الرياض – الدوحة – «وكالات» : شهدت الساعات القليلة الماضية تسارعا واضحا في الخطوات الهادفة إلى تطويق الأزمة السياسية القائمة حاليا ، بين كل من السعودية والإمارات والبحرين من ناحية ، وقطر من ناحية أخرى .
فقد وصل إلى العاصمة القطرية الدوحة ، أمس الأربعاء ، وفد سعودي يضم وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، ورئيس الاستخبارات العامة خالد بن بندر بن عبدالعزيز، ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز في زيارة أخوية قصيرة لدولة قطر.
ونقلاً عن وكالة الأنباء السعودية «واس»، فقد كان في استقبال الوفد السعودي رئيس الديوان الأميري بدولة قطر الشيخ عبدالله بن حمد آل ثاني، ورئيس مجلس الوزراء عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، ووزير الداخلية بدولة قطر.
وذكرت وكالة الانباء القطرية أن سمو امير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بحث مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ورئيس الاستخبارات العامة الامير خالد بن بندر بن عبدالعزيز ووزير الداخلية الامير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك.
وأوضحت الوكالة انه تم خلال اللقاء استعراض آفاق العلاقات الاخوية بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتطويرها اضافة الى بحث مسيرة العمل الخليجي المشترك ، مشيرة إلى أنه تم كذلك انه تم بحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك لاسيما آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية.
وقالت ان الوفد السعودي نقل في بداية الاجتماع تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية وولي عهده رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز ، وتمنياتهما الى امير دولة قطر بموفور الصحة والسعادة وللشعب القطري الشقيق دوام التقدم الازدهار.
ومن جانبه حمل الشيخ تميم الوفد السعودي تحياته لخادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي العهد ، وتمنياته لهما بموفور الصحة والعافية ، ولشعب المملكة العربية السعودية الشقيق المزيد من التقدم والنماء.
واقام امير دولة قطر عقب اللقاء الذي حضره رئيس الديوان الاميري الشيخ عبدالله بن حمد ورئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة وعدد من الوزراء ، مأدبة غداء تكريما للوفد السعودي .
وأكدت مصادر دبلوماسية خليجية أن لقاء الوفد السعودي بالمسؤولين القطريين أمس سيكون حاسما إلى حد كبير في تقرير مصير المصالحة المأمولة بين الجانبين ، مشيرة إلى أنه مكلف بنقل رسالة من قيادة المملكة إلى القيادة القطرية ، لتحديد المواقف بشكل قاطع تجاه النقاط التي تضمنها اتفاق الرياض بين دول بين دول مجلس التعاون الخليجي ، والذي تم توقيعه في العاصمة السعودية قبل عدة أشهر .
وذكرت المصادر أنه برغم حساسية الوضع الحالي ودقته ، فإن مساحة التفاؤل أكبر من مساحة التشاؤم ، لافتة إلى أن هناك بوادر عديدة ترجح كفة التفاؤل وتغلب احتمالات التوصل إلى توافق نهائي حول القضايا المختلف عليها ، بما يمهد لعودة سفراء السعودية والإمارات والبحرين إلى الدوحة في وقت قريب ، وألمحت كذلك إلى أن القيادة القطرية أبدت مرونة أكبر خلال الفترة الأخيرة تجاه معظم بنود اتفاق الرياض .
من جهة أخرى أكد الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني ان وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي «يتداولون حاليا» المحضر النهائي الذي رفع من قبل اللجنة الفنية المشتركة لتنفيذ «اتفاق الرياض» الخاص بحسم الخلافات مع قطر.
واكد الزياني في تصريح للصحافيين ، عقب افتتاحه أمس ورشة عمل بعنوان «بناء المجتمع والمبادرات الشبابية» التي نظمتها الامانة العامة لمجلس التعاون ، ان العملية مستمرة فيما يخص ملف قطر وخطوات تنفيذ اتفاق الرياض.
وقال ان وزراء خارجية دول التعاون سيعقدون اجتماعهم الاعتيادي السبت المقبل في جدة ، موضحا ان الاجتماع سيبحث عددا من الموضوعات المتعلقة بمسيرة العمل الخليجي المشترك ومتابعة تنفيذ ما تم حيال قرارات المجلس الاعلى في قمة الكويت ، اضافة الى الوضع الراهن في المنطقة والمبادرة اليمنية.
وعن تقييمه للإجراءات المتخذة خليجيا لمواجهة تهديدات تنظيم الدولة الاسلامية «داعش» قال الزياني «ان التنسيق الشرطي بين دول مجلس التعاون الخليجي منظم ودائم» ، وان التنسيق بين الأجهزة الامنية الخليجية مستمر.
وفيما يتعلق بتطورات الأوضاع على الساحة اليمنية ، أعرب الزياني عن امله في ان تعود جميع الاطراف السياسية في اليمن الى الحوار الوطني وتنفيذ نتائجه ، مضيفا ان اليمن يصنع نموذجا دوليا في كيفية التعامل مع الازمات.