فيما تواصلت أمس عملية فرز أصوات الناخبين الإيرانيين الذين أدلوا بأصواتهم في انتخابات البرلمان ومجلس الخبراء ، حظيت هذه الانتخابات باهتمام واسع على الساحة الكويتية والخليجية ، ترقبا لنتائجها التي قد تسفر عن برلمان إصلاحي يسهم في إزالة الخلافات القائمة بين إيران وجيرانها ، ويكرس لعلاقات أفضل قائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى ، ويمهد لاستعادة لحل الأزمات السياسية المعقدة في المنطقة ، ويساعد على استعادة الأمن والاستقرار بها .
في هذا الإطار شدد النائب عبد الله المعيوف علي ضرورة ان يعي الشعب الايراني ، ان استمرار تدخل حكومته في شؤون دول الجوار ، وإصراره على مساندة الحركات والتنظيمات الإرهابية ، يخل بأمن المنطقة واستقرارها وتنميتها ، منوها في الوقت ذاته الي ان الشعب الايراني غير راغب تماما في تصرفات قيادته السياسية الحالية ، وهناك كثير من المعارضين لنهج طهران في قيادة الارهاب والتأزيم في الشرق الاوسط وبعض دوول اسيا وافريقيا
وتمني المعيوف في تصريح خاص ل»الصباح» ان يعي الشعب الايراني المرحلة القادمة ، وأن تفرز انتخاباته المعتدلين من القيادات الايرانية ، كما صوت في السابق للمعتدلين الذين استطاعوا خلق نوع من التجانس والتفاهم والتعاون مع دول المنطقة
أضاف : كلنا نعيش في دائرة ومنطقة واحدة ، واذا تأثرت دولة فستتأثر بقية الدول الأخرى ، ولذلك فان المرحلة القادمة مهمة جدا وحساسة واستراتيجية بالنسبة لمن يحكم ايران في الايام القادمة ، ومن يدير العمل السياسي داخل طهران ، مشددا في ذات الوقت علي اهمية وجود حكومة ايرانية عاقلة متزنة تراي دول الجوار وخصوصيتها ولا تتدخل في الشؤون الداخلية لها
وقال ان النظام الايراني الحالي يسعي الي التصعيد دائما ، سيما في ظل الكثير من الحوادث الامنية في عدد من دول المنطقة ، سواء في اليمن والبحرين والكويت والسعودية ، والتي كان للنظام الايراني الحالي يد في حدوثها .
واوضح المعيوف ان النظام الايراني الحالي يدعم الارهاب ويؤوي الارهابيين ، مما يجعل المنطقة تعيش في عدم استقرار مستمر ، مشيرا الي تدخل طهران في سوريا ولبنان ، مشيرا إلى ان الفكر الايراني ينم علي رغبة في السيطرة علي دول المنطقة ، من خلال التأثير علي القرار السياسي في هذه الدول
بدوره اعتبر النائب حمود الحمدان ان الانتخابات الايرانية هي مجرد انتخابات صورية ، وانه لو كانت هناك انتخابات ايرانية حقيقية لاستطاع الشعب ان يفرز من يمثله حقيقة .
وكشف الحمدان في تصريح خاص ل «الصباح» ان ايران دولة لديها اجنحة متعددة ، كل منها يقوم علي مؤسسات بعضها ارهابي يتدخل في الدول الأخرى ، مشيرا الي انه لا يعول نهائيا علي الانتخابات الايرانية في اصلاح شيء ، ومؤكدا علي ضرورة ان تعود القيادة السياسية الايرانية الي رشدها وتنتبه الي الدول المجاورة لها ، وتنزع فتيل الحروب والتدخلات الخارجية في هذه البلدان ، حتي تحصل طهران علي الاطمئنان في المقابل من دول الخليج العربي الذين يعتبرون اقرب الناس اليها .
وحذر الحمدان من استمرار طهران على هذا المنوال ، حيث التدخل في سياسات وخصوصيات الدول الأخرى ، كما تفعل في العراق وسوريا ولبنان واليمن ، فضلا عن دعم الخلية الارهابية المعروفة اعلاميا بخلية العبدلي ، حيث دعمها بشكل مباشر من قبل ايران وحزب الله ، فان ذلك يعني ان العواقب لن تحمد عقباها ولن تكون سليمة في الايام القادمة .
