فيما ثمن السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون دعم الكويت السخي للاجئين السوريين وطالب بتقديم دعم دولي قوي للاستجابة لاحتياجاتهم،معربا عن جزيل الشكر لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد على استضافة الكويت المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا،حذر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من ناحيته وصف وزير الخارجية الامريكي جون كيري الوضع الانساني في سوريا بانه «إهانة» لكل ضمير حي.
واشار الى أن الحرب في سوريا ليست مشكلة سوريا وحدها وانما تضغط أيضا على موارد الدول المضيفة مثل الاردن ولبنان وتركيا،مؤكدا أن هذه الضغوط تهدد بخلق حالة من عدم الاستقرار في جميع انحاء المنطقة وقد تؤدي الى انهيار كامل في المنطقة.
وأعلن عن تبرع الولايات المتحدة بقيمة 380 مليون دولار من المساعدات بالاضافة الى الجهود السابقة مبينا ان مجموع مساهمات الولايات المتحدة بلغ اكثر من 1.7 مليار دولار.
وشدد على ضرورة ان تذهب الاموال الى من يحتاجونها ما سيغير الوضع الانساني على الارض اذا ما توقف نظام الاسد عن منع موظفي الاغاثة من الوصول الى المجتمعات المحاصرة واستخدام التجويع كسلاح في الحرب.
وعودا إلى بدء فقد قال كي مون في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أمس ان استضافة الكويت للمؤتمر للمرة الثانية «يظهر مجددا التزام سمو الأمير المذهل بهذه القضية» مشيدا باعلان سموه تبرع الكويت بمبلغ 500 مليون دولار لمساعدة السوريين.
وقال ان ثلاثة ملايين سوري لجأوا وقتل أكثر من 100 ألف فرد ونحو 9.30 ملايين شخص بحاجة الى مساعدات انسانية وهناك كذلك ما يزيد على 80 في المئة من اللاجئين الفلسطينيين داخل سوريا بحاجة الى المساعدة.
وذكر أن الصراع في سوريا شهد أسوأ استعمال لأسلحة الدمار الشامل في القرن الـ 21 «والعالم متحد حاليا على أن الاسلحة الكيماوية لن تستخدم مجددا» مبينا ان هناك 40 في المئة من المستشفيات لم تعد تعمل واضطر نصف الاطباء في بعض المناطق الى الفرار وهناك مليوني طفل تقريبا خارج المدارس وتعاني العائلات أسوأ فصول الشتاء منذ فترة طويلة.
وطلب السكرتير العام من الجهات المانحة الاستجابة لتوفير 6.5 مليارات دولار خلال العام الحالي لتخفيف الأزمة الانسانية التي يعاني منها نحو عشرة ملايين فرد داخل سوريا وملايين اللاجئين في المجتمعات المضيفة بالدول المجاورة.
وتناول السكرتير العام للأمم المتحدة موضوع مؤتمر «جنيف 2» حول سوريا لافتا الى ان المؤتمر المقرر 22 يناير الجاري «يهدف الى تدشين آلية سياسية لحل الازمة السورية».
من جانبها أعربت وكيلة الامين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية فاليري آموس عن الاستياء لعدم تمكن المنظمات الانسانية من الوصول الى جميع المحتاجين ،مبينة أن تكاثرت مجموعات القتال والحواجز يعيق ايصال المساعدات الانسانية لـ 2.5 مليون شخص
وقالت اننا «بصدد خسارة جيل من أطفال سوريا في تسربهم من المدارس وتعرضهم الى الصدمة والاستغلال
من جانبه اعلن المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس ان مفوضية اللاجئين الدولية بحاجة الى 4.2 ملايين دولار لمواجهة الزيادة في اعداد اللاجئين السوريين الذين يفرون من بلادهم بسبب الصراع الدائر فيها.
وأشاد غوتيريس بدور الكويت في استضافة المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا واصفا اياه بأنه «جدير بالاعجاب».
من جهته اشاد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي في كلمته امام المؤتمر بدور الكويت وبذلها جهدا استثنائيا في مساعدة دول الجوار وجهودها الحثيثة لمساعدة الشعب السوري منوها بنداء سمو أمير البلاد الذي وجهه لكل الكويتيين والمقيمين مؤسسات وافرادا للتبرع للاجئين السوريين.
وناشد المجتمع الدولي الاستجابة لحاجات الدول المستقبلة للاجئين السوريين مبينا ان لبنان يحتاج لدعم مالي كبير لتغطية احتياجات اللاجئين السوريين .
