.
وشدد الدوسري على ضرورة التصدي للاخطاء الحكومية ومواجهة قراراتها الاخيرة ، خصوصا المرتبطة في زيادة البنزين وانعكاسه على التضخم وزيادة اسعار السلع والبضائع ، مؤكدا ان اي اصلاح للعجز والخلل في الميزانية لا يجب ان يكون من جيب المواطن انما عبر وقف الهدر واعادة النظر في اوجه الانفاق المختلفة.
ودعا مرشح الدائرة الرابعة حمد السهو إلى ضرورة تطوير الحركة الرياضية والعودة بها الي سابق عهدها الريادي ، حيث المزيد من الانجازات والبطولات التي كانت دائما من نصيب الكويت في مختلف المحافل والفعاليات الدولية ، مشددا في الوقت نفسه علي اهمية دعم الشباب وتحفيزهم والعمل علي حل مشكلاتهم وتذليل الصعاب امامهم فهم عماد المستقبل وصمام الامان وقوة الوطن .