
ما بين الكويت ومسقط ، برزت أمس مؤشرات جديدة تؤكد أن أزمة الخلاف التي نشبت عقب سحب السعودية والامارات والبحرين سفراءها من قطر ، قد انتهت بشكل تام تقريبا ، وأن السفراء الثلاثة سيعودون إلى الدوحة في غضون أيام قلائل .
فقد أعرب رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم عن سروره للاتفاق الخليجي ، على طي ملف الأزمة ، وقال : «تلقينا انباء انفراجة في الازمة بين دول الخليج ونثمن جهود حضرة صاحب السمو امير البلاد».
أضاف :«اليوم نشهد ثمار القمة العربية التي عقدت مؤخرا في الكويت»، مبينا أن «الازمة بين دول الخليج كانت سحابة صيف».
من جهته أكد وزير الشؤون الخارجية لسلطنة عمان يوسف بن علوي ان الأزمة بين السعودية والإمارات والبحرين من جهة ، وبين قطر من جهة أخرى ، انتهت و «أصبحت من الماضي» .
وذكر بن علوي خلال مقابلة صحافية مطولة ستنشرها جريدة «الحياة» ، أن «المشكلة انتهت بعد القيام بالدور المطلوب، ما أدى إلى حلها داخل البيت الخليجي من دون أن نسمح لأحد بالتدخل» .
وكانت السعودية والبحرين والإمارات، أصدرت بيانًا مشتركًا في مارس الماضي ، بسحب سفرائها من قطر، اعتراضًا على ما وصفوه بـ «التدخل في الشأن الداخلي لدول الخليج» ، وهي الخطوة التي أحدثت ضجة كبيرة في المنطقة، وأزمة غير مسبوقة عُرفت إعلاميًّا بأزمة «سحب السفراء» .
ووصف بن علوي الأزمة بأنها كانت «عاصفة عابرة ومرت» ، مقللاً من خطوة سحب السفراء بين الأشقاء ، «كون ما حدث بين إخوة وانتهى» .
وأكد أن العلاقة بين دول مجلس التعاون الخليجي طبيعية و»كلها صفاء» ، وليست كما يقال أو يكتب ، فليست هناك شوائب بين دول الخليج العربية ، وما يحدث من خلاف يحل فيما بينها، لكن ما حصل في الإقليم كانت له تأثيرات في دول المجلس.
ولفت إلى أن الدول الخليجية «ستظل تُعين وتساعد وتدعم الأشقاء العرب».
وذكرت مصادر مطّلعة في وقت سابق أن زيارة بن علوي للرياض الشهر الماضي جاءت في سياق مبادرة وساطة من السلطنة لحل الخلاف الخليجي مع قطر .
وكانت مصادر دبلوماسية قد كشفت عن موافقة قطر خلال اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي أمس في الرياض على الشروط السعودية الاماراتية والبحرينية ، من اجل عودة السفراء اليها وطي صفحة الخلاف ، وذلك تتويجا لمصالحة كويتية عمانية في هذا الشان .
وذكرت أنه تم توقيع اتفاق بين الدول الخليجية تلتزم قطر بتنفيذه ، وتتولى لجنة كويتية عمانية متابعته .
ويتضمن الاتفاق على ايقاف دعم قطر للاخوان المسلمين ، والتوقف عن تدخل الدوحة في الشؤون الخليجية او تهديد امن مصر .
وتوقعت مصادر خليجية أن « سفراء السعودية والامارات والبحرين سيعودون الى قطر ، كما أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد سيقوم بجولة خليجية ، تعبيرا عن عودة المياه الى مجاريها».
يذكر أن وكيل وزارة الخارجية الكويتي خالد الجارالله قد اكد بدوره ، في تصريح له أمس الأول ، ان الأزمة انتهت ، وأن الخلاف الخليجي في طريقه للزوال والأمور تتجه بإيجابية لاحتوائه.
وقال الجار الله ، عقب ختام الاجتماع الـ11 للجنة الوزارية المعنية بمتابعة تنفيذ القرارات ذات العلاقة بالعمل المشترك لدول مجلس التعاون الخليجي في الرياض : ان الخلاف «لم يؤثر اطلاقا على المجلس واجتماعاته» معتبرا ذلك «مؤشرا على حيوية هذا المجلس ودلالة على حرص دول مجلس التعاون على تماسك هذا الكيان والحفاظ على التجربة لكي تنطلق وتحقق الآمال» ، لافتا كذلك إلى أن «ان الكويت قامت بدور وأعلنت الاستعداد للقيام بأي دور يسهم في تماسك ووحدة دول مجلس التعاون الخليجي» .