العدد 2261 Wednesday 09, September 2015
جريدة كويتية يومية سياسية شاملة مستقلة
الكويت أميراً وحكومة وشعباً سنت لها نهجاً إنسانياً التجنيد الإلزامي 12 شهراً لمن أتم 18 سنة حتى 35 زحف التحالف العربي إلى صنعاء رهن ساعات الأمير استقبل المحمد ولي العهد استقبل الدخيل بمناسبة تعيينه رئيساً لجهاز الرقابة المالية المبارك استقبل رئيس جهاز المراقبين الماليين «أراب آيدول» و«نجم الشعب» وصراع التأجيل والإلغاء شيرين تعود لـ «إنستغرام» بعد أزمة الصورة تقرير: فائض ميزانية الكويت لسنة 15/14 أسهم مجموعة الخرافي تعيد الحياة لمؤشرات البورصة «ديوان المحاسبة» يجري برنامجاً تدريبياً للمعينين الجدد اليمن: حشود عربية في مأرب استعداداً لمعركة تحرير صنعاء محمد بن سلمان: دم شهدائنا لن يذهب هدراً مصر: معركة «حق الشهيد» تحصد 29 قتيلاً من إرهابيي سيناء قطار الأزرق المنطلق يدهس لاوس الحشان : اللعب بالدوري السعودي كان من بين طموحاتي المحمد: لاعبو منتخبنا لديهم مستويات أفضل وثقتي بهم كبيرة السعودية : الإِبل تنتج فيروس كورونا علماء بريطانيون يعثرون على أكبر موقع أثري للعصر الحجري الحديث إليزابيث «ملكة ملوك بريطانيا» عاصرت 155 حاكما عربياً

الأولى

الكويت أميراً وحكومة وشعباً سنت لها نهجاً إنسانياً

اتخذت من الشراكة الدولية سبيلا ناجعاً لمساعدة الإنسان الذي كرمه الله بغض النظر عن دينه أو عرقه أو نشأته

كي مون يثمن استمرار دور سمو الأمير اللامحدود في قيادة الجهود الدولية لتخفيف معاناة ضحايا الأزمات أينما كان البشر يعانون حول العالم

استضافة الكويت ومتابعة تمويل 3 مؤتمرات عالمية للمانحين جعلت الأمم المتحدة أكثر تصميماً على إبراز امتنانها العميق لدور سموه الإنساني والقيادي

بقلم: الشيخ سلمان الحمود- وزير الإعلام ووزير الدولة لشئون الشباب
ود. مبشر رياض شيخ - الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالكويت

إن دولة الكويت، أميرا وحكومة وشعبا، سنت لها نهجا انسانيا أحب السلام، وسخرت له كافة إمكانياتها، وعملت من أجله منذ الوهلة الأولى لانضمامها لمنظمة الأمم المتحدة، واتخذت دولة الكويت من الشراكة الدولية سبيلا ناجعا لمساعدة الإنسان الذي كرمه الله سبحانه وتعالى بغض النظر عن دينه أو عرقه أو نشأته .
وانطلاقا من هذا المبدأ الإنساني الثابت والالتزام الأخلاقي بحماية الانسانية الذي اتخذه حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الأحمد الصباح حفظه الله ورعاه نبراسا لسياسة دولة الكويت الخارجية، تقيم منظمة الأمم المتحدة بحضور أمينها العام السيد بان كي مون احتفالا أمميا اليوم التاسع  من سبتمبر لعام 2014 احتفاءً بمنح سموه رعاه الله لقب (قائد للعمل الإنساني) وتقديراً لصفة الإنسان في شخص سموه حفظه الله، وعرفانا منها بدوره في قيادة الكويت حكومة وشعبا في تخفيف معاناة الأمم المتحدة ومساعدتها ودعمها في جمع التبرعات لإغاثة الشعب السوري الشقيق وتخفيف معاناة ضحايا الأزمة.
في هذا الاحتفال التاريخي الذي قلما تشهد له المنظمة الأممية مثيلا، يثني السيد بان كي مون على جهود حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت حفظه الله ورعاه، واصفاً ما قام به سموه رعاه الله بالأعمال الرائعة غير المألوفة والتي تجسد معاني الإخاء الإنساني السخي، وتضرب أروع الأمثلة بالقيادة الإنسانية لدولة الكويت التي تنهل من القيم الإنسانية المترسخة في وجدان أهل الكويت منذ القدم..
السيد بان كي مون يثمن كذلك استمرار دور سموه رعاه الله اللامحدود في قيادة الجهود العالمية لتخفيف معاناة ضحايا الأزمات ليس في سورية فحسب، بل أينما وجدت معاناة البشر حول العالم.
هذه الطبيعة الانسانية الكويتية الخيرة، التي كرسها حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت رعاه الله في مساعدة ضحايا الأزمة السورية عبر توجيه حكومة دولة الكويت  لاستضافة وتنظيم ومتابعة تمويل ثلاثة مؤتمرات عالمية لكبار المانحين أعوام (2013- 2014 - 2015)، ألهمت الأمم المتحدة بقيادة أمينها العام السيد بان كي مون وجعلت المنظمة الدولية أكثر تصميما على ابراز تقديرها وامتنانها العميق لدور سموه رعاه الله الانساني والقيادي الذي قام به استجابة للنداء الأممي في الأزمة السورية.
التوجيهات السامية لحضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت حفظه الله للحكومة والمنظمات الخيرية المعتمدة حكوميا برئاسة د. عبدالله المعتوق المبعوث الشخصي للأمين العام بان كي مون والمستشار بالديوان الأميري ، والذي يحظى بمكانة رفيعة في الأوساط العالمية، بالإضافة إلى جهود د. هلال الساير رئيس جمعية الهلال الأحمر الكويتي ، هذه التوجيهات كان ولاتزال لها بالغ الأثر في تخفيف معاناة الملايين من ضحايا الأزمة السورية التي دخلت عامها الخامس دون حل يلوح في الأفق، لاسيما أننا نشهد واقعا مؤلما تشير إليه إحصائيات الأمم المتحدة بسقوط أكثر من 250 ألف قتيل، وما يتجاوز المليون مصاب، وما لا يقل عن 12.2 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات انسانية بينهم 5.6 مليون طفل، مع دمار شامل للبنية التحتية في سوريا يعود بها إلى 40 عاما للوراء، فيما بات نصف الشعب السوري يقبع تحت خط الفقر، كما شرد النصف الآخر من الشعب السوري في عدة بلدان منها الأردن ولبنان وتركيا والعراق ومصر الأمر الذي أصبح يمثل عدم قدرتها على تلبية احتياجات هؤلاء اللاجئين من جميع النواحي ، لاسيما الصحية والتعليمية بالإضافة إلى معاناة هذه الدول من عجز في المواد الغذائية والمائية والكهربائية مما شكل ضغطا شديدا على هذه الدول.
أمام هذا الوضع الكارثي للشعب السوري ومعاناة لاجئيه، تمكنت دولة الكويت برعاية سامية من حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت حفظه الله ورعاه ومن خلال المؤتمرات الثلاثة لكبار المانحين من جمع 7.5 مليار دولار أمريكي كان نصيب دولة الكويت منها 3.1 مليار دولار وزعت منها 300 مليون دولار عام 2013، و 500 دولار عام 2014، و 500 مليون دولار أخرى عام 2015.
إن إنسانية حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت حفظه الله ورعاه لم تقتصر فقط على ضحايا الازمة السورية فحسب، بل إن أيادي دولة الكويت البيضاء قدمت تبرعات سخية عبر منظمات الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، أو عن طريق منظمات غير حكومية أو لجان خيرية ذات طابع اغاثي عالمي.
وتأتي هذه السياسات استجابة لتوجيهات سامية من سموه رعاه الله لنجدة العاجز وإغاثة المحتاج بغض النظر عن ديانته أو لونه أو عرقه أو معتقده السياسي.
ومن التبرعات الأخيرة التي أعلنتها دولة الكويت كانت ال 200 مليون دولار أمريكي لإعادة إعمار قطاع غزة بإشراف مباشر من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، ومثلها قدمت لإقامة مشاريع حيوية بجمهورية العراق، كما استشعرت دولة الكويت حاجة الشعب اليمني للمساعدة فقدمت 100 مليون دولار يتم توزيعها عن طريق منظمات كويتية غير حكومية، بالإضافة إلى مد يد العون والمساعدة الإنسانية للعديد من دول العالم ، من بينها تشاد والصومال والسودان والفلبين .  
