
«كونا» : أكد سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد أن المواطنة الحقيقية تقاس بما يقدم للوطن من عطاء وإخلاص وولاء وتضحية وفداء ، موضحا أن الانتماء للوطن ليس شعارا يُتغنى به ، بل هو عمل وتفانٍ للحفاظ على أمنه واستقراره ورفع شأنه.
وقال سموه في كلمة وجها سموه أمس بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك : «اننا نؤمن بان الكويت لجميع أبنائها وليست لفئة دون اخرى فالكل يعيش على ارضها وينتمى لهويتها» ، داعيا إلى
«أن نتذكر ما ينعم به وطننا العزيز من نهج ديمقراطي متجذر وثابت ، توارثه اهل الكويت يملك فيه الجميع حرية التعبير ، وأن نفخر بدستورنا الذي ارتضيناه والذي هو محل اعتزازنا» .
وخاطب سموه إخوانه وأبناءه المواطنين بقوله : «لقد سطرتم أبهى صور الولاء والوفاء لوطنكم ، بما تحليتم به من روح وطنية عالية ، وما أبرزتموه من حرص على تعزيز الوحدة الوطنية ، وما أبديتموه من مظاهر التعاطف والتراحم ، إزاء حادث التفجير الارهابي الآثم على مسجد الامام الصادق ، والذي اسفر عن استشهاد العشرات واصابة المئات ، وأثبتم بجلاء صلابة المجتمع الكويتي ووحدته في مواجهة العنف والفكر التكفيري المتطرف ، وتكاتفه في السراء والضراء . ولقد أفشلتم عبر هذه المواقف الوطنية السامية ما كان يرمي اليه مدبرو ومنفذو هذه الجريمة النكراء ، من محاولات يائسة وسلوك شيطاني مشين لاشعال الفتنة واثارة النعرات وشق وحدة المجتمع الكويتي ، فردوا على أعقابهم خاسئين مدحورين ، لتنتصر الكويت وتبقى وحدة وتماسك أبنائها عصية على كل من يحاول النيل منها» .
ووجه صاحب السمو «تحية اجلال واشادة وتقدير لرجال الأمن في وزارة الداخلية ، على ما بذلوه من عمل دؤوب وجهود مخلصة ، اتسمت بالشجاعة والكفاءة والتفاني وأسهمت في سرعة التوصل الى مرتكبي هذه الجريمة الشنيعة ، والحفاظ على أمن الوطن واستقراره» .. كما ثمن سموه جهود العاملين في وزارة الصحة والادارة العامة اللاطفاء ورجال القوات المسلحة والجهات الحكومية الأخرى ، إثر هذا الحادث المؤلم.
وقال سموه أيضا : «اننا نتابع ونشاهد تنامي ظاهرة الارهاب واتساع رقعته بمختلف اشكاله وصوره ، في السنوات الاخيرة ، واشتداد ضراوته وعنفه ، فقد اصبح يهدد امن الدول استقرارها ، مما يحتم على المجتمع الدولي بأسره ، تكريس كافة طاقاته للتصدي له والقضاء عليه وتجفيف منابعه ، لتنعم الدول والشعوب بالامن والسلام ، كما ان عليه ايضا تعزيز جهوده للحد من انتشار ظاهرة الاحتقان الطائفي البغيض ، ومنع اتساع رقعته لما يشكله من تهديد لكيان الامم وتفتيت لوحدتها» .
ولفت سمو الأمير أيضا إلى أن طبيعة الظروف والاوضاع الحرجة التي تمر بها المنطقة ، تستوجب اخذ الحيطة والحذر واستنباط الدروس والعبر ، لتلافي تداعياتها ومخاطرها التي لسنا بمنأي عنها ، لحماية وطننا ، والحفاظ على امنه واستقراره وتجنيبه المخاطر ، مؤكدا أن ذلك «لن يكون ذلك الا بمزيد من تعزيز جبهتنا الداخلية وبالتكاتف والتلاحم والوقوف في وجه كل من يحاول المس بوحدتنا الوطنية ، التى هي السياج الحامي والحافظ بعد الله تعالى لوطننا العزيز ، وعلينا تعزيز الترابط بين كافة افراد المجتمع والحفاظ على الروح الكويتية المعهودة ، فالكويت كانت وستظل بإذن الله تعالى مثالا للتراحم والتكافل والنهج السمح ، الذي سار عليه آباؤنا منذ القدم وورثوه لنا ، رغم ما مروا به من شظف العيش وقسوة الطبيعة» .
وقال سموه : «يمر علينا شهر رمضان المبارك منذ سنوات عديدة ، وعالمنا الإسلامي يواجه ظروفا عصيبة ومصائب جمة وتحديات سياسية وأمنية خطيرة ، امتزجت معها الفتن وتعددت فيها الخطوب والمحن وكثر فيها دعاة الباطل والتكفير والبدع ، احتار العقل فيها وعجز معها التأمل وليس لنا أمام ذلك سوى التضرع إلى الباري تعالى واللجوء إليه ، بأن يجمع كلمة المسلمين ويوحد صفوفهم ومقاصدهم ويلهمهم الرشد والصواب، ويشيع بينهم التآزر والتكاتف لدرء هذه المخاطر ومواجهة هذه المصائب والتحديات» .
أضاف : «إننا ونحن في هذا الشهر الفضيل شهر الجود والاحسان علينا ان نتذكر ما تعانيه العديد من دولنا العربية الشقيقة ، من ويلات الصراعات والحروب وفقدان الامن والامان وما نتج عن ذلك من مآسٍ انسانية تدمي القلوب ، أدت الى تجويع شعوبها وتشريد مواطنيها داخل وخارج اوطانهم ، وعهدنا بكم اهلنا في الكويت ممن جبلوا على حب الخير والبر والاحسان منذ القدم ، أنكم سباقون في مد يد العون حيث سجلتهم دورا متميزا في هذا المجال» .
وأشاد سموه بالشباب الكويتي ، واصفا إياهم بأنهم «الثروة الحقيقية لوطننا العزيز ويحظون دوما لدينا بما يستحقونه من عناية واهتمام ، فهم عماد الوطن وعدته وامله ومستقبله وعلينا تحصينهم من الافكار الضالة والسلوك المنحرف ، والعمل على تمسكهم بديننا الاسلامي الحنيف الداعي الى الوسطية والاعتدال ، وتعزيز قيم الانتماء لوطنهم كما ان علينا استثمار طاقاتهم وصقل مواهبهم وتحفيزهم على الجد والعطاء.