
جنيف – طهران – واشنطن – «وكالات»: توصلت إيران ومجموعة «1+5» في مؤتمر جنيف أمس ، إلى اتفاق تاريخي ، ينهي الجدال حول البرنامج النووي الإيراني ، ويكرس إيران دولة نووية «سلمية».
وفور توقيع الاتفاقية سارعت واشنطن للتأكيد أنها تحمي أمن دول الإقليم بما فيه إسرائيل، وانها لا تعطي ايران حق تخصيب اليورانيوم.
واعتبرت إن الاتفاقية سوف تسمح بالإصلاحات التي تكفل السلامة والتفتيش داخل إيران.
وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما ، في أول تعليق له على الاتفاقية ، إنها خطوة أولى مهمة باتجاه حل أشمل لمشكلة البرنامج النووي الإيراني.
أضاف أن الاتفاقية لن تتيح لإيران استخدام الجيل الجديد من أجهزة الطرد المركزي، وستفرض قيودا أساسية على برنامجها النووي ، وستقطع الطريق على إمكانية إنتاج أسلحة نووية ، مؤكدا في الوقت نفسه وأكد أنه يرغب بحل الخلاف مع إيران حول برنامجها النووي بالطرق السلمية.
وأوضح البيت الأبيض أنه وفقا للاتفاقية التي ستكون نافذة المفعول على مدى ستة اشهر ، ستخفف العقوبات المفروضة على إيران بما قيمته 7 مليارات دولار، ولن تفرض عقوبات جديدة.
وفي القدس المحتلة لم يبد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حماسا للاتفاقية ، واصفا إياها بأنها خطأ تاريخي ، وقال إنها سيئة ولا تلزم إسرائيل في شيء
وقالت فرنسا إن الاتفاقية التي جرى التوصل إليها هي خطوة مهمة في الطريق لتحقيق السلام والأمن لكن يجب مراقبة تنفيذها عن قرب.
وأكدت الاتفاتقية على حق إيران في برنامج نووي لأغراض سلمية.
وقالت كاثرين اشتون مفوضة السياسة الخارجية للاتحاد الأروبي إن الاتفاقية ستتيح الوقت والفسحة من أجل التوصل الى اتفاق شامل .
وتصر إيران على الاستمرار في التخصيب ، وقال وزير خارجيتها عقب التوصل إلى الاتفاقية إن التخصيب من حق بلاده وإنها ستستمر فيه ، لكن وزير الخارجية الامريكي جون كاري قال إن الاتفاقية لا تمنح إيران حق الاستمرار في تخصيب اليورانيوم.
وينظر إلى الاتفاقية على أنها مؤقتة لكنها ستمهد الطريق لاتفاقية أشمل.
من جهته أكد المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي أن الاتفاق النووي مع الغرب يعد قاعدة لخطوات مقبلة ، وسيكون أساسا لمزيد من التقدم ، مضيفا أن دعاء الشعب الإيراني ساهم في تحقيق هذا النجاح. وكتب خامنئي في رسالة إلى الرئيس حسن روحاني نشرتها وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية: «يمكن أن يكون هذا أساسا لمزيد من الخطوات الذكية .
إلى ذلك، رحب الرئيس الإيراني، في خطاب بثه التلفزيون الرسمي، بالاتفاق النووي مع الغرب الذي يقر - حسب قوله - مبدأ حق إيران في تخصيب اليورانيوم ، مشيرا إلى أن العقوبات المفروضة على طهران بدأت تتصدع.
وأكد مجددا أن «إيران لم تسع أبدا، ولن تسعى أبدا إلى صنع السلاح الذري».
وقال روحاني في بيان أذيع على الهواء مباشرة على قناة «برس تي.في» أن المحادثات بشأن «اتفاق شامل ستبدأ على الفور»، وأن إيران لديها رغبة قوية لكي تبدأ.
وذكر الرئيس الإيراني أيضا إن نجاح المحادثات حتى الآن يرجع إلى «إرشادات» الزعيم خامنئي.
كما أكد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في مؤتمر صحافي الأحد، عقب التوصل إلى اتفاق مع الغرب في جنيف حول البرنامج النووي في بلاده، أن الخطوة «ستنزع فتيل التوتر في المنطقة، وأنه لا مبرر لأي دولة الآن أن تشعر بالقلق من البرنامج النووي الإيراني».
وقال إنه من المخالف للقانون الدولي تهديد إيران باستخدام القوة، مضيفا «كنت أؤمن بقدرتنا على الحصول على حقوقنا من خلال التفاوض».
وشدد ظريف على أنه «لا يوجد نص قانوني يمنع أي دولة من الحصول على التقنية النووية وحق التخصيب بطريقة سلمية».
وذكر أن «الدول الأخرى يجب أن تحترم حقنا في هذا السياق بالحصول على التقنية»، مؤكدا أن «إيران سيكون لديها برنامج تعمل من خلاله على تخصيب اليورانيوم».
وألمح إلى أن اتفاق جنيف وخطة العمل التي تم التوصل إليها تضع التزامات على الطرفين،
وطالب وزير الخارجية الإيراني «العالم باحترام حق طهران في التخصيب لأغراض سلمية»، مشددا على مواصلة طهران ممارسة هذا الحق.
قالت وكالة أنباء الامارات «وام» إن الإمارات العربية المتحدة رحّبت باتفاق إيران النووي مع القوى العالمية لكبح برنامج طهران النووي.
وأضافت أن الحكومة تأمل بأن يمثل الاتفاق خطوة تجاه اتفاق دائم يحافظ على استقرار المنطقة ويحميها من التوتر وخطر الانتشار النووي.
في سياق متصل كشف الرئيس السابق لغرفة التجارة الإيرانية، علي نقي خاموشي، أن الولايات المتحدة الأميركية أفرجت صباح اليوم عن 8 مليارات دولار من الأرصدة الإيرانية المجمدة من جانبها.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية «إيرنا»، عن خاموشي قوله إن واشنطن أفرجت اليوم عن 8 مليارات دولار من أرصدة طهران المجمّدة.
وأضاف أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في جنيف بين إيران ومجموعة «5+1» يفتح طريق التعاون الاقتصادي بين إيران والعالم، موضحاً أن الاقتصاد الإيراني ان مغلقاً بسبب العقوبات المصرفية، وأن اتفاق جنيف سيفتح الطريق أمام إيران.