أكد سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد أن القمة الرابعة والثلاثين لدول مجلس التعاون الخليجي التي استضافتها الكويت، على مدى اليومين الماضيين ، توصلت إلى قرارات مهمة ستسهم في تعزيز مسيرة العمل المشترك لدول المجلس .
وقد اعتمد قادة دول مجلس التعاون الخليجي في ختام قمتهم بالكويت أمس عددا من القرارات المهمة ، على الصعيد الخليجي ، وكذلك على الصعيدين الإقليمي والدولي .. وفيما تحاشى البيان الختامي التطرق إلى موضوع الاتحاد الخليجي ، الذي تم تأجيله إلى قمة أخرى ، نظرا لمعارضة سلطنةعمان له ، فقد أكد البيان موافقة القادة على إنشاء القيادة العسكرية الموحدة لدول مجلس التعاون الخليجي ، إلى جانب إنشاء أكاديمية خليجية للدراسات الاستراتيجية والأمنية ، وكذلك إنشاء جهاز للشرطة الخليجية لدول المجلس «الإنتربول الخليجي» .
كما اتفق قادة المجلس على إحالة مشروع التأشيرة السياحية الموحدة إلى الهيئة الاستشارية في المجلس للدراسة ، معربين في الوقت نفسه عن ارتياحهم لما تشهده اقتصادات دول مجلس التعاون من نمو مستمر وما تحقق فيها من تنمية شاملة في مختلف المجالات.
واعتمد المجلس عددا من القواعد الموحدة في مجال تكامل الأسواق المالية بالدول الأعضاء، كما اطلع على تقارير متابعة الربط المائي والأمن المائي ، وعلى سير العمل في الاتحاد النقدي لمجلس التعاون والخطوات التي اتخذتها دول المجلس لتنفيذ السوق الخليجية المشتركة.
وكلف البيان الختامي الأمانة العامة بدراسة إنشاء صندوق لدعم ريادة الأعمال لمشروعات الشباب الصغيرة والمتوسطة ، وتأسيس برنامج دائم لشباب دول مجلس التعاون بهدف تنمية قدراتهم وتفعيل مساهمتهم في العمل الإنمائي والإنساني ، وتعزيز روح القيادة والقيم لديهم والتعريف بالهوية الخليجية.
واعتمد القادة عدد من القواعد الموحدة في مجال تكامل الاسواق المالية بالدول الاعضاء كما اطلعوا على تقارير متابعة الربط المائي والامن المائي وعلى سير العمل في الاتحاد النقدي لمجلس التعاون والخطوات التي اتخذتها دول المجلس لتنفيذ السوق الخليجية المشتركة.
واشار البيان الختامي الى ان القادة احيطوا علما بانشاء مشروع سكة حديد مجلس التعاون على ان يتم تشغيله في عام 2018.
واشاد القادة بالخطوات التي تم اتخاذها لتنفيذ قراراته بشأن العمل المشترك في المجالات المنصوص عليها في الاتفاقية الاقتصادية مؤكدين ضرورة الاستمرار في خطوات التكامل بين دول المجلس في كافة المجالاات الاقتصادية.
وفي الشأن العراقي دان المجلس الاعلى تعرض منطقة حدودية سعودية لاطلاق صواريخ من الاراضي العراقية ، مما يعد انتهاكا غير مقبول للقانون الدولي ولمبادئ حسن الجوار ، منبها الى العواقب السلبيه لمثل هذا العمل ودعا المجلس الاعلى الحكومة العراقية لتحمل مسؤولياتها في هذا الشأن .
ورحب المجلس الاعلى بتعاون العراق فى تنفيذ قرارات مجلس الامن ذات الصلة ، وخاصة الانتهاء من صيانة العلامات الحدودية وفقا لقرار مجلس الامن 833/1993 والتوقيع على مذكرة التفاهم بشأن ترتيبات عملية صيانة التعيين المادي لحدوده مع دولة الكويت .
كما رحب القادة بتوجهات القيادة الإيرانية الجديدة إلى الحوار، بشكل يحفظ حقوق الجوار وعدم التدخل في الشؤون الخليجية.
وأكدواعلى دعوة إيران إلى الاستجابة للمساعي الإماراتية بالمفاوضات حول الجزر الثلاث الإماراتية المحتلة، أو اللجوء إلى المحكمة الدولية.
كما تضمن البيان أيضاً «تأكيد دول مجلس التعاون الخليجي على خيارات الشعب المصري وعلى الحفاظ على أمن مصر واستقرارها».
