الرياض- المنامة – «وكالات : سلمت المحكمة الجزائية المتخصصة بالرياض أمس لائحة التهم، المقدمة من هيئة الادعاء والتحقيق، لـ 32 متهما في قضايا تجسس لصالح المخابرات الإيرانية، جميعهم سعوديون، من منطقة القطيف «شرق السعودية» باستثناء اثنين، أحدهما إيراني والثاني أفغاني ، حيث تم توجيه التهم على دفعات، حسب الارتباط بينهم .
وتمثلت أبرز التهم التي تم توجيهها للمتهمين الـ 32 في : تكوين خلية تجسس بالتعاون والارتباط والتخابر مع عناصر من المخابرات الإيرانية، وتقديم معلومات في غاية السرية والخطورة في المجال العسكري ، وإفشاء سر من أسرار الدفاع، والسعي لارتكاب أعمال تخريبية ضد المصالح والمنشآت الاقتصادية والحيوية في البلاد، والإخلال بالأمن والطمأنينة العامة، وتفكيك وحدة المجتمع، وإشاعة الفوضى، وإثارة الفتنة الطائفية والمذهبية ، ومقابلة بعضهم للمرشد الأعلى في إيران «خامئني» بالتنسيق مع عناصر المخابرات الإيرانية، وتأييد المظاهرات وأعمال الشغب التي وقعت بالقطيف ، والعمل على تجنيد أشخاص يعملون في أجهزة الدولة بهدف التجسس والتخابر لصالح خدمة المخابرات الإيرانية، وإعدادهم وإرسالهم عدة تقارير مشفرة باستخدام برنامج تشفير إلى المخابرات الإيرانية عبر البريد الإلكتروني ، والقيام بأعمال عدائية ضد السعودية والخيانة العظمى لبلادهم وملكهم وأمانتهم ، وحيازتهم لكتب ومنشورات محظورة وأجهزة حواسيب، ما من شأنه المساس بالنظام العام، وبأمن السعودية.
وفي المنامة أعلن وزير الداخلية البحريني، الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة أمس ، عن بدء اتخاذ إجراءات للحد من «تدخلات» إيران التي تتهمها المنامة بدعم المعارضة ، وتشمل تلك الإجراءات مراقبة التبرعات ووضع ضوابط للسفر و»تنظيم» الشعائر الحسينية.
وتحدث الوزير في لقاء مع رجال دين وأعضاء في مجلس النواب والشورى ورؤساء تحرير صحف محلية وشخصيات، عن «حجم وخطورة التدخلات الإيرانية في الأمن الداخلي»، بحسب وكالة الأنباء الرسمية.
وأضاف: «باشرنا باتخاذ العديد من الإجراءات في مواجهة أخطار الإرهاب»، منها «تشكيل لجنة لمراقبة عمليات تداول الأموال وجمع التبرعات، وذلك في إطار مكافحة تمويل الإرهاب والإخلال بالأمن».
وتحدث الشيخ راشد عن «وضع ضوابط لسفر المواطنين من 14 إلى 18 عاما وسائر المواطنين المسافرين إلى الدول غير الآمنة».
وسبق للبحرين أن أعلنت توقيف «خلايا إرهابية» مرتبطة بإيران، مشيرة إلى أن عددا من أفرادها تلقوا تدريبات على يد الحرس الثوري الإيراني، أو سافروا إلى لبنان للتدرب على يد حزب الله الشيعي المدعوم من طهران.
وفي السياق الديني، شدد وزير الداخلية على ضرورة «حماية المنبر الديني من التطرف الديني والسياسي والتحريض»، و»ضبط محاولات تسييس الشعائر الحسينية وبث الفوضى والتحريض خروجا عن مضمونها، وهذا الأمر يتطلب تنظيمها من حيث تحديد أيامها وتوقيتها وأماكن خروجها وتحديد مسؤولية القائمين عليها، ونحن لن نسمح أن تستغل هذه المناسبة لإحداث الفوضى والإخلال بالنظام العام».
واندلعت في البحرين منذ العام 2011 احتجاجات قادتها المعارضة ضد حكم الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وتحولت تلك الاحتجاجات إلى أعمال شغب وعنف ضد الشرطة.
وأعلنت المنامة مرارا تفكيك خلايا «إرهابية» مرتبطة بإيران، منها ما حدث في الخامس من نوفمبر. وقال وزير الداخلية البحريني اليوم الأحد إن الموقوفين في هذا الملف بلغ «76 عنصرا».
وتابع: «لا نوجه أصابع الاتهام لأحد دون وجود الأدلة الدامغة على ذلك»، معتبرا أن إيران «حاولت استغلال أي تواجد لها في البحرين لتنفيذ أغراضها التوسعية».
وأعلنت البحرين قطع علاقاتها المتوترة أصلا مع إيران مطلع يناير الماضي، إثر خطوة مماثلة قامت بها السعودية ردا على تعرض مقار دبلوماسية لها في إيران لهجمات من محتجين على إعدام الرياض الشيخ الشيعي نمر النمر .