
القاهرة – «وكالات» - أعلن رئيس الحكومة المصرية الدكتور حازم الببلاوي استقالة حكومته رسمياً أمس الاثنين، وذلك في كلمة له أذيعت على التلفزيون المصري الرسمي.
وذكر مصدر رئاسي ان الرئيس المصري عدلي منصور كلف بشكل رسمي المهندس إبراهيم محلب - وزير الإسكان في الحكومة المستقيلة - بتشكيل الحكومة الجديدة، بحسب صحيفة «الوطن» المصرية.
وكان شباب حركة «تمرد» وقوى ثورية أخرى قد طالبت بترشيح المهندس إبراهيم محلب رئيساً للحكومة بدلاً من الببلاوي قبل شهرين .
ورحب خبراء سياسيون باستقالة حكومة الببلاوي، فيما قال د.عمرو هاشم ربيع - الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية - «إن تغيير الحكومة بكاملها جاء بشكل مفاجئ، مؤكداً أنه ليس متوقعاً من الحكومة القادمة إنجازات أكثر مما تحقق خلال الفترة الماضية، نظراً لقصر مدة الحكومة الجديدة التي ستستقيل مباشرة عقب الانتخابات الرئاسية المقبلة خلال الشهرين المقبلين».
وقال د.عمرو هاشم ربيع «إنه كان يجب أن ننتظر مدة الشهرين المقبلين، علما أن حكومة الببلاوي تشكلت في مرحلة حرجة بعد ثورة 30 يونيو، وأنجزت بعض الملفات».
وانتقد ربيع توقيت المطالب الفئوية التي خرجت في الآونة الأخيرة وصاحبتها إضرابات عمالية على مستوى واسع، مؤكداً أن جماهير الشعب المصري تستعجل النتائج «.
وذكر طارق الخولي - عضو تكتل القوى الثورية - «أن طريقة استقالة الحكومة جيدة»، معرباً عن تفاؤل بالحكومة القادمة.
وقال الخولي في مداخلة هاتفية على قناة «سي بي سي إكسترا»، نحن متفائلون بقرار الاستقالة، ونأمل أن تكون الحكومة القادمة أفضل وقادرة على مجابهة الظروف الصعبة التي تعيشها مصر.
ورحب الدكتور «عفت السادات» - رئيس حزب «السادات الديمقراطي - بقبول الرئيس عدلي منصور استقالة حكومة الدكتور حازم الببلاوي، واصفاً الاستقالة بالأمر الإيجابي، والذي يساعد على هدوء الأوضاع داخل مصر .
وقال السادات في بيان وصل «العربية.نت» نسخة منه «إن حكومة الببلاوي فشلت في مواجهة الأزمات، ولم تقدم أي حلول أو رؤى اقتصادية أو سياسية» .
وعن ترشيح المهندس إبراهيم محلب، وزير الإسكان في الحكومة المستقيلة، رئيسا للحكومة الجديدة، أشاد السادات بهذا القرار، مضيفاً أنه من الوزراء القلائل الذين كانت لهم بصمة خلال الفترة السابقة، ووجوده سيلقى قبولاً شعبياً.
إلى ذلك عقد المهندس إبراهيم محلب وزير الإسكان في الحكومة المستقيلة اجتماعاً مع وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، ولم يصدر عن هذا الاجتماع أي بيان رسمي.
وقال الببلاوي في كلمته ، إن حكومته عملت على «إخراج مصر من النفق الضيق» في إشارة إلى العنف السياسي والتدهور الاقتصادي والانفلات الأمني الذي تمر به مصر، مشيداً بدور وزراء حكومته المستقيلة.
وأضاف «لا أكتفي بتقديم الاستقالة لرئيس الجمهورية وإنما أتحدث إليكم... نحن أمام وضع بالغ الاختلاط . أمام هذا البلد آفاق هائلة للتقدم ، وفي الوقت نفسه أمامنا مخاطر.»
وجاءت استقالة حكومة الببلاوي مفاجئة، حيث كان متوقعاً إجراء تعديل وزاري محدود يسمح بترشح المشير عبدالفتاح السيسي قائد الجيش للرئاسة ، لكن يبدو أن احتجاجات عمالية واسعة شكلت ضغوطاً كبيرة على الحكومة ، وإن كانت الاستقالة أيضا ستفتح الطريق أمام السيسي للترشح لرئاسة الجمهورية ، في انتخابات يتوقع أن يكون له قصب السبق فيها ، حسبما تدل على ذلك مؤشرات عديدة .
يذكر أن د . زياد بهاء الدين نائب رئيس الوزراء، تقدم باستقالته في آخر يناير الماضي.
وعين الرئيس المؤقت عدلي منصور حكومة الببلاوي في يوليو الماضي ، بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين ، عقب احتجاجات حاشدة على حكمه.
وكان مصدر بمجلس الوزراء المصري قال إن حكومة الدكتور حازم الببلاوي تقدمتب الاستقالة إلى الرئيس عدلي منصور، بعد اجتماعها، الذي استغرق 15 دقيقة صباح أمس الاثنين .
أضاف المصدر أن هناك توجهاً بتكليف المهندس إبراهيم محلب ، وزير الإسكان في الحكومة المستقيلة ، بتشكيل الحكومة الجديدة .