من جهة أخرى تواصلت أمس عملية فرز أصوات الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في انتخابات البرلمان ومجلس الخبراء، وهي أول انتخابات تشهدها البلاد منذ إبرام الاتفاق النووي مع القوى الدولية ورفع العقوبات عنها.
وذكرت وكالة فرانس برس أن المتحدث باسم وزارة الداخلية الإيرانية ، أعلن أن نسبة الإقبال بلغت 58 في المئة.
ويبلغ عدد الناخبين الذين يحق لهم التصويت 55 مليون ناخب.
وكانت السلطات قد مددت فترة التصويت ثلاث مرات بسبب «الإقبال المرتفع على التصويت».
وذكر التلفزيون الرسمي الإيراني أن مراكز الاقتراع أغلقت متأخرة أكثر من خمس ساعات عن موعدها الأساسي.
ويأمل الإصلاحيون في زيادة نفوذهم في المؤسستين اللتين يسيطر عليهما المحافظون.
وقد تؤثر نتائج الانتخابات على حظوظ الرئيس حسن روحاني في إعادة انتخابه عام 2017.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا» عن الرئيس روحاني قوله إن «الانتخابات رمز للاستقلال السياسي للبلاد. بالتصويت، المواطنون يحددون مصير البلاد.. هناك تقارير تشير إلى نسبة إقبال كبيرة في الانتخابات».
وكان المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي قد دعا الإيرانيين إلى التصويت بكثافة في الانتخابات «لتخييب آمال الأعداء»، على حد تعبيره.
وقال عقب الإدلاء بصوته «من يحب إيران ويحرص على كرامتها وأمجادها وعظمتها عليه أن يدلي بصوته. لدى إيران أعداء، وعيونهم عليها... ويجب على الناس أن يتحلوا باليقظة ويصوتوا بأعين مفتوحة ويصوتوا بحكمة».
وجرت الانتخابات البرلمانية لاختيار 290 نائبا لمجلس الشورى «البرلمان» ، لفترة تمتد لأربع سنوات.
وبلغ عدد المرشحين المسجلين 12 ألفا، لكن مجلس صيانة الدستور، وهو هيئة ذات نفوذ مقربة من المرشد الأعلى، استبعد نحو نصف هذا العدد، ليصل عدد المرشحين إلى ستة آلاف مرشح.
ولم يسمح سوى لنحو 200 مرشح من المعتدلين للخضوع لعملية الفحص.
وصوت الناخبون لاختيار 88 مرشحا من رجال الدين لعضوية مجلس الخبراء ، والذي يمثل أعلى هيئة دينية في إيران، ويختار أهم مسؤول رسمي في البلاد، المرشد الأعلى.
وتمتد فترة المجلس لثماني سنوات، ولذلك سيكون له تأثير قوي وعلى مدى سنوات على السياسات الإيرانية.
ويبلغ خامنئي من العمر 76 عاما، ويعاني من متاعب صحية، ولذلك فمن المحتمل أن يختار مجلس الخبراء الجديد خلفا له .
ويقول مراسل بي بي سي في الخدمة الفارسية إن ملف الاقتصاد كان قضية رئيسية في هذه الانتخابات.
ويشير إلى أنه بعد رفع العقوبات الدولية على إيران وبدء عودة المستثمرين الأجانب إليها، فإن هناك آمالا كبيرة من أجل تحسين الحياة اليومية للمواطنين.
ويقول الإصلاحيون والمعتدلون إنهم يهدفون إلى جلب المزيد من الاستثمارات الأجنبية والتي من شأنها توفير وظائف للشباب، بحسب مراسلنا.
وتقل أعمار أكثر من نصف الإيرانيين عن 35 عاما، لكن البطالة بين الشباب بلغت 25 في المئة، وهو أعلى من المتوسط المحلي مرتين ونصف.
لكن المحافظين يقولون إن النمو الاقتصادي على الأرجح سيتحقق من خلال الإنتاج المحلي فيما يصفونه بـ»اقتصاد المقاومة» والذي يعتمد على المبادئ المثلى للثورة الإسلامية التي وقعت في إيران عام 1979.
ومن المتوقع الإعلان عن نتائج انتخابات مجلس الخبراء اليوم أو غدا ، لكن نتائج الانتخابات البرلمانية قد تستغرق وقتا أطول، وعلى الأرجح ستجرى جولة ثانية في أبريل المقبل ، إذ أن المرشحين يحتاجون إلى الحصول على 25 في المئة من الأصوات للفوز من الجولة الأولى.