
فيما قرر وزير المواصلات عيسى الكندري إعادة هيكلة مجلس ادارة الخطوط الجوية الكويتية بتعيينه رشا الرومي رئيسا لمجلس الادارة ، وجسار الجسار نائبا لرئيس مجلس الادارة ، وعضوية كل من خالد بشارة ونبيلة العنجري ود . عبدالله معرفي ورجاء الروضان ، فقد بدا التناقض واضحا بين مسؤولي «الكويتية» خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدوه أمس للحديث عن أوضاع المؤسسة والتطورات التي شهدتها أخيرا ، خصوصا الصفقة التي تم إبرامها مع شركة «إيرباص» لشراء 25 طائرة واستئجار 12 أخرى .
وبرز هذا التناقض بشكل خاص لدى حديث هؤلاء المسؤولين عن السلبيات الخطيرة التي تعانيها «الكويتية» حاليا ، وتهديد بعض المطارات الدولية بعدم استقبال رحلاتها ، بسبب سوء حالة طائراتها ففي الوقت الذي اعترف فيه رئيس مجلس الإدارة بالتكليف جسار الجسار بحدوث ذلك بالفعل ، وقال : « ان الوقت ليس في صالح الشركة ، وانه كان لا بد من الذهاب الى اتمام هذه الصفقة ، بعد ان اوقفت صفقة الطائرات التي من المفترض شراؤها من شركة جت ايرويز الهندية ، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن صفقة شراء 25 طائرة وتأجير 12 اخرى ، جاءت لتدارك أي توقيف لطائرات الكويتية ، «فنحن امام ازمة ومفترق طرق ، وكان لابد من اجراء سريع ، لذلك تم عرض الصفقة بعد الحصول على الموافقات الحكومية اللازمة ، وتنفيذ جميع الإجراءات» ، فإن رئيس الدائرة الهندسية بالشركة عبد الله الشرهان نفى ذلك ، واعتبر أن ما يقال عن وجود بعض المطارات التي قد تمنع الكويتية من الهبوط في مطاراتها ، غير صحيح ، «فنحن مرخص لنا من سلطات الطيران الاوروبية ، ولدينا صلاحية طيران كاملة ، ونغطي جميع مطارات العالم دون استثناء او تحفظ ، وهناك فحص دوري للطائرات التي تهبط في اوروبا ، والمشكلة فقط في عدد من الطائرات والتي تحتاج لتكاليف صيانة عالية ، والتي نود ان تخرج من الخدمة وتستبدل بأخرى جديدة» .
تناقض آخر كشفت عنه تصريحات مسؤولي «الكويتية» أيضا ، ففيما أوضحت المستشارة في الشركة أماني بورسلي ان جميع إجراءات التعاقد بشكل مباشر مع الشركتين المصنعتين ، وهما شركتا الايرباص والبوينغ ، «كانت بها شفافية كبيرة ، وحرص على تطبيق افضل الممارسات العالمية ، وكذلك الالتزام بالإجراءات القانونية والفنية والمالية ، بما يحصنها من أي طعن أو تشكيك في نزاهتها» ، فإنها رفضت الكشف عن الحجم المالي للصفقة ، وقالت إنه «لن يتم الافصاح عن مبالغ الصفقة ، لانها تعتبر سرية بحكم العقود التي تم توقيعها مع شركة الايرباص» .
وعودة إلى حديث رئيس مجلس ادارة الخطوط الجوية الكويتية بالتكليف جسار الجسار ، فقد أوضح ان الطائرات الجديدة المستأجرة والتي يصل عددها الى 12 طائرة سوف يتم تسلمها في الربع الاخير من عام 2014.
وقال : ان قرار شراء 25 طائرة جديدة وتأجير 12 طائرة اخرى من شركة «ايرباص» تم اتخاذه في الاشهر الاولى من تعيين مجلس الادارة ، بالتزامن مع اجراءات تحويل «الكويتية» الى شركة خاصة ، مشيرا إلى ان حلم تحديث اسطولها بات حقيقة دامغة ، بعد توقيع مذكرة التفاهم مع شركة ايرباص ، التي تأتي ضمن الخطة الاستراتيجية للشركة .
من جانبها قالت المستشارة في «الكويتية» أماني بورسلي إن العرض الاولي يحتوي على 25 طائرة ، وقد تم توقيع العقد وستدا الكويتية في تسلمها في عام 2019 وحتى عام 2022 ، وبالنسبة للطائرات المؤجرة فعددها 12 طائرة وجميعها جديدة ، مؤكدة انه لا يوجد وسطاء بالصفقة ولا توجد شروط جزائية ، وفترة السداد تبدا من العام الحالي ، اي منذ توقيع مذكرة التفاهم وتنتهي مع تسلم آخر دفعة في عام 2022 وقد تم دفع جزء من مبلغ الصفقة عند توقيع مذكرة التفاهم ، لافتة إلى ان تمويل الصفقة سيكون محليا وعالميا ، ووفق ممارسات القطاع الخاص ، وسيتم توقيع العقد بعد شهر .
تجدر الإشارة إلى أن وزير المواصلات عيسى الكندري كان قد اتخذ قرارا في 25 نوفمبر الماضي ، بايقاف رئيس مجلس ادارة الخطوط الجوية الكويتية سامي النصف ، على خلفية صفقة الطائرات المستعملة من شركة هندية.