ورحب المجلس بالجهود الدبلوماسية التي تبذلها الولايات المتحدة الأميركية، وبدء المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، آملاً نجاحها.
ودان قادة مجلس التعاون الخليجي بشدة اليوم استمرار نظام بشار الاسد في شن عملية ابادة جماعية على الشعب السوري مستخدما فيها كافة انواع الاسلحة الثقيلة والكيماوية المحرمة دوليا وتأثير ذلك وتداعياته على امن المنطقة واستقرارها.
ودعا القادة في البيان الختامي لاعمال مؤتمر قمة الكويت الـ 34 الى انسحاب كل القوات الاجنبية من سوريا مطالبين بخروج ميليشيات «حزب الله» من سوريا.
كما اكدوا دعمهم لكافة الجهود الدولية الهادفة للتوصل الى اتفاق داخل مجلس الامن لاصدار قرار تحت الفصل السابع لتأمين وصول المساعدات الانسانية للمتضررين من الشعب السوري وعدم السماح لنظام الاسد بتسييس الازمة الانسانية بالمزيد من المماطلة والتسويف.
ورحب القادة في هذا الشأن باعلان دولة الكويت باستضافتها لمؤتمر المانحين الثاني مطلع العام المقبل بهدف توفير الاحتياجات الانسانية العاجلة للشعب السوري داخل سوريا وخارجها داعين دول العالم والهيئات الدولية ذات العلاقة بالمشاركة بفعالية في هذا المؤتمر بغية تحقيق اهدافه الانسانية.
واكد القادة اهمية المحافظة على سيادة سوريا ووحدتها وسلامة اراضيها ودعمه لقرار الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري المشاركة في مؤتمر «جنيف 2» بما يؤدي الى تشكيل حكومة انتقالية سورية ذات صلاحية تنفيذية كاملة وفقا لبيان «جنيف 1» مشددين على ان اركان النظام السوري الذين تلطخت ايديهم بدماء الشعب السوري يجب ان لا يكون لهم اي دور في الحكومة الانتقالية او مستقبل سوريا السياسي
وعلى صعيد أوضاع المسلمين في العالم دان المجلس الاعلى مجددا المجازر الوحشية بحق المواطنين المسلمين في ميانمار ، وما يتعرضون له من انتهاكات واسعة لحقوقهم ، داعيا حكومة ميانمار الى ضمان حقوق مواطنيها المسلمين وحمايتهم ، كما دعا الى تحرك جماعي ضمن أطر الامم المتحدة والمنظمات الدولية والاقليمية ذات العلاقة لمعالجة هذه المأساة الانسانية .
وعبر المجلس الاعلى عن «بالغ تقديره وامتنانه لحضرة صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد ، رئيس الدورة الحالية للمجلس الاعلى ، ولحكومته الرشيدة ، ولشعب دولة الكويت العزيز ، للحفاوة وكرم الضيافة ومشاعر الأخوة الصادقة التي قوبل بها إخوانه أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس والوفود المشاركة .
من جانبه أكد سمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء ان تحقيق الاتحاد الخليجي يعد هدفا لشعوب وقادة مجلس التعاون الخليجي مشيرا الى انها خطوة تستدعي التأني والدراسة باعتبارها خطوة كبيرة ومهمة جدا يجب عدم التسرع فيها.
جاء ذلك خلال لقاء سمو الشيخ جابر المبارك مع كتاب وصحافيين بحضور رئيس مجلس الادارة والمدير العام لـ"كونا" الشيخ مبارك الدعيج ووكيل وزارة الاعلام صلاح المباركي عقب اختتام أعمال الدورة ال34 للمجلس الأعلى لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وردا على سؤال حول ما تضمنه البيان الختامي للقمة بشأن البند المتعلق بايران ومدى صحة وجود خلافات حول هذا البند ذكر سمو الشيخ جابر المبارك ان البيان الختامي كان "واضحا" بشأن ايران.
وقال ان "الجمهورية الاسلامية الايرانية دولة جارة نتمنى ان تكون علاقاتنا معها جيدة ولا يوجد بين الكويت وايران خلاف كبير ولكن نحن ننتمي الى مجلس التعاون الخليجي واذا كان ثمة موقف موحد من قبل دول المجلس فلن يكون موقفنا مخالفا للاجماع." واضاف "نحن حريصون على وحدة الصف وعلى ان لا تؤثر آراؤنا على علاقات بعضنا ببعض وعلى شعوبنا ايضا".