من جانبه قال وزير الخارجية القطري خالد العطية ان فشل المجتمع الدولي حتى الان في معالجة هذه الازمة كشف عن عجز دولي خطير في الاستجابة لتحديات اخلاقية ،مؤكدا أن صمت المجتمع الدولي على اتخاذ موقف جاد وحازم لتوفير ممرات آمنة لتوصيل المساعدات الانسانية الى كل السوريين داخل سوريا لا يعد جريمة ضد الشعب السوري فقط بل يعد جريمة بحق المجتمع الدولي نفسه.
واعلن عن تقديم قطر مبلغ 60 مليون دولار امريكي للمساهمة في تخفيف معاناة السوريين من اللاجئين والنازحين ولمعالجة الحاجة الماسة للاشقاء السوريين لمواجهة الشتاء القارص الذي تمر به المنطقة.
بدوره أكد وزير المالية السعودي الدكتور ابراهيم العساف استمرار موقف الحكومة السعودية لتخفيف معاناة الشعب السوري من خلال زيادة الاعتمادات المتاحة للتخصيص والصرف على البرامج والمشروعات الموجهة لدعم اللاجئين السوريين بما يزيد عن 60 مليون دولار ليصبح اجمالي المبلغ المتاح للصرف خلال الفترة المقبلة 250 مليون دولار.
واشاد العساف بدور الكويت المهم في رعاية هذا المؤتمر ودعمها المتواصل لسوريا لاسيما مع زيادة تدفق اللاجئين والتحديات الانسانية الكبيرة التي تواجه المجتمع الدولي مما يتطلب تضافر الجميع من اجل ايجاد حلول لهذه الازمة.
من جانبه أعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري تبرع حكومة بلاده بمساهمة بلغت 13 مليون دولار توزع على النازحين والمرحلين السوريين من ديارهم في داخل الاراضي السورية وفي المناطق الخارجة عن سلطة النظام السوري.
من جهته قال وزير الخارجية المصري نبيل فهمي أن الحل السياسي هو الحل الوحيد الذي يمكن ان يحفظ هذه البلد ويحل الازمة مطالبا كل الاطراف وعلى رأسهم الحكومة السورية بوقف سفك الدماء والسماح بدخول المساعدات الانسانية للاراضي السورية وانهاء الحصار غير الإنساني فيها.
من جهته قال وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة ان الاوضاع الانسانية في سوريا تزداد سوءا حيث اجبر مئات الآلاف من المدنيين على اللجوء خارج وطنهم معانين ظروفا قاسية.
وشدد لعمامرة على ضرورة تكثيف الجهود للتخفيف من معاناة اللاجئين السوريين ووقف التناحر والاقتتال وتشجيع كل الاطراف في سوريا على الحوار والبحث الجاد عن السبل الكفيلة لحل المشكلة التي يعانيها الشعب السوري.
من جانبه قال الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني ان هذا المؤتمر يؤكد اهتمام دولة الكويت الكبير بما آلت اليه المأساة المؤلمة التي يعاني منها الشعب السوري الشقيق.
وناشد المجتمع الدولي من دول ومؤسسات دولية ومنظمات وجمعيات خيرية زيادة الدعم المالي والعيني الذي يقدمه للمساهمة في اغاثة الشعب السوري من هذه المحنة بمن فيهم اولئك الذين لم يتمكنوا من مغادرة سوريا.
ودعا مجلس الامن الى تحمل مسؤولياته بتأمين وصول المساعدات الانسانية وايجاد ممرات آمنة يلزم النظام السوري بفتحها للقوافل الاغاثية.
بدورها اكدت مفوضة الاتحاد الاوروبي لشؤون التعاون الدولي والمساعدة الانسانية والاستجابة للازمات كريستالينا جورجيفا ان الازمة السورية تتجه نحو المنعطف «الاسوأ» مشيرة الى ان المفوضية الاوروبية قدمت نحو مليار دولار كمساعدات للشعب السوري.
واشارت جورجيفا الى ان الازمة اصبحت ازمة طويلة واقليمية تتطلب تقديم يد العون وزيادة المساعدة الانسانية اضافة الى مساعدة المجتمعات التي تستضيف اللاجئين السوريين وتأمين استقرار تلك المجتمعات.
واعلنت تقديم المفوضية الاوربية 165 مليون يورو كرغبة من الاوروبيين في تقديم مساهمات سخية للاجئين السوريين معتبرة ذلك حقا انسانيا تجاههم.
وذكرت ان المفوضية التي تعد الذراع التنفيذية للاتحاد الاوروبي ستبذل قصارى جهدها لمنع المزيد من التدهور في وضع الازمة السورية.