
دعا سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد دول العالم الإسلامي إلى «وقفة جادة للنظر في الاحتقان الطائفي الذي بات يعصف بكيان أمتنا ويفتتها ، مؤكدا أن «هذه العصبية هي الأخطر على وجود الأمة ، فجميعنا نجتمع تحت لواء التوحيد ، وفي ظل أحكام كتاب واحد هو كتاب الله سبحانه وتعالى ، مهتدين بهدي رسولنا الكريم محمد صلي الله عليه وسلم» .
وقال سموه في الكلمة التي افتتح بها أعمال الدورة الـ 42 للمجلس
الوزاري لمنظمة التعاون الاسلامي ، التي تستضيفها الكويت على مدى يومين برعاية وحضور سموه : إنه
«يجب علينا أن ننطلق من تلك الحقائق لنتعاضد ونواجه التحديات الجسام التي يواجهها عالمنا الإسلامي ، فجميعنا خاسرون في هذه المواجهة والمنتصر هو من يريد أن يؤجج هذا الصراع المدمر لأهدافه الخاصة ونفوذه ، ويخطط لتشويه الإسلام وإضعافه» .
وجدد سمو الأمير إدانة واستنكار دولة الكويت الشديدين لحادث التفجير الإرهابي المروع الذي وقع في أحد مساجد القطيف في المملكة العربية السعودية الشقيقة ، وما أسفر عنه من سقوط العشرات من الضحايا والمصابين ، داعيا المولى تعالى أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته ، ويمن على المصابين بسرعة الشفاء والعافية ، ومؤكدا «وقوف دولة الكويت إلى جانب المملكة وتأييدها لكافة ما تتخذه من إجراءات لمواجهة هذه الجرائم الإرهابية ، للحفاظ على أمنها» .
أضاف : «ينعقد اجتماعكم اليوم في ظل استمرار تحديات وظروف سياسية وأمنية بالغة الدقة، يواجهها العالم بشكل عام ومحيطنا الإسلامي بشكل خاص ، ينبغي علينا أن نعمل سويا لمواجهتها . ولعل ما يواجهه عالمنا الإسلامي من محاولات بعض التنظيمات الإرهابية ، من رسم صورة لا تعكس حقيقة الإسلام ، متخذين فيها من الإسلام اسما ، والقتل والدمار وسيلة ، والإرهاب منهجا ، وترويع الآمنين أسلوبا ، حتى أضحت صورة المجتمع الإسلامي والفرد المسلم مرتبطة بتلك الأعمال الإجراميةالدنيئة» .
وقال صاحب السمو : «إننا كدول إسلامية تقع على عاتقنا مسئولية كبيرة لتصحيح هذه الصورة المشوهة ، وتعريف العالم بحقيقة ديننا الإسلامي الحنيف وقيمه الإنسانية السامية ، كما أننا مطالبون بتكثيف جهودنا مع العالم للتصدي لظاهرة الإرهاب التي تمارسها تلك المنظمات الإرهابية والتي هددت أمن دولنا واستقرارنا لنحقق تطلعات شعوبنا المنشودة» .
وشدد سموه على ضرورة مضاعفة الجهود لوضع حد للصراعات والنزاعات التي تشهدها بعض دولنا الإسلامية ، والتي يعاني منها العديد من دولنا ، «فحول الوضع في العراق فإننا نتابع بقلق بالغ تطورات الأوضاع الأمنية المؤسفة ، ومحاولات ما يسمي بتنظيم داعش الإرهابي لتقويض أمنه واستقراره ، ونؤكد وقوفنا مع الأشقاء في العراق في الحفاظ على أمنهم واستقرارهم ، وسيادة ووحدة أراضيهم ودعمنا للتحالف الدولي في مواجهة الهجمات الإرهابية التي يتعرض لها العراق ، كما نؤكد دعمنا للحكومة العراقية برئاسة الدكتور حيدر العبادي في سعيها لإتمام برنامج المصالحة الوطنية ، بما يحقق صلابة الجبهة الداخلية وتعزيز الوحدة الوطنية لأبناء الشعب العراقي الشقيق» ..
أما في الشأن الفلسطيني فلا تزال الجهود متعثرة والانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى متكررة ، والاستمرار في بناء المستوطنات مستمر ومعاناة أشقائنا متزايدة الأمر الذي نجدد الدعوة للمجتمع الدولي ، ولاسيما مجلس الأمن لحمل إسرائيل على القبول بالسلام وإقامة الدولة الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.معه
كما أن الكارثة الإنسانية في سوريا لم تنجح معها الجهود وعلى كافة المستويات لإنهائها ، رغم مرور خمس سنوات ازدادت معها أعداد القتلى والجرحى واللاجئين . لقد استضافت بلادي الكويت ثلاث مؤتمرات دولية للمانحين للمساعدة في سد الاحتياجات الإنسانية للأشقاء ، مساهمة منها في تخفيف آلامهم ونؤكد هنا مجددا أن حل هذه المسألة لن يكون إلا بالطرق السلمية بعيدا عن الآلةالعسكرية.
وأوضخ سموه أنه في الشأن اليمني «فقد جاءت عمليات التحالف العسكرية ضد المليشيات الحوثية ، بعد أن هددت أمننا واستقرارنا ، واستولت على السلطة بالقوة العسكرية ، ونقضت تعهداتها بموجب المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ، الأمر الذي استوجب إتخاذ إجراء يحفظ أمن دولنا وإستقرار منطقتنا ، وذلك إلتزاما منا بتعهداتنا واتفاقياتنا ، واستجابة لطلب فخامة الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي.
وحول البرنامج النووي الإيراني ، ففي الوقت الذي رحبنا فيه بالاتفاق الإطاري الذي تم بين مجموعة 5+1 من جهة ، وإيران من جهة أخرى ، الذي نأمل أن تستكمل الإجراءات بالتوقيع النهائي في نهاية شهر يونيو المقبل ، نجدد الدعوة للجارة إيران بالتعاون مع المجتمع الدولي ، والتجاوب مع جهود دول المنطقة في بناء علاقات حسن جوار ، وعدم التدخل في الشئون الداخلية والتعاون لصيانة أمن واستقرار المنطقة» .