
عواصم –«وكالات»: نفت الرئاسة السورية صحة ما نشرته وكالة «انترفاكس» الروسية الرسمية أمس، والتي كانت قد نقلت عنه إعلانه أنه ليس بوارد التنحي عن السلطة في الوقت الحالي بعدما رفض ذلك في ذروة الأزمة التي ضربت نظامه.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن المكتب الإعلامي في الرئاسة قوله: «كل ما ينقل عن لسان الرئيس الاسد عبر وكالة انتر فاكس الروسية غير دقيق ولم يجر الرئيس الأسد أي مقابلة مع الوكالة».
وكانت الوكالة قد نقلت عن الأسد قوله خلال لقاء جمعه بوفد من البرلمانيين الروس قوله: «السوريون وحدهم هم من سيقرر هوية الرئيس المقبل.. الشعب السوري سيحدد بنفسه من يستحق أن يقوده».
وقال الأسد بحسب الوكالة: «لو أننا أردنا أن نستسلم لاستسلمنا منذ البداية. نحن حراس بلدنا وهذه القضية غير مطروحة للنقاش».
من جانبها، نقلت وكالة «ايتارتاس» الروسية للأنباء عن ألكسندر ياشيشنكو، أحد أعضاء البرلمان الروسي، قوله إن الأسد أكد خلال اللقاء بأنه على استعداد لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة ولا يعتزم بأي شكل مغادرة الساحة السياسة».
ومن جهة أخرى حسم الائتلاف الوطني السوري المعارض موقفه بالذهاب إلى جنيف 2 بأغلبية بلغت 58 صوتاً، لمحاولة الوصول إلى حل سياسي للصراع السوري الدائر منذ ثلاث سنوات.
وأشاد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بقرار المعارضة واصفاً إياه بالصعب، كونه يأتي أمام الهجمات الوحشية والمستمرة التي يشنها نظام الأسد ضد المدنيين السوريين والعرقلة المتعمدة لوصول المساعدات الإنسانية.
من جهتها وصفت أمريكا على لسان وزير خارجيتها جون كيري تصويت الائتلاف بالشجاع.. كونه اختار أفضل طريقة للتوصل إلى مرحلة انتقالية سياسية عبر التفاوض.
وهو ما أكده أيضا لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسية الذي اعتبر الذهاب إلى جنيف 2 خيار السعي إلى السلام. مشدداً أن فرنسا ستستخدم كل الوسائل الممكنة حتى يؤدي مؤتمر جنيف 2 لقيام حكومة انتقالية تتمتع بسلطات تنفيذية كاملة.
الترحيب الدولي بقرار المعارضة السورية لم يمنع الأخيرة من التلويح بأنها لن تتنازل عن ثوابت الثورة السورية وأنها ستغادر المؤتمر في حال تعرض هذه الثوابت للتهديد.
وقال عبد الباسط سيدا عضو الائتلاف الوطني السوري إن مؤتمر جنيف 2 لن يحل جميع الإشكالات وإن المعارضة قد تنسحب من المؤتمر إذا شعرت أن ثوابت الثورة مهددة.
وقبل أيام من انعقاد جنيف 2 لاتزال الشكوك تدور حول آليات عمل المؤتمر والمكاسب التي تسعى المعارضة والنظام للحصول عليها، إلا أن أهم الأهداف تتمثل فيما يحمله جنيف 2 من بقعة أمل صغيرة في نهاية نفق مظلم عاش فيه المواطن السوري طوال الأعوام الثلاثة الماضية.
وقالت الجامعة العربية أمس انها ستقوم بعملية التنسيق بين الوفود العربية المشاركة في مؤتمر «جنيف 2» المقرر انعقاده الاربعاء المقبل وذلك لبلورة الموقف العربي لحل الازمة السورية .
وذكر المتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية السفير ناصيف حتي في تصريح صحافي أن «الموقف العربي قائم على ضرورة تنفيذ وثيقة جنيف الأولى في 30 يونيو من عام 2012 والتي ينعقد على أساسها جنيف 2».
وأشار المتحدث الى ان الجامعة العربية تعلق أهمية كبرى على انطلاق هذا المؤتمر ونجاحه «رغم الصعوبات التي يدركها الجميع» واصفا انطلاقه الاربعاء المقبل على المستوى الرسمي الدولي بأنه «عمل مهم وضروري واساسي».
وقال ان «الجامعة العربية تطالب الاطراف الدولية الفاعلة في الازمة السورية بان يواكب انطلاق المؤتمر عدد من إجراءات بناء الثقة ومنها العمل على وقف اطلاق النار ووقف الاعمال القتالية ولو بشكل متدرج في مرحلة اولى وفتح ممرات انسانية وتغيير الوضع الانساني بقدر الامكان وبشكل ايجابي على الارض».