
تبدأ اليوم في الكويت أعمال القمة الرابعة والثلاثين لمجلس التعاون الخليجي ، والتي تتوجه أنظار الشعوب الخليجية إليها ، للخروج بنتائج مهمة تتناسب والتحديات الكبيرة المحدقة بالمنطقة .
وفيما عقد المجلس الوزاري الخليجي اجتماعا في الكويت أمس ، ورفع تقريرا بما توصلت إليه مباحثاته إلى قادة المجلس ، فقد أكد الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني اهمية القمة الخليجية الـ 34 التي تعقد في دولة الكويت خلال الفترة من 10 الى 11 ديسمبر الجاري وما تتناوله من قضايا ومواضيع محلية واقليمية ودولية في ظروف استثنائية .
وشدد الزياني في مقابلة خاصة مع تلفزيون الكويت بثت الليلة الماضية على ان «الاتحاد الخليجي ينطلق من اساس وحدة كيان دول مجلس التعاون كما يتضمن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي طرحها في قمة الرياض والتي تدعو الى الانتقال من التعاون الى التكامل في كيان واحد متماسك».
واشار الى انه «تم انجاز الدراسات الخاصة بهذا الشأن وتقديمها للمجلس الاعلى لمجلس التعاون ويقوم المجلس الوزاري ببحثها للوصول الى ما يحقق المادة الرابعة من النظام الاساسي لمجلس التعاون».
وتنص المادة الرابعة على «تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين دول الاعضاء في جميع الميادين وصولا الى وحدتها».
واكد الزياني حرص اصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس على التشاور بشكل مستمر لتحقيق التعاون والتكامل على كافة المسارات السياسية والاقتصادية والدفاعية والامنية وتوحيد السياسة الخارجية .
واوضح ان منظومة مجلس التعاون تسير على خطى ثابتة نحو التكامل الاقتصادي مشيرا الى ان الاتحاد الجمركي الخليحي يتم التنسيق دوليا للاعتراف به عالميا فيما يجري العمل للتنسيق لاطلاق العملة الخليجية الموحدة في اطار السوق الخليجية المشتركة.
وشدد على اهمية تنوع مصادر الطاقة والانتقال بالاقتصاد الى مراحل متقدمة وعدم الاكتفاء بالنفط كمورد اساسي مشيرا الى اهمية التقارب التجاري والمالي بين دول المجلس والتنسيق فيما بينها بما يحقق التكامل الاقتصادي المنشود.
واعرب عن فخره واعتزازه بما توصلت اليه دول المجلس من تعاون على المستوى الامني والعسكري مؤكدا على ان قمة الكويت سيتخللها قرارات مبشرة تخدم منظومة الامن الخليجي.
وقال الزياني ان دول مجلس التعاون حريصة على تطبيق المبادئ الاساسية في العلاقات السياسية ومن بينها عدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام حسن الجوار مؤكدا تأييد المجلس للحوار السلمي ونبذ العنف واستخدام الاسلحة المحرمة دوليا في الخلافات الدولية.
وفيما يتعلق بالازمة في سوريا اعرب عن امله بان يخرج مؤتمر «جنيف 2» بحل يضمن وقف سفك الدماء في سوريا في اطار الحل السياسي الذي تسعى اليه دول مجلس التعاون.
واكد ترحيب مجلس التعاون الخليجي بأي خطوات وجهود تخدم امن المنطقة املا بان يصب التقارب الاخير بين ايران والغرب في تحقيق الامن والاستقرار في المنطقة.
وحول اهمية دور الشباب في تحقيق التنمية البشرية اعرب الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عن سعادته لنتائج مؤتمر الشباب الذي عقد في الرياض مؤخرا والذي يهدف الى الاستماع لآرائهم وافكارهم حول كل القضايا مثل مستوى التعليم وتطوير الصحة وغيرها.
واشار الى ان توصيات اصحاب الجلالة والسمو قادة المجلس دائما تصب في ايجاد بيئة افضل للشباب والعمل على تحقيق طموحاتهم وامالهم.
ونوه الزياني بما توصلت اليه المرأة الخليجية من مكانة مرموقة على كافة الصعد مشددا على مواكبة المرأة الخليجية لكافة التحديات بعد نيلها حقوقها السياسية .
من جانبه شدد رئيس وزراء البحرين الامير خليفة بن سلمان آل خليفة أمس على ضرورة انتقال دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من مرحلة التعاون الى الاتحاد دون تأخير او ابطاء «كملاذ آمن له ابعاد سياسية واستراتيجية يرقى الى الطموح الذي تتطلع اليه شعوب دول المجلس».
واكد الامير خليفة في حديث لـ«كونا» ان القمة الـ34 للمجلس الاعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي تستضيفها دولة الكويت خلال الفترة من 10 الى 11 ديسمبر «تشكل علامة هامة في مسيرة المجلس والتي يجب ان تؤسس لمرحلة جديدة من مراحل العمل الخليجي المشترك»،مبينا ان المرحلة المقبلة يجب ان تعمل على تحقيق المزيد من المكتسبات للمواطن الخليجي في مختلف المجالات ومواجهة التحديات العديدة التي تشهدها المنطقة والعالم.
واضاف ان انعقاد هذه القمة «يأتي في ظل متغيرات تحتم التعامل بطرق غير تقليدية مع الواقع الجديد الذي تتشكل ملامحه في المنطقة والعديد من اقاليم العالم»،معربا عن ثقته في ان قادة دول المجلس سيخرجون بقرارات ونتائج مثمرة تعزز وتدعم ما تحقق في المسيرة الخيرة والمباركة لدول المجلس مشيدا بجهود سمو أمير البلاد في احتضان العمل الخليجي المشترك ودعمه وتوجيهه نحو ما يعزز من روابط الوحدة والتكامل.
واكد الامير خليفة ان «شعوب دول المجلس تتطلع الى قرارات يتخذها قادة دول المجلس يتلمسون من خلالها تطلعاتهم في غد اكثر اشراقا ومستقبل يحمل الخير لكل الدول الاعضاء في مجلس التعاون».
واشار الى المتغيرات في العالم التي تجعل من دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية بانتقال دول المجلس من مرحلة التعاون الى مرحلة الاتحاد الخليجي والتي اطلقها في قمة الرياض في ديسمبر 2011 «مطلبا ملحا في الوقت الحاضر اكثر من اي وقت مضى».
كما شدد على ضرورة تصدر تلك الدعوة وآليات تحقيقها اولويات البحث في القمة التي ستنطلق اعمالها اليوم لتكون القرارات تدفع بهذه المبادرة الى حيز التنفيذ في اسرع وقت ممكن مشيرا الى تطلع شعوب المنطقة الى تحقيق مرحلة الاتحاد.
وكانت اختتمت لجنة صياغة مشاريع القرارات ومشروع البيان الختامي للاجتماع التكميلي للمجلس الوزاري في دورته «129» التحضيرية للدورة الـ34 للمجلس الاعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية اجتماعها أمس برفع توصياتها للاجتماع الوزاري.