
عواصم-وكالات:فيما يتأهب المقر الاوروبي للامم المتحدة في مدينة جنيف السويسرية لاستقبال الجولة الثانية من المفاوضات بين الحكومة والمعارضة السورية اعتبارا من يوم غد الاثنين،رحب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا أمس بانضمام معارضين آخرين الى الوفد المفاوض في مؤتمر «جنيف 2» بما يؤدي الى انهاء الازمة السورية.
ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط عن الجربا القول في مؤتمر صحافي عقب اجتماعه والوفد المرافق له مع وزير الخارجية المصري نبيل فهمي ان «الائتلاف الوطني يضم معارضين آخرين ونحن نرحب بهم ومكانهم موجود في الوفد» مؤكدا ان تركيز الائتلاف منصب على انهاء الازمة السورية وتغيير النظام الحاكم.
وأضاف الجربا ان الائتلاف يطالب بشخص مثل نائب الرئيس السوري فاروق الشرع متسائلا «لماذا لا يأتي هو ويكون على رأس الوفد «النظام» وهو له مصداقية لدينا».
ويتأهب المقر الاوروبي للامم المتحدة في مدينة جنيف السويسرية لاستقبال الجولة الثانية من المفاوضات بين الحكومة والمعارضة السورية اعتبارا من بعد غد الاثنين.
وردا على سؤال حول امكانية عقد لقاء للمعارضة السورية في مصر أوضح الجربا أن «هذا الموضوع ليس على الأجندة المصرية أو أجندة الائتلاف».
وصرح وزير الامن الداخلية الأمريكي جيه جونسون امس ان سوريا باتت مصدر قلق على الامن الداخلي للولايات المتحدة، وذلك بعد عودته من زيارة الى اوروبا تصدر النزاع السوري خلالها المحادثات.
وقال الوزير الأمريكي في اول خطاب له بعيد تسلمه مهامه في اواخر ديسمبر الماضي ان «سوريا كانت موضوع النقاش الاول لهم «للدول الاوروبية» ولنا».
واضاف في الخطاب الذي القاه في مركز ولسون الفكري في واشنطن ان «سوريا اصبحت مسألة امن داخلي».
وتابع ان المسؤولين الامنيين في اوروبا يولون اهتماما خاصة للمتطرفين في دولهم الذين يسافرون الى سوريا لحمل السلاح.
وقال «بالاستناد الى عملنا وعمل شركائنا الدوليين، نعرف ان افرادا من الولايات المتحدة وكندا واوروبا يسافرون الى سوريا للقتال في النزاع» المستمر منذ ثلاثة اعوام واودى بحياة 136 الف شخص.
ويصف مراقبون الجولة الجديدة للمباحثات التي تأتي برعاية الممثل الدولي والعربي المشترك إلى سوريا الاخضر الابراهيمي بأنها مرحلة «ما بعد كسر الجليد» بين الحكومة والمعارضة التي يرى المجتمع الدولي انها قادرة على تجسيد طموحات الشعب السوري للخروج من الازمة.
وتختلف اجواء تلك الجولة عن سابقتها التي انطلقت في الـ24 من يناير الماضي وتواصلت دون توقف حتى الثالث من فبراير الجاري اذ يأتي الطرفان الى جنيف هذه المرة وقد ادرك المجتمع الدولي من هو الطرف المستعد للحلول ومن الذي يعرقل تقدم مسارها.
ويعاني الوفد الرسمي السوري من موقف ضعيف امام المجتمع الدولي من ناحية وامام منظمات الامم المتحدة المعنية بالازمة الانسانية السورية من ناحية اخرى وذلك لمواصلته القصف بالبراميل المتفجرة واستمرار حصاره لمناطق شاسعة من البلاد.
ورغم امكانية التوصل الى حل في حمص المحاصرة منذ 600 يوم الى انه يبقى حلا جزئيا مشوبا بالعديد من المحاذير لاسيما ان من خرجوا من حمص لا يعرفون الى اين ومن ظلوا بها لا يعرفون ايضا ماذا ينتظرهم.
كما يؤخذ على الوفد الرسمي السوري عدم تجاوبه مع الخطوات المطروحة لتطبيق بنود «جنيف 1» التي اتفق القاصي والداني على انها الحل الامثل للازمة السورية بل ذهب الى ضرورة معالجة الارهاب وما يصفها بالجماعات المتطرفة قبل البدء في اي خطوة تجاه العملية السياسية.
ويؤخذ ايضا على الوفد الحكومي السوري لهجته العدائية تجاه دول عربية واقليمية باستثناء ايران لموقفها الداعم للحل السلمي الذي تنظر اليه دمشق على انه «ليس حلا بل تقويضا لآخر معاقل الممانعة ضد المشروع الصهيوني في المنطقة».
وتواجه دمشق مأزقا آخر مع مجلس الامن التابع للامم المتحدة الذي اعرب عن استيائه ازاء عدم السير في عملية التخلص من ترسانة سوريا من الاسلحة الكيماوية وفق الجدول الزمني المتبع بطريقة منهجية ومتسارعة.
في المقابل يتوجه وفد المعارضة السورية الى الجولة الثانية بدعم ربما اكثر من ذي قبل بعد ان اثبت قدرته على التفاوض بشكل جدي لاسيما وانه لم ينصع الى المحاولات «الاستفزازية» اثناء الجولة الاولى من المفاوضات بل قدم الحجة والبرهان الامر الذي عزز موقفه كطرف يسعى الى حل الأزمة الآن قبل الغد.
كما اكتسب وفد المعارضة السورية مصداقية اوسع نطاقا منذ جولة المفاوضات الاولى لاسيما بعد اجتماعه الاخير مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو والذي استغرق اربع ساعات كاملة ما يعكس تحولا كبيرا في الموقف الروسي.