الرياض – «كونا» : أكدت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مجددا ، إدانتها الشديدة ورفضها القاطع للاعتداءات التي تعرضت لها سفارة السعودية في طهران وقنصليتها بمدينة مشهد الإيرانية ، مشددة على «وقوف دول المجلس صفا واحدا مع السعودية ، وتأييدها للقرارات والإجراءات التي اتخذتها لمحاربة الإرهاب بكل أشكاله وصوره ، وملاحقة مرتكبي الأعمال الإرهابية ومثيري الفتن وتقديمهم للقضاء» ، مشيدا بكفاءة السلطة القضائية في المملكة العربية السعودية واستقلالها ونزاهتها.
كما أعربت دول المجلس في بيان صحافي ، صادر عن الاجتماع الاستثنائي للمجلس الوزاري الخليجي الـ 42 الذي عقد بالرياض أمس، عن تأييدها الكامل للإجراءات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية، في مواجهة الاعتداءات «الإرهابية» على بعثاتها الدبلوماسية في إيران ، مؤكدة أنها ستتخذ المزيد من الإجراءات المناسبة للتصدي لهذه الاعتداءات.
وحملت دول المجلس ، السلطات الإيرانية المسؤولية الكاملة «عن هذه الأعمال الإرهابية وذلك بموجب التزامها باتفاقيتي فيينا لعامي 1961 و 1963 ، والقانون الدولي الذي تحتم على الدول مسؤولية حماية البعثات الدبلوماسية».
واستنكر المجلس «التدخلات الإيرانية السافرة في الشؤون الداخلية للمملكة العربية السعودية ، والذي جاء من خلال التصريحات الإيرانية العدائية والتحريضية بشأن تنفيذ المملكة للأحكام الشرعية الصادرة بحق عدد من الإرهابين» ، معتبرا تلك التصريحات «تحريضا مباشرا للاعتداء على البعثات الدبلوماسية للمملكة العربية السعودية».
وشدد المجلس الوزاري على أن «مثل هذه الأعمال لا تخدم السلم والأمن في المنطقة والعالم ، وتتنافى مع مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها ، وتؤدي إلى تأزيم المواقف وإشعال فتيل المزيد من الأزمات في المنطقة».
ورحب بالرفض القاطع الذي أبدته الدول العربية والإسلامية والصديقة ومجلس الأمن لهذه الاعتداءات ، داعيا كافة الدول والمجتمع الدولي بكل هيئاته ومنظماته الإقليمية والدولية ، إلى اتخاذ خطوات «جادة وفعالة لمنع حدوث مثل هذه الاعتداءات على البعثات الدبلوماسية لدى إيران».
ودان المجلس الوزاري «استمرار إيران في احتلال الجزر الثلاث التابعة للإمارات ، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى ، وبث الفتنة الطائفية ودعم التنظيمات الإرهابية المتطرفة وتدريبها وتمويلها ، وتحريضها على زعزعة الأمن والاستقرار في دول المجلس ، ومنها ما كشفته مملكة البحرين مؤخرا عن إحباط مخطط إرهابي لتنفيذ أعمال تفجيرية إرهابية ، والقبض على عناصر خلية إرهابية جديدة كانت تتلقى الدعم من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني».
واتفق المجلس الوزاري على «وضع آلية فعالة لمواجهة تلك التدخلات الإيرانية».
ودعا المجلس في بيانه المجتمع الدولي لاتخاذ التدابير اللازمة «لإلزام إيران باحترام مبدأ حسن الجوار قولا وعملا ووقف أنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة ، ووقف دعمها للإرهاب وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المجلس ودول المنطقة وعدم استخدام القوة أو التهديد بها».
وكان النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد ، قد شارك في أعمال الاجتماع الاستثنائي ال42 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي اختتم اعماله بالرياض.
في سياق متصل قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني :»خرجنا برؤية مشتركة ازاء الاعتداءات الايرانية ، وناقشنا بعمق الاعتداء الايراني والسياسات العدوانية في المنطقة» ، مشيرا إلى أن «الاعتداءات» الايرانية ترفضها جميع المواثيق والمعاهدات الدولية.
وشدد على أن منظمة التعاون والجامعة العربية ستأخذان «الموقف المناسب تجاه الاعتداء الايراني» ، لافتا إلى أن السعودية ومجلس التعاون نجحا في صياغة قرار في مجلس الامن ، «وننظر في اجراءات اضافية ضد ايران في حال استمرت في اعتداءاتها».
وقال إن «لإيران تاريخا حافلا في الاعتداء على السفارات والتدخل بشؤون دول الجوار ، وعلى ايران ان تختار بين منطق الدولة او الثورة.. الكرة في ملعب ايران وعليها ان تحدد طبيعة سياساتها ازاء دول الجوار».
وفيما يتعلق بالقضايا الاقليمية ، قال الجبير : «سنواصل العمل للتوصل الى حل للازمة السورية وفق جنيف 1 ، وملتزمون بمساعدة الحكومة الشرعية في اليمن حتى ارساء سلطتها الكاملة ، وايران تواصل دعم المليشيات الحوثية».
من جانبه قال الزياني إن «مجلس التعاون يدين الاعتداء الايراني ، ويحمل طهران المسؤولية» ، مضيفا كذلك أن «مجلس التعاون يدين التدخلات الايرانية السافرة بالشؤون السعودية» ، واضاف أن «المجلس الوزاري يؤكد ان الاعمال الايرانية تتنافى مع سياسة حسن الجوار، وأن دول مجلس التعاون تقف صفا واحدا مع السعودية ، والمجلس الوزاري يشيد باستقلالية القضاء السعودي. ولفت إلى أن «دول مجلس التعاون ستتخذ المزيد من الاجراءات للتصدي للاعتداءات الايرانية».
ودعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ اجراءات صارمة لمنع تكرار الحادث ، مضيفا «ونطالب بإعادة الجزر الاماراتية الثلاث التي تحتلها ايران ، ونطالب ايران بوقف التدخل في الشؤون الداخلية ورعاية الارهاب». وأكد أن موقف دول مجلس التعاون واضح «وهذا ما سنناقشه الأحد في القاهرة» ، في إشارة إلى اجتماع يعقد الأحد بالجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية ، لمناقشة الاعتداء على سفارة السعودية بطهران وقنصليتها بمدينة مشهد الايرانية.
وكانت السعودية أعلنت الأحد الماضي قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران ، في أعقاب الأعمال العدوانية التي قامت بها جموع من المتظاهرين ضد سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد ، واقتحام السفارة وممارسة التخريب وإضرام النيران فيها ، إضافة إلى إطلاق تصريحات رسمية إيرانية ضد تنفيذ أحكام بإعدام 47 مدانا بتهم «إرهابية» بالمملكة.