إن المساعدات الكويتية المتنوعة لا تتوقف على مسألة الإغاثة العاجلة فحسب، بل تعمل دولة الكويت عبر الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية ببناء استراتيجيات تنموية على المدى الطويل من شأنها مساعدة الدول النامية على بناء قدراتها في مواجهة الأزمات والكوارث الطبيعية، وهو الأمر الذي منح الكويت تكريما مرادفا لتكريم حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت رعاه الله كقائد للعمل الإنساني، باعتبار الكويت مركزا عالميا للعمل الإنساني، مما مكنها من لعب دور أساسي في حل الأزمات ودعم الأمن والسلم الدوليين.
إن رؤية سموه رعاه الله الانسانية لدور دولة الكويت ترتكز أيضا على مبدأ التضامن الدولي مع ضحايا الأزمات والكوارث، ومن هذا المنظور، فإن دولة الكويت  لا تنشط فقط في مساعدة الدول الفقيرة، بل تعمل على مساعدة الدول الغنية التي ألمت بها الكوارث الطبيعية، وهو ما تجلى بشكل واضح في التبرع لليابان بخمسة ملايين برميل من النفط بقيمة سوقية بلغت 500 مليون دولار أمريكي، وذلك للمساعدة في جهود إعادة إعمار المناطق التي دمر جراء زلزال تسونامي عام 2011. كما تبرعت دولة الكويت ب 5 ملايين دولار لمحاربة فيروس الإيبولا الذي ضرب عدة دول في غرب أفريقيا عام 2014.
هذه الرؤية الإنسانية لدور دولة الكويت حكومة وشعبا على المسرح العالمي ليست وليدة اللحظة بل إن حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت حفظه الله ورعاه عمل على ترسيخ هذه الرسالة الانسانية منذ شغل سموه رعاه الله حقيبة الخارجية حيث تولى تنفيذها الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، الذي استفاد من قروضه الميسرة نحو 104 دولة حول العالم، فضلا عن المبادرات السامية التي قادها حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت رعاه الله بنفسه من أجل رفع مستوى معيشة الشعوب والحفاظ على كرامتها.
وفي مجال محاربة الفقر ورفع مستوى معيشة الشعوب العربية، قدمت دولة الكويت بقيادة سموه رعاه الله خلال القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية الأولى، التي عقدت بدولة الكويت يناير 2009 ، مبادرة تنموية بقيمة ملياري دولار أمريكيٍ قدمت منها 500 مليون دولار بهدف توفير الموارد المالية اللازمة لتمويل ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة للشباب العربي.
كما امتدت أن هذه المساهمات السامية لسموه رعاه الله للشعوب الآسيوية، فقد  قدمت خلال مؤتمر الحوار الآسيوي الذي عقد في الكويت في نوفمبر 2012 مبادرة مالية تهدف إلى حشد موارد مالية بمقدار ملياري دولار أمريكي في برنامج يعمل على تمويل مشاريع انمائية في الدول الآسيوية غير العربية، وكان تبرع الكويت من هذا المبلغ 300 مليون دولار أمريكي من رأسمال هذا البرنامج.
أفريقيا بدورها حضرت بقوة على الأجندة الانسانية والتنموية الكويتية من خلال استضافة دولة الكويت القمة العربية الإفريقية الثالثة في شهر نوفمبر 2013، حين قدم سموه رعاه الله مبادرة تمنح بموجبها الدول الإفريقية قروضا ميسرة على مدى 5 سنوات بقيمة مليار دولار أمريكي، بالإضافة إلى مليار دولار آخر كاستثمارات في البنية التحتية بالتعاون مع البنك الدولي ومؤسسات عالمية أخرى.
ونحن نحتفل اليوم بذكرى التكريم الأممي لحضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت كقائد للعمل الإنساني، نستذكر معا حجم التحديات الهائلة التي تواجه المجتمع الدولي من أزمات وكوارث طبيعية جعلت أكثر من 100 مليون انسان بحاجة ماسة الى مساعدات انسانية عاجلة، بالإضافة إلى وجود ما لا يقل عن 60 مليون إنسان هجروا قصرا من ديارهم ، في ظاهرة مثلت أكبر هجرة قسرية يواجهها العالم منذ الحرب العالمية الثانية التي انتهت قبل 70 عاما.
إن ما يحدث اليوم في سوريا وعلى الرغم من انقضاء 8 أشهر من السنة الخامسة وهي عمر الأزمة إلا أن خطة الاستجابة لإغاثة سوريا ما زالت ممولة بأقل من الثلث، وفي العراق أيضا اضطرت الأمم المتحدة للحد من عدد الخدمات الجارية هناك في قطاعي الصحة والتعليم وقطاعات أخرى، مما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على ملايين الأشخاص المتضررين هناك.
أمام تفاقم المآسي الإنسانية حول العالم، فإن الناس يزدادون جوعا، والكثير من الأطفال سوف يفقدون فرصة التعليم، وسيتزايد عدد القتلى من المدنيين في حال لم تتضافر جهود المجتمع الدولي لإنقاذهم مما يعانونه من أزمات وكوارث.
الأمم المتحدة كمنظمة إنسانية بالدرجة الأولى توجه دعوة نبيلة لكل قادة دول العالم للاقتداء  بدور وجهود حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه كقائد للعمل الإنساني، ودولة الكويت وشعبها الكريم في تقديم المساعدات الإنسانية لإنقاذ أرواح مئات الآلاف والملايين من البشر المنتظرين تلك المساعدات.
و بمناسبة الذكرى الأولى لتكريم حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت حفظه الله ورعاه، اعرب السيد بان كي مون عن اعتزازه بجهود سموه رعاه الله كقائد انساني عالمي، في الوقت المعاناة المستمرة للشعب السوري واليمني وباقي الشعوب حول العالم التي طال أمدها. وأمام هذه الأزمات الانسانية المستمرة، يشدد الأمين العام للأمم المتحدة على المسؤولية الجماعية في الحفاظ على الروح البشرية وكرامة الانسان أكثر من أي وقت مضى، مؤكدا أيضا  استمراره في الاعتماد على حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت حفظه الله ورعاه وباقي قادة دول العالم في الحفاظ على استمرارية دعم الجهود الانسانية التي سيعمد بشكل رئيسي على العمل مع دولة الكويت في الحفاظ على دعم السلام والتنمية المستدامة ورفاه البشرية حول العالم .
 

اضافة تعليق

الاسم

البريد الالكتروني

التعليق