
القاهرة – «كونا»: فيما تحل الذكرى الثالثة للثورة المصرية ضد نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك «ثورة 25 يناير» يوم غد السبت يعيش العالم حالة من الترقب لما ستسفر عنه دعوات المعارضة وتحالف الشرعية لاستعادة الثورة من جديد،واصلت السلطات المصرية تحضيراتها للتعامل مع المظاهرات المتوقعة ، وهددت وزارة الداخلية بالتعامل «بكل حزم» مع من سمتهم «عناصر الإرهاب». وبينما جددت عدة قوى دعواتها للتظاهر بالمناسبة، دشن ناشطون حملة تحمل اسم «تمرد2» من أجل إسقاط النظام الحالي.
وقال وزير الداخلية محمد إبراهيم إن ما حدث يوم 30 يونيو كان موجة ثورية ثانية اكتملت بها معاني ثورة 25 يناير، وأضاف في كلمة له خلال احتفال بعيد الشرطة المصرية، أنه سيتمّ الضرب وبكل حسم على يد كلّ «عناصر الإرهاب»، وفق تعبيره.
ويأتي ذلك في ظل تحضيرات واسعة من قبل قوى ثورية وجماعات معارضة للنظام الحالي لإحياء ذكرى الثورة التي أطاحت بحكم الرئيس المخلوع حسني مبارك.
من جانبها نظمت حركات ثورية وشبابية مظاهرة مساء أمس الأول في ميدان طلعت حرب وسط القاهرة تحت شعار «لن تحكمنا أمريكا».
وردد المتظاهرون هتافات مناهضة للجيش والشرطة، وأخرى رافضة لعودة الرئيس المعزول محمد مرسي.
وقد أغلقت قوات الجيش ميدان التحرير القريب من ميدان طلعت حرب وتمركزت المدرعات على جميع مداخله.
وفي الأثناء دعت جبهة طريق الثورة -التي تضم عددا من القوى الثورية الشعب المصري- إلى الخروج يوم 25 يناير ، لا للاحتفال بعيد الثورة الثالث «ولكن لاستعادة الثورة وإعادة إحيائها»، حسب بيان أصدرته الجبهة.
وأكدت الجبهة على موقفها المناهض لما سمتها قوى الثورة المضادة، ممثلة في العسكر ومن يسمون الفلول وجماعة الإخوان المسلمين.
من جهة أخرى خرجت في عدة أنحاء مظاهرات ومسيرات رافضة للانقلاب العسكري وانتهاكات قوات الأمن بحق المتظاهرين، وللدعوة للنزول إلى الميادين في ذكرى ثورة 25 يناير لإسقاط الانقلاب.
وكان التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب دعا إلى «موجة ثورية جديدة» تبدأ يوم 24 يناير ولمدة 18 يوما، وهي المدة التي استمر فيها اعتصام التحرير حتى إسقاط مبارك يوم 11 فبراير 2011.
بدورها قالت حملة «باطل» الرافضة للانقلاب العسكري إن الثورة تتبرأ من كل من يضع شرطا للنزول إلى الميادين بالذكرى الثالثة لثورة يناير، لاستعادة مكتسبات الثورة وإسقاط دولة العسكر والقمع والظلم، وفق نصّ بيان صادر عن الحملة.
من جانبه دعا الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور أمس المصريين الى «أن يتوحدوا في مواجهة اي محاولات لتعطيل مسيرة البلاد أو تخريب مقدراتها بعد مرور سنوات ثلاث صعبة ثقيلة».
وقال منصور خلال احتفال وزارة الداخلية بعيد الشرطة الـ62 بمقر أكاديمية الشرطة بمنطقة القاهرة الجديدة شرقي العاصمة «إن مصر تمر بلحظة تاريخية من لحظات التفاف الشعب على هدف قومي واحد».
وحث المصريين على مساندة جهاز الشرطة «المدرك لحدود مسؤولياته وواجباته في اطار دولة القانون» معربا عن ثقته بنجاح البلاد في استكمال استحقاقات «خارطة المستقبل» بعد أن اصبح لدى المصريين «دستور واعد».
واشار الى أن الايام التالية لثورة 25 يناير عام 2011 علمت المصريين الكثير وكذلك جهاز الشرطة بشأن أهمية الأمن والأمان والالتزام بالقانون ومسؤولية الدولة في توفير الأمن في كافة ربوع البلاد «دون تجاوزات».
وأوضح أن الاحتفال بثورة 25 يناير وبعيد الشرطة يأتي «في خلفية وجود صورة مقيتة لإرهاب أعمى يطل برأسه الخبيث بين الحين والآخر ليعكر صفو حياتنا ويكدر أمن وطننا ويستهدف النيل من استقراره ورخائه».
وأشار الى أن الذاكرة المصرية تستعيد معركة المؤسسات الأمنية المستمرة ضد قوى الارهاب والتطرف التي خاضتها خلال عقد التسعينيات ولا تزال مشيرا الى أن هذه المعركة «تحاصر محاولات دخيلة للإخلال بسماحة المجتمع وقيمه وتستهدف الوقيعة بين مسلميه ومسيحييه».
وبين منصور أن «ثورة 30 يونيو جاءت لتعيد ثورة 25 يناير الى مسارها الصحيح الذي حاولت بعض القوى أن تحيد به لتحقيق مآرب شخصية لا تدرك مفهوم الوطن ولا تؤمن به وتتاجر باسم الدين وتتخذ منه ستارا لتحقيق أهداف أبعد ما تكون عن مصلحة الوطن».
واكد أن رجال الشرطة الذين يقدمون التضحيات انحازوا الى ارادة الشعب جنبا الى جنب مع القوات المسلحة مطالبا الشرطة «بالمزيد في تأمين انتخابات رئاسية وبرلمانية مقبلة حتى تستكمل مسيرة البناء التشريعي والديمقراطي للبلاد».
من جانب آخر لقي خمسة من رجال الشرطة مصرعهم واصيب اثنان اخران عندما اطلق مجهولون يستقلون دراجة نارية النار على حاجز للشرطة بمنطقة «صفط الشرقية» بمحافظة بني سويف جنوبي مصر صباح أمس.
وذكر التلفزيون المصري ان أجهزة الأمن بدأت تمشيط المناطق المحيطة شمالي المحافظة والمناطق الزراعية المجاورة بحثا عن الجناة.