
عواصم – «وكالات» : حمل الجيش الروسي الولايات المتحدة الأميركية، أمس، مسؤولية انهيار محتمل للهدنة التي بدأت مع عيد الأضحى في سوريا، معتبراً أن الوضع «يسوء».
وقال الجنرال فلاديمير سافتشنكو «الوضع في سوريا يسوء خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية ارتفع عدد الهجمات بشكل كبير»، مع تنفيذ 55 هجوماً، وفق ما نقلت وكالة «فرانس برس».
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قال أمس، أن بلاده تسعى للعمل مع الولايات المتحدة لتحقيق السلام في سوريا والتصدي للارهاب الدولي المنتشر في تلك الدولة التي تشهد نزاعا منذ نحو ست سنوات.
واضاف بوتين في تصريح صحافي على هامش مشاركته في قمة رابطة الدول المستقلة في العاصمة القيرقيزية بشكيك نقلته وكالة (انترفاكس) أمس ان بلاده تريد ان تعمل بنزاهة مع الجانب الامريكي فيما يتعلق بسوريا معتبرا ان ذلك هو «السبيل الوحيد للتحرك نحو احلال السلام والتصدي للارهاب الدولي هناك».
واعرب عن امله في التزام واشنطن بالوفاء بتعهداتها في الفصل بين الجماعات المعارضة المعتدلة في سوريا ومن سماهم «الارهابيين» الموجودين على اراضيها مثل جبهة النصرة وغيرها.
واضاف ان بلاده لا ترى وجود فصل بين الجماعات المعارضة السورية متهما اياها بالعمل على اعادة تجميع قواتها «وهذا امر يدعو للاسف».
ودعا الى نشر نصوص الاتفاق الروسي الامريكي حول سوريا يشان التهدئة فيها والذي وقعه الجانبان في جنيف في التاسع من الشهر الجاري مؤكدا ان روسيا لن تقوم بهذا الامر من جانب واحد.
يذكر ان اتفاق وقف اطلاق النار في سوريا دخل حيز التنفيذ مع مساء اول ايام عيد الاضحى المبارك بهدف ايجاد ممرات آمنة لتقديم المساعدات الانسانية للمناطق المحاصرة.
على صعيد متصل ألغت الولايات المتحدة وروسيا جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الأمن الدولي كانت مقررة لاطلاع أعضائه على اتفاق الهدنة الأخير في سوريا.
وقال مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين في تصريحات صحفية مساء امس الأول إن الولايات المتحدة لا تريد نشر تفاصيل الاتفاق مضيفا انه لا يوجد ما سيطلع عليه المجلس ما لم يتم تقديم معلومات كافية.
إلى ذلك دعا الاتحاد الاوروبي الى التنفيذ الكامل لاتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا ورفع الحصار عن كافة المناطق في تلك البلاد التي مزقتها الحرب.
ورأت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والامنية في الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني في بيان مشترك مع مفوض الاتحاد للمساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات كريستوس ستايليانيدس أن الاتفاق أدى الى انخفاض كبير في العنف.
وقال المسؤولان الأوروبيان في البيان «انه خبر سار لكن بات تنفيذ الاتفاق بالكامل أمرا حاسما الآن وتبقى الأولوية الفورية لرفع الحصار عن كافة المناطق وتمكين وصول المساعدات الإنسانية الى المحتاجين في جميع أنحاء البلاد».
لكنهما أعربا عن أسفهما لمرور ثلاثة أيام دون ان تصل الى مدينة حلب المدمرة أي قافلة مساعدات مشيرين الى «ان قوافل المساعدات على أهبة الاستعداد ونحن ندعو السلطات السورية لمنحها الضوء الأخضر الضروري كما ندعو كافة أطراف النزاع إلى السماح للمنظمات الإنسانية بالعمل».
ولفتا إلى الوضع الخاص لطريق (الكاستيلو) في حلب مضيفين أنه يجب احترام هذا الوضع الخاص من قبل جميع الأطراف لضمان ان تكون الأمم المتحدة قادرة وبكل أمان على تسليم الإغاثة التي تشتد الحاجة إليها للشعب السوري.
من جانب آخر اعربت الحكومة السورية أمس عن استعدادها للحوار مع الجهات الدولية المعنية لتنفيذ الاجراءات المتعلقة بالاوضاع الانسانية في سوريا من اجل ايصال المساعدات الانسانية الى محتاجيها.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين في بيان نقلته وكالة الانباء السورية»سانا» انه نظرا لتزايد التصريحات غير الدقيقة من جهات دولية حول ايصال المساعدات الى مدينة حلب فان الحكومة السورية تؤكد انها تقوم بواجباتها كاملة تجاه شعبها في كل انحاء سوريا وذلك بهدف تجاوز الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد .
وذكر المصدر ان الحكومة تفعل كل ما هو ضروري من اجل ايصال المساعدات الانسانية الى محتاجيها في اي مكان بسوريا مضيفا انها قامت بكل المطلوب منها لتسهيل وصول قافلة المساعدات الانسانية الى شرق حلب لكن ما زال هناك عرقلة لذلك بسبب استمرار الجماعات المسلحة في اطلاق النار على طرق مرور القوافل.
يذكر ان اتفاق وقف اطلاق النار في سوريا دخل حيز التنفيذ مع مساء اول ايام عيد الاضحى المبارك بهدف ايجاد ممرات آمنة لتقديم المساعدات الانسانية للمناطق المحاصرة.