
الرياض – عدن – «وكالات» : واصلت قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «عاصفة الحزم» قصفها الجوي أمس الاثنين ، على مواقع الحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء ، كما قصفت رتلا للحوثيين، فيما قصف الحوثيون مدينة الضالع بالدبابات، كما تحاول فيه ميليشا صالح التقدم إلى شرقي عدن.
وكان العميد الركن أحمد عسيري، المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن مستشار مكتب وزير الدفاع السعودي، أكد أن العمليات الجوية في اليمن ستتواصل إلى أن يتمكن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من العودة لحكم البلاد.
وقال إن التحالف سيحدد الظروف الضرورية التي تتيح للرئيس
وحكومته إدارة البلاد. وأضاف أن التحالف سيواصل عملياته حتى تصبح الظروف مواتية لإعادة سيطرة الجيش على مقاليد البلاد.
واستهدفت غارات «عاصفة الحزم» الأحد الصواريخ البالستية، ووسائل الدفاعات الجوية، ومخازن الذخيرة والإمداد والتموين وحركة القوات، وتجمعات الميليشيات الحوثية على الحدود مع السعودية.
وأعلنت قوات التحالف أن القصف المدفعي مستمر على تجمعات الحوثيين شمال اليمن.
من جهة أخرى تمكنت قوات عسكرية موالية للرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح ومسلحو جماعة الحوثي.
أمس من اقتحام مدينة الضالع، جنوبي اليمن، بينما شهدت مدينة عدن منذ ساعات الصباح الأولى اشتباكات متقطعة بين تلك القوات وقوات أخرى موالية للرئيس عبد ربه منصور هادي.
وقالت مصادر أمنية وشهود إن قوات اللواء 33 -مدرع التابعة للرئيس المخلوع ومن معها من مسلحين حوثيين، تمكنت من دخول مدينة الضالع، بعد ستة أيام من المواجهات العنيفة مع مسلحي المقاومة الشعبية التابعة للحراك الجنوبي «المطالب بالانفصال» تخللها قصف مدفعي عنيف طال الأحياء السكنية بالمدينة والقرى المجاورة.
وشوهد مسلحو الحوثي يتوغلون في شوارع الضالع التي لا تزال تشهد مواجهات عنيفة ، حيث تتحدث مصادر أمنية عن «حرب شوارع» في عدد من أحياء المدينة.
وقال مراسل الجزيرة بالضالع وليد الخطيب إن المدينة تشهد قتالا متواصلا تسبب في سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، ودمار هائل. وأشار إلى أن مسلحي الحوثي والقناصة التابعين لهم يقصفون السكان، واستهدفوا أيضا سيارة إسعاف.
يُذكر أن قوات اللواء 33- مدرع ومسلحي الحوثي يحاولون منذ الثلاثاء الماضي دخول الضالع، لكنهم قوبلوا بمقاومة عنيفة أوقفت تقدمهم باتجاه المدينة، غير أن القصف المدفعي لم يتوقف، وهو ما زادت وتيرته يومي السبت والأحد وصباح أمس .
ونشر الحوثيون أمس الأول دبابات وآليات عسكرية بمناطق سكنية بالضالع، وحولوا بعض المدارس لثكنات عسكرية تجنبا لاستهدافها من قبل طائرات التحالف الذي تقوده السعودية ضمن عملية عاصفة الحزم.
وتكمن أهمية الضالع، في أنها تعتبر أهم بوابة للدخول إلى المحافظات الجنوبية، وكانت المدينة الأكثر نشاطاً خلال الفترة الماضية وخاصة ما يسمى «الحراك الجنوبي» المطالب بانفصال الجنوب.
وذكرت مصادر في طرفي الصراع إن مقاتلي الحوثي تقدموا صوب الضواحي الشمالية الشرقية من عدن وسط اشتباكات عنيفة مع موالين للرئيس هادي.
وقال مقاتلون موالون لهادي إن منطقة العلم القريبة من مطار عدن قصفت بالمدفعية ونيران الصواريخ بعدما تقدم الحوثيون على طريق ساحلي مطل على بحر العرب ، وقد انتشرت آليات عسكرية تابعة للطرفين بشوارع عدن، وسط سماع أصوات قصف في أكثر من منطقة سكنية.
وأسفرت الاشتباكات بين الطرفين في عدن أمس الأول الأحد عن مقتل 12 حوثيا وأربعة مسلحين من المقاومة الشعبية، إضافة إلى مقتل ما لا يقل عن سبعة مدنيين.
وأكد أنصار هادي أمس أنهم استعادوا السيطرة على المطار الدولي الذي تداول طرفا الصراع السيطرة عليه عدة مرات بالأيام الخمسة الأخيرة.
وفي تطورات أخرى، انسحب المسلحون الحوثيون من قانية جنوب مأرب بعد مقاومة القبائل.
في غضون ذلك أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إن عملية عاصفة الحزم ستساهم في دعم السلم والأمن في المنطقة والعالم.
وشكر خادم الحرمين خلال ترؤسه الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء، أمس الاثنين، الدول المشاركة في عملية عاصفة الحزم، والدول الداعمة والمؤيدة في جميع أنحاء العالم لهذه العملية.
وأكد على أن المملكة تفتح أبوابها لجميع الأطياف السياسية اليمنية الراغبة في المحافظة على أمن اليمن واستقراره ، للاجتماع تحت مظلة مجلس التعاون في إطار التمسك بالشرعية ورفض الانقلاب عليها ، وبما يكفل عودة الدولة لبسط سلطتها على كافة الأراضي اليمنية وإعادة الأسلحة إلى الدولة وعدم تهديد أمن الدول المجاورة .
من ناحية أخرى أكد مدير مكتب الرئاسة اليمنية محمد علي مارم أن الرئيس عبدربه منصور هادي سيعود لليمن خلال أيام، وأوضح مارم في تصريح له أن المقر الذي يقيم فيه هادي بعدن تم تخريبه، في حين تعمل السلطات هناك على تهيئته وإصلاحه من جديد.
وأشار مدير مكتب الرئاسة اليمنية إلى أنه حينما تنتهي أعمال التهيئة سوف يتم التواصل مع الرئيس من أجل العودة وذلك خلال يومين أو ثلاثة أيام.
وفي وقت سابق، أعلن وزير الخارجية اليمني أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي غادر القمة العربية في مصر إلى السعودية، السبت، لكنه لن يعود إلى عدن «الآن».
وقال وزير الخارجية، رياض ياسين، إن هادي غادر إلى الرياض مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز.