> مقبلون على نقلة نوعية كبرى هدفها الإصلاح الشامل واستكمال البناء والتطوير في كل مناحي الحياة
> الدستور هو المرجع والحكم .. ولنا في قضائنا العادل المشهود له بالنزاهة والحياد خير ملاذ فيما تختلفون حوله من أمور
> نبارك مبادرات المجلس والحكومة للتعاون وتلمس هموم المواطنين ونعتبرها فاتحة خير لمرحلة واعدة
> لا بد من إعادة النظر في تشريعات وسياسات وممارسات تجاوزها الوقت والظروف ولم تعد صالحة لحاضرنا ومستقبلنا
> لا تهاون أو تساهل في أمن الكويت واستقرارها فاجعلوا ذلك دائما نصب أعينكم
> التنوع والتعدد مصدر قوة وثراء لنا ومن يحاول إشاعة العداوة والبغضاء بيننا هدفه تمزيق البلد وجره إلى هاوية الخراب والدمار
> الكويــت ستــظـــل صــادقــة في مواقفهــا لا تتردد في مد يد العون لأشقائها تخفيفا للآلام وتضميدا للجراح
رسم سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد في نطقه السامي، لافتتاح دور الانعقاد العادي الثاني لمجلس الأمة ، «خارطة طريق» واضحة المعالم ، أمام السلطتين التشريعية والتنفيذية ، تحدد لهما أفضل السبل وأسلمها لتحقيق الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، والحفاظ على أمن واستقرار الكويت ، وإنجاز الأهداف والغايات الوطنية المنشودة ، مع التنبيه أيضا مع التنبيه أيضا إلى مواطن الخلل التي تتطلب العلاج ، ومواقع الزلل التي يتحتم اجتنابها ، والدعوة الصادقة للاتعاظ من تجارب الآخرين وعدم الوقوع في الأخطاء التي وقعوا فيها .
في هذا السياق أكد سمو الأمير أن الدستور هو المرجع والميثاق الذي يحكم بين السلطتين ، في حال الخلاف وهو كفيل بأن ينير الطريق لهما ، موضحا أن «لنا في قضائنا العادل المشهود له بالنزاهة والحياد خير ملاذ فيما قد تختلفون حوله من أمور ، فقضاؤنا دائما موضع اعتزاز وتقدير من الجميع» ، مشيدا سموه بروح التعاون والرغبة الجادة المشتركة لدى السلطتين لخدمة وطنهما ومواطنيهما .
وقال سمو الأمير في نطقه السامي الذي افتتح به دور الانعقاد العادي الثاني لمجلس الأمة : «لقد اسعدنا كما أسعد الكويتيين جميعا ما لاحظناه في الآونة الاخيرة من مؤشرات طيبة وتوجهات إيجابية لمجلسكم الموقر ، لتلمس هموم المواطنين وتقصي اهتماماتهم واحتياجاتهم ، وكذلك ما برز من بوادر الحرص المشترك على التشاور والتعاون بين المجلس والحكومة ، ، ونحن بدورنا نبارك هذه المبادرات والتوجهات ، ونراها مدعاة للتفاؤل ، وفاتحة خير لمرحلة واعدة من العمل الجاد والممارسة الفعالة لدوركم في الرقابة والتشريع» .
وشدد سموه على أنه «قد حان الوقت لإطلاق مرحلة فاصلة جديدة ، ونقلة نوعية كبرى ، هدفها الإصلاح الشامل واستكمال البناء والتنمية والتطوير في كافة مناحي الحياة ، بما يستوجب إعادة النظر في تشريعات وسياسات ومفاهيم وممارسات تجاوزها الوقت والظروف ، ولم تعد صالحة لحاضرنا ومستقبلنا ، كما حان الوقت لاعتماد منهجية عمل جديدة ، تستهدف إحياء وتفعيل قيم ومبادئ ومفاهيم أساسية لمسيرتنا الوطنية الحاضرة ، تتكامل فيها الأدوار وتتضافر فيها كل الجهود ، وتتجسد فيها روح المسؤولية والجدية والانضباط والمساءلة والمحاسبة الموضوعية ، في إطار وطني شامل يكفل تحقيق الأهداف الوطنية ويرتقي بوطننا إلى مكانته المستحقة» ، لافتا إلى أن «مظاهر الخلل التي تعيق مسيرة العمل الوطني هي حصيلة أخطاء وممارسات سلبية ، تراكمت عبر الزمن ، وتكرس معها الكثير من المفاهيم الخاطئة الضارة ، وقد بات من الضروري تصحيح هذه المفاهيم ، وإعادة الأمور الى نصابها الصحيح» .
