
عواصم – «وكالات» : فيما طالبت جامعة الدول العربية أمس مجلس الأمن بضرورة التدخل العاجل لوقف الجرائم التي ترتكبها حكومة الاحتلال الاسرائيلي وكان آخرها اعدام ثلاثة فلسطينيين «بدم بارد» أمس الأول في مدينتي القدس والخليل، دعا رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون أمس إلى الدفاع عن النفس في مواجهة الإرهاب الإسرائيلي المتزامن مع الصمت الدولي «المخجل» على جرائم حكومة الاحتلال والاستيطان والإعدام الميداني على خلفية حالة الإعدام التي شهدتها مدينة الخليل لشاب فلسطيني.
وشدد رئيس المجلس سليم الزعنون في تصريح صحافي من مقر المجلس في العاصمة الأردنية عمان على ضرورة تصعيد النضال الشعبي ضد الاحتلال وعدوانه وجرائمه كحق طبيعي كفله ميثاق الأمم المتحدة وقرارات جمعيتها العامة وما ورد في اتفاقية مؤتمر لاهاي وغيرها من المواثيق والشرائع.
وطالب الزعنون المجتمع الدولي وشعوب العالم ومؤسسات حقوق الإنسان باحترام مواثيقها ومبادئها «وإعلاء صوتها والخروج عن صمتها الذي يشجع الاحتلال على جرائمه وتخليص الشعب الفلسطيني من الاحتلال والقهر وتوفير الحماية اللازمة له ومحاكمة مجرميه».
وناشد الاتحادات البرلمانية الإقليمية والدولية تحمل مسؤولياتها وإدانة واستنكار ما يمارسه الاحتلال من عدوان وإجرام منظم بحق شعب فلسطين الأعزل وتعرية وفضح زيف الديمقراطية الإسرائيلية وبرلمانها العنصري وشراكته الكاملة مع الاحتلال في جرائمه وعدوانه.
وكان طالب الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير سعيد ابوعلي في تصريح بضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي ومؤسساته المعنية في مقدمتها مجلس الأمن مسؤولياته «في وضع حد عاجل ونهائي لهذه الاعدامات الميدانية والممارسات والانتهاكات الجسيمة المخالفة للشرعية والقوانين الدولية».
وأكد ابوعلي ضرورة توفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني التي ترتبها خطورة الأوضاع والمسؤولية الدولية عن طريق وضع حد ونهاية للاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من حريته واستقلاله.
واشار الى ان «مواصلة سلطات الاحتلال الاسرائيلي لمسلسل التصعيد الممنهج لهذه الجرائم البشعة والقتل الذي يرتكبه الجيش الاسرائيلي وقطعان المستوطنين ضد الشعب الفلسطيني تأتي متزامنة مع الذكرى السنوية ال34 لمجزرة (صبرا وشاتيلا)».
وأوضح ان «هذا يؤكد أن الحكومة الاسرائيلية ماضية في سياسة التصعيد وتجاهل الجهود السياسية والدبلوماسية المبذولة والهادفة الى الخروج من حالة الجمود السياسي الراهن بسبب مواقف هذه الحكومة المتعنتة».
ولفت ابوعلي الى أن هذه الجرائم تأتي في وقت يتعرض الأسرى في زنازين الاحتلال لابشع صنوف القمع والتنكيل مشيرا الى ان الاسرى يواجهون من خلال اضرابهم المستمر منذ أيام عن الطعام القوانين الجديدة الجائرة وقرارات «المحاكم العنصرية المستهترة» بأبسط حقوق الانسان خاصة قرارها الأخير بالتغذية القسرية.
كما اشار الى ان مواصلة تنفيذ المخططات الاستيطانية «بصورة غير مسبوقة» الى جانب تصعيد الاعتقالات وهدم البيوت ونشر الحواجز العسكرية وارهاب المستوطنين ومختلف الممارسات الاستفزازية المستمرة منذ أكثر من سبعة عقود «تعكس استهتارا من الحكومة الاسرائيلية بالعالم ومؤسساته الدولية».
واعتبر ابوعلي ان التصعيد الممنهج للاعدامات الميدانية والقتل المتعمد ومواصلة الارهاب الاسرائيلي «رد حقيقي وواضح على أي مبادرة دولية تهدف الى الخروج من حالة الجمود السياسي».
يذكر ان جنود الاحتلال الاسرائيلي قتلوا أمس الشاب الفلسطيني حاتم عبد الحفيظ الشلودي (26 عاما) قرب مسجد جبل الرحمة وسط مدينة الخليل عقب مزاعم بمحاولته تنفيذ عملية طعن.
وباستشهاد الشاب الشلودي يرتفع عدد الشهداء منذ أمس الأول إلى أربعة شهداء حيث استشهد شاب أردني في منطقة باب العمود بالقدس المحتلة بذريعة محاولة طعن جندي في حين استشهد شاب اخر على مدخل مستوطنة كريات اربع شرق الخليل ولاحقا استشهد فتى قرب الحرم الابراهيمي بالخليل برصاص جنود الاحتلال الذين ادعوا انه حاول طعن احدهم.