
رحب سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد باسمه وباسم حكومة الكويت والشعب الكويتي باخوانه أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة الدول العربية الشقيقة والدول الافريقية الصديقة وبجميع المشاركين في القمة العربية الافريقية الثالثة.
وأعرب سموه عن بالغ سروره باستضافة الكويت لهذه القمة العربية الافريقية والتي تعقد تحت شعار «شركاء في التنمية والاستثمار» مؤكدا سموه ان احتضان الكويت لها نابع من ايمانها الراسخ بأهمية تعميق جسور التعاون والتواصل بين الدول العربية الشقيقة والدول الافريقية الصديقة لتحقيق شراكة استراتيجية على أرض الواقع تعكس الحرص المشترك وتعزز اواصر التعاون بينها في مختلف الميادين لاسيما السياسية والاقتصادية والتاجرية والثقافية.
وأشار سموه الى ان الظروف الدقيقة والتطورات المتسارعة التي يشهدها العالم وخصوصا التحديات الاقتصادية تحتم على الدول العربية والافريقية المزيد من التقارب وارساء قواعد صلبة للتعاون من شأنه تحقيق جميع المصالح المشتركة لها.
وعبر سموه عن تطلعاته وثقته بتحقيق الاهداف المنشودة لهذه القمة تلبي امال وتطلعات الشعوب العربية والافريقية كافة مجددا سموه ترحيبه بضيوف الكويت الاعزاء ومتمنيا لهم طيب الاقامة.
من جانبه قال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح خالد ان الوقت قد حان للارتقاء بالعمل العربي الافريقي المشترك وتفعيله خدمة لمستقبل شعوب المنطقتين مضيفا انه في عالم اليوم لم يعد هناك للدول ان تتحرك منفردة وانما من خلال التجمعات والكيانات الاقليمية الكبيرة المبنية على الايمان بالمصالح المشتركة والمنفعة المتبادلة.
وقال الشيخ صباح الخالد في كلمته في افتتاح اعمال اجتماع المجلس المشترك لوزراء الخارجية للقمة العربية الافريقية الثالثة أمس ان عقد القمة في الكويت يهدف الى وضع العلاقات التاريخية الوطنية بين الدول العربية والافريقية في اطارها الصحيح من اجل العمل على استثمارها في تحقيق مصالح الدول الاعضاء في المنطقتين.
وذكر ان امكانات الاقليمين العربي والافريقي واعدة وتدل عليها لغة الارقام حيث يتجاوز التعداد السكاني للوطن العربي والقارة الافريقية مجتمعين 2ر1 مليار نسمة مما يشكل نسبة 18 في المئة من سكان العالم مشيرا الى اهمية الامكانات والطاقة البشرية ونمو الناتج القومي المشترك الذي يبلغ 25ر4 في المئة متفوقا على النمو في الناتج العالمي والذي يعادل ثلاثة في المئة.
وشدد على اهمية الجوار الجغرافي العربي الافريقي وما يمثله من عمق تاريخي وارث بشري حافل يجعل مصير الإقليمين مترابطا ومتشابكا مما يستوجب تعاونا مشتركا أوثق بين هاتين المنطقتين الحيويتين من العالم.
وقال ان التقارير الدولية الصادرة عن الامم المتحدة في اطار «الشراكة الجديدة من اجل تنمية افريقيا» أظهرت وجود فجوة هائلة في تطوير البنى التحتية في افريقيا مشيرا الى ان تجسير هذه الهوة يتطلب تضافر جهود المؤسسات التنموية العربية والافريقية والدولية لتمكينها من المضي في تنفيذ المشاريع التنموية اللازمة بما يسهم في تحقيق الاهداف الانمائية للألفية.
وقال ان الكويت تؤكد تواصلها على نهج الانفتاح والتواصل الحضاري والانساني مع كل الشعوب والاقطار و ستظل وفية لمبادئها ومؤمنة برسالتها ومخلصة لصداقاتها وماضية في مسيرتها نحو خير ورفاهية المعمورة ترسيخا لعالم امن مزدهر تسوده روح المحبة والاخاء.
من جانبه دعا وزير الخارجية والتعاون الدولي لدولة ليبيا محمد امحمد عبدالعزيز الى بناء شراكة استراتيجية بين الاقليمين الافريقي والعربي على ارض الواقع بهدف تحقيق تنمية مستدامة لشعوب المنطقتين والمساهمة في تحقيق العدالة الاجتماعية والسلم والأمن فيهما.
من جانبها قال رئيسة مفوضية الاتحاد الافريقي نكوسازانا دلاميني زوما في كلمتها في الاجتماع ان القمة العربية الافريقية الثالثة تعقد في ضوء ظروف متغيرة في المنطقتين العربية والافريقية مضيفة ان افريقيا تمر بنقاط تحول مستشهدة في النمو الاقتصادي وانخفاض حدة الصراعات والتحسنا في الحوكمة.
وذكرت زوما انه تم احراز تقدم في مؤشرات التنمية البشرية في افريقيا مشيرة الى ان متوسط العمر ارتفع من 40 الى 60 عاما وانخفض عدد وفيات الاطفال الرضع الى النصف وارتفع عدد الاطفال الذين يلتحقون بالمدارس .
من جهته اكد الامين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي حرص الامانة العامة للجامعة ومفوضية الاتحاد الافريقي على اتباع سياسة متناسقة لمصلحة العديد من القضايا المشتركة مضيفا ان موقف العالم العربي وأفريقيا من العديد من البنود المطروحة على الأجندة الدولية بات متناغما ويجب العمل على زيادة تقاربه كي يحقق المصالح المشتركة.
وقال العربي في كلمته في الجلسة إن موقف الدول الأفريقية في دعم نضال الشعب الفلسطيني لممارسة حقوقه في وطنه وعلى أرضه مواقف مشهودة تفيض بشرفها المحافل الدولية مبينا أن لقاء الشعوب العربية والافريقية على نصرة قضايا التحرر والتصدي للاحتلال والتمييز والفصل العنصري يسجل صفحة ناصعة من التعاون بينهما في تاريخ الإنسانية المعاصرة.
وذكر ان ابرز البنود الملحة على الأجندة الدولية هو موضوع الانتشار النووي «فبينما أصبحت افريقيا لا نووية طبقا لاتفاقية بليندابا عام 1996 لا يزال العالم العربي يعمل على إقامة منطقة خالية من السلاح النووي في عموم الشرق الأوسط بامتداده الأفريقي».
وشدد على أهمية العمل على تحقيق عالمية معاهدة عدم الانتشار النووي كأساس ضروري ليس فقط لإخلاء الشرق الأوسط من السلاح النووي بل ولاستكمال ما قامت به أفريقيا عبر «بليندابا» مشيرا الى انه بغير عالمية المعاهدة سيظل الموقف النووي مهددا في أفريقيا والشرق الأوسط خاصة مع وجود مجموعة دول عربية أفريقية واقعة في نطاق بليندابا والشرق الأوسط وهي «مجموعة معرضة على الدوام لمخاطر عدم انضمام إسرائيل للمعاهدة ووضع قدراتها النووية تحت الإشراف الدولي».
واكد العربي أهمية توحيد المواقف إزاء المقترحات المتعلقة بعملية إصلاح وتطوير الأمم المتحدة مشيرا الى تنسيق الجامعة العربية مع الموقف الأفريقي القائم على توافق آراء أعضاء الاتحاد الافريقي بالنسبة لصيانة حقوق القارة في هذه العملية.