
عواصم – «كونا»: فيما أعلن وزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو ان تطبيع علاقات بلاده مع اسرائيل اصبح وشيكا بعدما تمكن البلدان من تجاوز الخلافات على مسالة دفع تعويضات لضحايا الاعتداء الاسرائيلي على سفينة مرمرة التركية،اعتقل جيش الاحتلال الاسرائيلي 11 فلسطينيا في الضفة الغربية أمس من بينهم اثنان من قادة حركة حماس فيما قامت جرافاته بهدم منزل في القدس وترك سكانه بلا مأوى.
واكد رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز أمس دعم اوروبا لعملية السلام القائمة على مبدأ حل الدولتين لاقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش بأمن واستقرار الى جانب اسرائيل.
وقال شولتز خلال اجتماعه برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ان «اوروبا تدعم الجهود الامريكية الساعية لاحراز تقدم حقيقي على المسار الفلسطيني - الاسرائيلي» مشددا على اهمية «الفرصة الحالية» لتحقيق السلام في المنطقة.
ومن جانبه اكد الرئيس عباس على التمسك بالسلام العادل والشامل والقائم على قرارات الشرعية الدولية لاقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس.
واشاد عباس بموقف اوروبا وبياناتها وعملها المستمر للشعب الفلسطيني وبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية مؤكدا على اهمية الدور الاوروبي في دعم عملية السلام.
وقال نادي الاسير في بيان ان قوات الاحتلال اقتحمت مدينة نابلس وقرى مجاورة لها واعتقلت خمسة شبان فيما قامت قوة اسرائيلية اخرى باعتقال اربعة فلسطينيين في جنين.
كما قالت مصادر محلية ان قوة اسرائيلية اعتقلت شابين من قرية نعلين غرب رام الله وهما من قادة حركة حماس.
وفي الوقت نفسه قامت جرافات الاحتلال الاسرائيلي صباح أمس بهدم منزل في مدينة القدس المحتلة بعد ايام من هدم اربعة منازل.
وفي بلدة سلوان المحتلة بالقدس الشريف ايضا اقدم متطرفون يهود على اعطاب 30 سيارة لمواطنين خطوا شعارات عنصرية.
ومن جانب اخر يشيع الفلسطينيون في بلدة «دورا» جنوب الضفة الغربية اليوم رفات الشهيد احمد عايد الفقيه الذي احتجز 11 عاما في مقابر سرية.
وقالت الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء المحتجزة ان الاحتلال سلم مساء امس الأول رفات الفقيه عند معبر ترقوميا غرب الخليل بعد ضغوط شعبية وقانونية قامت بها الحملة بعد اعلان اسرائيل تاجيل تسليم رفاته.
واضافت الحملة في بيان أمس ان الاجراء الاسرائيلي المتمثل في تاجيل تسليم الرفات ليس مستغربا من دولة الاحتلال ومحاولة للتملص من مسؤولياتها وجرائمها بحق كرامة الانسان الفلسطيني حتى بعد وفاته.
وكان الفقيه قتل على مقربة من مستوطنة «عنتائيل» المقامة على اراضي بلدة السموع جنوب الخليل عام 2002.
وسلمت اسرائيل خلال الاسبوعين الماضيين عددا من رفات الشهداء الذين كانت تحتجزهم في مقابر سرية داخل الاراضي المحتلة عام 48 وفي الاغوار.
وعودا إلى تطور العلاقات التركية الاسرائيلية قال وزير الخارجية التركي داوود اوغلو في لقاء تلفزيوني بثته قناة «خبر» التركية الليلة قبل الماضية ان «المحادثات التي يجريها البلدان بهذا الشان شهدت زخما جديدا بعد التغلب على معظم الخلافات التي كانت تعترضها وان ثمة تطورات ايجابية على هذا الصعيد».
واضاف ان عملية جدية انجزت خلال محادثات التعويضات لضحايا الاعتداء الاسرائيلي على سفينة مرمرة في عام 2010 لافتا الى ان الخطوات لتطبيع العلاقات بين تركيا واسرائيل اصبحت وشيكة لكن من دون ان يحدد موعدا لذلك.
ورفض تحديد اطار زمني لتبادل السفراء بين البلدين قائلا ان «التمثيل التركي لدى اسرائيل سيكون مهما من اجل تنسيق المساعدات الانسانية لصالح قطاع غزة».
وامتنع الوزير عن اعطاء أي رقم للتعويضات التي يتفاوض حولها وفد من وزارة الخارجية التركية مع مسؤولين من مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو منذ حوالي عام لكنه اوضح ان الخلاف بهذا الشان تم تقريبه.
واكد ان هذه المسالة ستتم مناقشتها بالتفصيل مع اسر ضحايا الاعتداء قبل توقيع أي اتفاق مع الجانب الاسرائيلي.
وتشترط تركيا لتطبيع العلاقات التي جمدت في عام 2010 تقديم اعتذار اسرائيلي عن حادث الاعتداء على سفينة مرمرة الذي راح ضحيته تسعة اتراك وامريكي من اصل تركي الى جانب عشرات الجرحى وهو ما اقدمت عليه الحكومة الاسرائيلية في مارس من العام الماضي في رسالة اعتذار رسمية.
كما تشترط دفع تعويضات لذوي ضحايا الحادث وتخفيف الحصار الاسرائيلي عن قطاع غزة الامر الذي اكده وزير الخارجية التركي بالقول ان انقرة متمسكة بهذا الشرط باعتباره احدى الخطوات المفضية الى تطبيع العلاقات.