وأوضح صاحب السمو أن أهم أولوياتنا دائما وأبدا حماية أمن الكويت داخليا وخارجيا ، وتأمين الاستقرار وسيادة القانون ، ولا تهاون أو تساهل في ذلك ، فاجعلوا أمن الكويت واستقرارها دائما نصب أعينكم ، ثم بعد ذلك العمل غاية جهدنا لإسعاد الكويتيين جميعا ، وتوفير أسباب الرفاه والحياة الكريمة لهم» ، مشيرا كذلك إلى أن «من أهم نعم الله على هذا البلد الأمين ، أن ألف بين قلوب أبنائه ، على اختلاف مشاربهم ، وتنوع أصولهم ، وتعدد منابعهم» ، وأكد أن «التنوع والتعدد مصدر قوة وثراء للمجتمع والوطن ، وان من يحاول إشاعة العداوة والبغضاء في صفوف المجتمع وإثارة الفتن بين المواطنين ، لا يريد لهذا البلد خيرا بل يعمل لهدم الوحدة الوطنية، ويسعى الى تمزيق المجتمع ، وجر البلاد الى هاوية الخراب والدمار ، ولنا فيما يجري في بلدان عديدة حولنا خير واعظ لنا ، والعاقل من اتعظ بغيره» .
أضاف أن التوجه الاول للجهد الوطني اليوم يجب ان يكون نحو الاصلاح والبناء ، وتعويض ما فاتنا خلال سنوات من التوتر والاحتقان وضياع الجهد والفرص ، كما يجب الآن التركيز على الحاضر والاستعداد للمستقبل ، وتجاوز الانغماس في متاهات الجدل العقيم او نبش احداث صارت جزءا من الماضي ، وألا تشغلكم عثرات الماضي عن استحقاقات يومكم وغدكم» .
كما دعا سموه إلى «ترشيد العمل السياسي والممارسة الديمقراطية ، وترسيخ ثقافة الحوار والوفاق والتسامح والحلول الوسط ، ورفض الاقصاء ، وقبول حق الاختلاف واحترام الرأي الآخر» ، لافتا إلى أن «بوادر التشاور والتعاون التي تلوح في الأفق بين المجلس والحكومة ، تشكل بيئة صالحة وأجواء هادئة مواتية ، وحوافز قوية للعمل الجاد المخلص ، وانطلاق مسيرة الاصلاح والبناء والتنمية الشاملة التي يتسع نطاقها لمشاركة كافة أبناء الوطن» .
وقال سمو الأمير في نطقه السامي أيضا : «عندما نتحدث عن التنمية فإن التنمية الوطنية الحقة ليست مجرد مبان شاهقة ، ولا مجرد أسواق فاخرة أو طرق ومطارات ومرافق رغم ضرورتها ، بل التنمية البشرية تنمية المواطن الصالح والانسان الايجابي هي الاساس الاهم والاجدى وهي الاصعب منالا والاعلى قيمة ، ومن هنا فإن رعاية الشباب وتمكينهم تشكل محورا رئيسيا في برنامج العمل الوطني» .
أضاف أن «للمال العام حرمة وحصانة ، بل قدسية يجب احترامها وحمايتها ، وان مال الدولة هو مال المواطنين جميعا وان العبث بالمال العام او سرقته ، كسرقة مال الجار أو العبث به ، بما يستوجب اتخاذ كل التدابير الجادة لضمان الحفاظ عليه ومنع الاعتداء عليه» .
وحذر سموه من الاستسلام للإحباط أو اليأس ، قائلا : « ستبرز تحديات ومعوقات في طريق مسيرتنا ، فلا نتوقف ولا نتراجع ولا نيأس فهذه طبيعة الحياة ، وكل مسيرات النجاح على مر العصور واجهت الصعاب والتحديات والمعوقات ، ولكننا بعون الله وفضله نملك من العزيمة والإمكانات ما يؤهلنا لانجاز المزيد وتجاوز هذه التحديات» .
وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي أكد صاحب السمو أن الكويت «تظل كدأبها دائما صادقة في مواقفها وفية لمبادئها ، عضوا حيويا فعالا في جسم الوطن العربي من المحيط إلى الخليج ، تفرح لأفراحه وتحزن لأحزانه ، لا تتردد في مد يد العون والمساعدة تخفيفا للآلام وتضميدا للجراح ورفعا للمعاناة ، بغير من ولا غرض وبمنأى عن التدخل في الشؤون الداخلية ، في تضامن مصيري مع الأشقاء في الخليج ، وتعاون وثيق مع سائر الدول العربية الشقيقة والصديقة» .