
غزة – عواصم – «وكالات» : قتل 10 فلسطينيين على الأقل، وأصيب أكثر من 30 آخرين بجروح أمس ، في غارة إسرائيلية استهدفت مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» في رفح جنوب قطاع غزة، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة.
وقال المتحدث باسم الوزارة ، أشرف القدرة «قتل 10 فلسطينيين برفح بعد قصف إسرائيلي على مدرسة ذكور رفح الإعدادية التابعة لـ «الأونروا»، والتي فيها مئات النازحين في رفح، ليرتفع عدد القتلى إلى 44 قتيلاً.
وهذه المرة الثالثة في غضون عشرة أيام التي تقوم بها إسرائيل بقصف مدرسة تابعة للأونروا ، تؤوي مئات النازحين الفلسطينيين الذين فروا بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع.
من جانبها ألقت الطائرات الإسرائيلية منشورات تحريضية ضد الفصائل الفلسطينية ، تحديدا حركة حماس على مناطق شمال قطاع غزة.
وكتب على المنشورات أن كل أفراد حركة حماس وباقي التنظيمات الإرهابية غير آمنين.
وكان الناطق باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، أعلن أن حصيلة قتلى أمس الأحد في الغارات الإسرائيلية على القطاع ارتفعت إلى 34 فلسطينيا.
وبدأ الجيش الإسرائيلي أمس أيضا سحب بعض قواته البرية من قطاع غزة، وإعادة نشر قوات أخرى، بينما أكد متحدث أن العملية العسكرية مازالت جارية.
وقال بيتر ليرنير «نحن نسحب بعض «القوات»، ونعيد نشر أخرى في قطاع غزة، ونتخذ مواقع أخرى»، مؤكدا أن «العملية مستمرة».
وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جندي اعتبر مفقودا منذ الجمعة فيما كان يشارك في القتال في قطاع غزة، لترتفع بذلك خسائر الجيش الإسرائيلي إلى 64 جنديا منذ بدء هجومه على القطاع.
وبذا يصبح عدد الاسرائيليين الذين قتلوا منذ انطلاق العملية العسكرية الحالية 66 شخصا كلهم من العسكريين عدا قتيلين اثنين، بينما تقول وزارة الصحة الفلسطينية إن عدد القتلى في الجانب الفلسطيني بلغ 1740 قتيلا وبلغ عدد الجرحى 9080.
وحذرت الامم المتحدة بأن «كارثة انسانية كبيرة» تعتمل في غزة، فيما تواجه الخدمات الصحية خطر الانهيار.
وكان قصف اسرائيل لملجأ تابع للامم المتحدة في جباليا الاسبوع الماضي، والذي راح ضحيته 16 شخصا، قد ادى الى ادانات دولية واسعة.
وفي الهجوم الاخير الذي طال المدرسة في رفح، قال شهود عيان إن الصاروخ الاسرائيلي انفجر ، بينما كان السكان ينتظرون دورهم لاستلام الطعام.
وقال روبرت تيرنر، مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الانروا» في غزة «لقد احطنا الجيش الاسرائيلي علما عدة مرات بمواقع كل منشآتنا. لقد كانوا يعلمون اماكن هذه الملاجيء، وليست لدي فكرة لماذا تتكرر هذه الافعال.»
من جانبه، قال فوزي برهوم الناطق باسم حركة حماس إن الحركة «ستواصل المقاومة حتى تتحقق اهدافها.»
في غضون ذلك، بدأت في القاهرة مشاورات بين اعضاء الوفد الفلسطيني الذي يزور القاهرة لمناقشة بنود تهدئة في قطاع غزة وممثلين عن الجانب المصري.
ولم يصل وفد اسرائيلي للقاهرة للمشاركة في المفاوضات غير المباشرة التي تقودها مصر بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي نحو تلك التهدئة.
وقال اسامة حمدان منسق العلاقات الخارجية لحركة حماس لـ «بي بي سي» إن مدة مشاورات وفد التفاوض الفلسطيني بالقاهرة ستتوقف على مدى تعاطي الوسيط المصري وتجاوب الطرف الاسرائيلي مع المطالب الفلسطينية.
وكان وفد حماس برئاسة عزت الرشق عضو المكتب السياسي للحركة وصل القاهرة صباح أمس بعد ساعات من وصول وفد منظمة التحرير الفلسطينية بزعامة عزام الاحمد.
وتحيط السرية مباحثات الوفد الفلسطيني في القاهرة التي اعلنت في مناسبات مختلفة ان المبادرة المصرية للتهدئة في غزة تظل الاطار الوحيد المطروح حاليا للتهدئة بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية في القطاع.
وفي العاصمة البريطانية لندن، وصف وزير الخارجية البريطاني فليب هاموند الوضع الراهن في قطاع غزة بأنه «لا يطاق وينبغي تداركه».
وقال الوزير البريطاني في حديث خص به صحيفة الصنداي تلغراف اللندنية إن الازمة المعتملة حاليا في غزة قد تتحول الى «دائرة متواصلة من العنف».
أضاف «إن طيفا واسعا من الرأي العام البريطاني منزعج جدا من المناظر التي يشاهدها عبر شاشات التلفزيون من غزة ، ويشعر الجمهور البريطاني بقوة بأن الاوضاع الراهنة في غزة لا تطاق ويجب تداركها ونحن نتفق مع هذا الرأي» ، مؤكدا أنه «يجب التقيد بوقف انساني لاطلاق النار دون قيد او شرط. يجب علينا وقف عمليات القتل.»